الأخبار

عناصر من النظام البائد تحرض المواطنين على الاشتباك مع «الدعم السريع»

 

نشطت عناصر محسوبة على النظام البائد بالسودان، في دعوة المدنيين للتسلح والاشتباك مع جنود مليشيا الدعم السريع بالخرطوم وغيرها، في تطور خطير لدور الإسلاميين في الحرب الدائرة حالياً.

الخرطوم: التغيير.

وبدأت الحرب بين الجيش والدعم السريع والمتهم في إشعالها منسوبو الحركة الإسلامية السودانية «الكيزان»- الذراع الديني لحزب المؤتمر الوطني المحلول، منتصف أبريل الماضي، وخلفت المواجهات آلاف القتلى والمصابين وعشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين، فضلاً عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

ومنذ بدأت الحرب، نشطت صفحة حزب المؤتمر المحلول على (فيسبوك) في تشجيع استمرار القتال وإبداء الدعم لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان بصورة لا مواربة فيها، فضلاً عن التصريحات والكتابات الممنهجة لمنسوبيه والمحسوبين عليه، الأمر الذي يؤكد حقيقة تورطهم في إشعال الحرب، وقد تصاعدت تعبئة الإسلاميين للحرب منذ توقيع الاتفاق الإطاري، ومضت كل تحركاتهم باتجاه قطع الطريق على التحول المدني الديمقراطي والانتقام من ثورة ديسمبر المجيدة التي أطاحت بنظام حكمهم.

وظلت صفحة الحزب المحلول على (فيسبوك) تعيد نشر إعلانات فتح باب الجهاد لجميع السودانيين من أجل ما أسمته “معركة الكرامة”، ودعت من وصفتهم بـ”المجاهدين” للتبليغ في أقرب معسكر للجيش.

ونعت الصفحة منذ اندلاع الحرب عدداً من الشباب المعلوم انتماؤهم للحركة الإسلامية والحزب المحلول، كما تكفل محسوبون على النظام البائد بنشر أسماء “المجاهدين” الذي قضوا خلال المعارك وتبادل نعيهم، بما لا يدع مجالاً للشك بشأن ولوغ أنصار نظام عمر البشير البائد في إذكاء الحرب التي تعصف بالسودانيين حالياً.

وكانت عدة مصادر وثقت للاستعدادات والتخطيط الذي سبق اندلاع الحرب ونشاط الإسلاميين الساعي لاستعادة السلطة التي أسقطتها الثورة ولكن عبر فوهات البنادق وإقحام المواطنين في مواجهة مع أسلحة الدعم السريع.

ونشرت صفحات محسوبة على الإسلاميين بـ(فيسبوك)، دعوة من مبادرة مسماة “مجموعة شباب خلف جيش السودان” تتمثل في “خروج شباب الشعب السوداني الأحرار لدحر التمرد والقضاء عليه وطرده من جميع منازل المواطنين في العاصمة المثلثة وأطرافها والتعامل معهم ببسالة”- حسب البيان.

وقالت: “إننا نعلم أن هذا الأمر خطير وقد يكلفنا خسائر في الأرواح ولكن أن تموت دون عرضك ومالك ووطنك خير لك من أن تحيا مذلول ومهان في دارك ومسلوب من مالك ومنتهك في عرضك عليه لا خيار ثالث.. لدينا غير ننتصر أو نموت (نصر أو شهادة) بإذن الله”.

ودعت الشباب للتجمع في كل ولاية أمام قيادة الجيش والتحرك نحو الخرطوم.

وفي ذات السياق، تداولت صفحات ومنصات محسوبة على الإسلاميين دعوات للخروج في “جمعة الغضب الشعبي” يوم 23 يونيو الحالي، لإخراج قوات الدعم السريع من الأحياء وبيوت المواطنين، وتضمنت دعوة للاشتباك مع أفراد مليشيا الدعم السريع بشكل مباشر.

وعلى الصعيد ذاته، تم تداول مقطع فيديو يظهر مجموعة من الأسلحة يقول المتحدث فيه: “نعلن لكم من النقطة المعروفة ميلاد جبهة المقاومة الشعبية السودانية التحاماً مع الجيش وامتثالاً لأمر الله في الذود عن حياض الأرض والعرض”.

ويرى مراقبون أن كل هذه التحركات تجيئ في سياق التحشيد الذي يقوم به أنصار النظام البائد ومنسوبي الحركة الإسلامية لدفع الشاب والمواطنين إلى مواجهة عسكرية والاشتباك مع مليشيا الدعم السريع بعد تطاول أمد الحرب ودخولها الشهر الثالث دون أن يبدو الحسم العسكري ممكناً

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى