تقارير

محلل سوداني : فشل الهدنة الطويلة بسبب طرفي الصراع

أكد الأكاديمي السوداني محمد تورشين، تعثر التوصل إلى هدنة طويلة الأجل في السودان من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي بين قوات الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” المتمردة.

وقال تورشين، في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، إن أسباب تعثر الهدنة طويلة الأجل في السودان سببها عدة عوامل مرتبطة بطرفي الصراع والأخص “الدعم السريع”، مشيرًا إلى أن أي التزام بهدنة طويلة الأمد تحقق مكاسب للمواطن مثل الحصول على الإغاثة وفتح الممرات الإنسانية لإسعاف المرضى والجرحى وعودة الخدمات الطبية وخروج الدعم السريع من المراكز والمستشفيات.

وأوضح تورشين، أن هناك إشكالية تتعلق بخروج الدعم السريع من الخرطوم فإلى أين سيتجه؟، فلم تحدد مناطق الخروج ومقرات ينبغي الذهاب إليها الدعم السريع بإشراف من قبل الوساطة وإشراف من بعض المنظمات الإقليمية.

وأضاف: “في تقديري أن السبب الرئيسي هو الخلاف بين المنبر السعودي الأمريكي، لأن السودان لديه تحفظات وكذلك المساعي الإفريقية باعتبار الاتحاد الإفريقي جمد عضوية السودان، ولا أتوقع أن أطراف الوساطة الآن فعالة ولديها القدرة على ممارسة ضغوط حقيقية على الجانب السوداني والدعم السريع باستثناء المنبر السعودي الأمريكي”.

 

خطورة انخراط الحركة الشعبية في الصراع
وقال السياسي السوداني إن “الحركة الشعبية لتحرير السودان” جناح عبدالعزيز الحلو، دخلت على خط الصراع حينما هاجمت قوات الجيش، فقد استفادت من انشغال الجيش السوداني في المعارك التي تجرى الآن في الخرطوم وبعض المدن الأخرى لإحداث الانتصارات والتقدم على صعيد العمليات.

وتابع: “لكن لا أتوقع أن الحركة الشعبية تستمر في مثل هذه المغامرة لأن من شأنها فيما بعد إذا هدأت الأمور وتم التوصل إلى تفاهمات فإنها ستتضرر، لأن الأمر مرتبط بإيقاف إطلاق النار أو بجانب القضايا المرتبطة لتحقيق السلام في كردفان وجنوب كردفان”.

وتوقع تورشين، أن تعيد الحركة الشعبية النظر في كثير من التفاصيل وربما هذه التحركات ضد الجيش واستهدافه كانت مرتبطة بشكل أو بآخر لتحسين مواقعهم للتصدي لأي هجوم أو محاولة للسيطرة والتأثير عليها.

تداعيات استمرار الأزمة في السودان
وقال السياسي السوداني إن التداعيات الحالية جراء الأزمة المستمرة تعقد المشهد السياسي والأمني، فالبلد أصبح الآن منهارًا والتأثيرات الإنسانية بالغة الخطورة، كما أن هناك انهيارًا كاملًا في بعض المناطق وغياب الخدمات والسلع الأساسية، فضلًا عن أن الصراع سيؤثر بشكل كبير على مصير عشرات الآلاف من المدنيين وكذلك المهددين بالموت جوعًا وينذر بالمزيد من الكوارث.

وأشار تورشين، إلى أن تداعيات الصراع على دول الجوار ستكون كبيرة جدًا باعتبار أنها تتلقى تدفقات كبيرة جدًا من اللاجئين، فضلًا عن ذلك كل الدول المجاورة للسودان باستثناء مصر تعاني من اضطرابات عسكرية وسياسية، فربما استمرار تعقد المشهد في السودان سيؤثر على الدول بشكل مباشر في إعادة تجدد المواجهات المسلحة سواءً كان في تشاد وإفريقيا الوسطى وربما إثيوبيا، فالقضية معقدة تتداخل فيها كثير من العوامل فلا شك أن استمرار القتال سيلقي بظلاله على الأزمات الأخرى في الدول المجاورة ومن شأنها أن تعقد المشهد الأمني والسياسي في تلك الدول.

وقال تورشين، إن السودانيين يطالبون المجتمع الدولي بأن يمارس الضغط على الدعم السريع بشكل مباشر وأن يتم دمج العناصر منهم التي لم ترتكب جرائم ضد الإنسانية وتقديم كل المتهمين الذين ارتكبوا جرائم إلى العدالة كمرحلة أولى من أجل بناء مرحلة جديدة في هذا البلد.

جريدة الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى