الأعمدة

حلفا “العجيبة”: فايز ديدي

إذا كنت تبحث عن مدينة _ مبتسمة ، فهي حلفا الجديدة ..
#إذا كنت تبحث عن مدينة آمنة فهي حلفا الجديدة..
#إذا كنت تبحث عن مدينة _ لا تجوع فهي حلفا الجديدة ..
#إذا كنت تبحث عن أرض الخير _ والحسن _ والجمال فهي حلفا الجديدة .. سنعود بشئ من التفصيل..
هجّر الرئيس عبود أهلنا من حلفا القديمة متنازلا هو وحكومته عن أخصب الأراضي ، ومدينة تضاهي باريس آنذاك، بل وتتفوق عليها بلسان أهلي الحلفاويين “حلفا دغيم ولا باريس” وذلك من أجل عيون الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لبناء السد العالي ، وذلك موضوع آخر وجد حظه في بطون الكتب والبكائيات الشعرية والغنائية التي عبرت عن واحدة من أكبر المظالم التي تعرض لها شعب في العالم ، بلا أي مقابل ، لا من المصريين الذين أقاموا صرحهم الضخم علي أنقاض أرواحنا وأرضنا وتاريخنا وحضارتنا ، ولا من الحكومات السودانية بلا استثناء مدنيين وعسكريين، و التي جنت علينا وقهرت شعبنا وتركت وادي حلفا – بعد التهجير ،وحتي الآن.، بلا تنمية وبلا تطوير بل تتنافس الحكومات المتعاقبة علي القضاء علي أي مشروع أهلي او خاص ، ويكتفي كل رئيس جمهورية وآخرهم البشير برواية نكات أطلقها الحلفاويين تعبيرا وسخرية وتنفيسا عن أحوالهم ومعاناتهم..وذلك بطريقة سمجة ، وبايخة ..
بعد الرحيل المر ، والإنتقال.شرقا الي حلفا الجديدة ، وجد أهلنا الحلفاويين أنفسهم ، في بيئة غريبة عليهم ،ولا مقارنة بينها ومدينتهم الجميلة آثار اجدادهم ومنازلهم ونخيلهم وشوارعهم ومبانيهم ، الفنادق والمدارس ، والمزارع و”السواقي النايحة طول الليل” ..
من رفضوا الرحيل ، تنقلوا من مكان الي آخر ،حتي استقروا في وادي حلفا الحالية التي تئن وتنفجر الآن بإمكاناتها البسيطة ومؤنها القليلة ،وتستضيف مئات الآلاف من الناجين من الحرب العبثية في بيوتها ومستشفياتها ومساجدها ، بلا من او أذي ، ويقابلون حتي من يسبون مدينتهم ،بإبتسامة ..
وبعودة الي حلفا الجديدة ، فقد تغيرت بعد سنوات من بيئة مستوطنة للأمراض ، الي تحفة خضراء ، وبقعة جاذبة ، وهي الآن سودان مصغر ، لكل القبائل ، وتشهد تعايش سلمي فريد من نوعه..
ونواصل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى