الأخبار

معارك عنيفة خلفت الخسائر في الارواح والمعدات واشرسها في حطاب بالخرطوم بحري

دارت معارك طاحنة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، (الجمعة)، في مدينة بحري بالعاصمة الخرطوم، وصفت بأنها «الأعنف والأكثر دموية» بين الطرفين منذ اندلاع الحرب التي أكملت شهرها الثالث، وسقط خلالها العشرات من قوات الجيش قتلى وجرحى، وتناثرت جثثهم في شوارع المدينة، بحسب فيديوهات بثها أفراد «الدعم السريع» على مواقع التواصل الاجتماعي.

واستيقظ سكان الخرطوم صباح الجمعةعلى اشتباكات عنيفة وقصف جوي ومدفعي وتبادل لإطلاق النار في مناطق متفرقة من المدينة، مع انقطاع تام للاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت استمر لمدة 8 ساعات. وقالت «الدعم السريع» في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، إنها تصدت لهجوم من قوة للجيش السوداني، استهدف مواقع تتمركز فيها قواتها بمدينة بحري، وسحقتها بالكامل، واستولت على 130 مركبة عسكرية بكامل عتادها الحربي. وأضافت: «تم أسر العشرات من أفراد القوة المهاجمة، من بينهم ضابط برتبة عميد ركن، ومقتل المئات جثثهم ملقاة على الطرقات، من بين القتلى قائد القوة برتبة لواء وقائد ثان بالرتبة نفسها».

وأشارت إلى أن الجيش قطع خدمة شبكة الاتصالات بالتزامن مع هجومه على مواقع تمركز قواتها بالخرطوم للتغطية على انتصاراته. وبث أفراد من قوات الدعم السريع عددا من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لجثث قتلى الجيش في أرض المعركة التي جرت في شارع «الإنقاذ» بمدينة بحري، وعلى مدخل جسر الحلفايا الذي يربطها بمدينة أمدرمان.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش السوداني نفذ عمليات عسكرية عبر قوات «المشاة» في مناطق واسعة بالخرطوم، بالتزامن مع استمرار طيرانه الحربي في شن ضربات جوية مكثفة على مواقع لقوات الدعم السريع في الأحياء السكنية. ووفقاً لشهود عيان، بدأت المواجهات بين الطرفين منذ ليلة الخميس، بشن الجيش هجمات متتالية بالمسيرات على أهداف لقوات الدعم السريع تتحصن داخل أحياء منطقة شرق النيل. ويأتي تصعيد العمليات العسكرية بين طرفي القتال في السودان، في وقت تتسابق الجهود الإقليمية والدولية عبر عدة مبادرات من دول الجوار الأفريقي والعربي بدعم دولي كبير لوقف فوري لإطلاق النار والأعمال العدائية، ودفع الطرفين للتوصل إلى حل سياسي للأزمة عبر طاولة التفاوض.
ومنذ 15 أبريل (نيسان)، اندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وقالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 1136 شخصاً قتلوا وأصيب 120 ألفاً آخرون، منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع الذي أكمل شهره الثالث، مضيفة أن هذه الإحصاءات تم جمعها من المستشفيات، ومن المحتمل أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير.

وأفاد التقرير بأن معظم الوفيات رصدت في ولايات الخرطوم وشمال كردفان وغرب دارفور. وذكر التقرير الأممي أن الطرفين استخدما خلال الاشتباكات المدفعية الميدانية وقذائف الهاون والأسلحة التي تم إسقاطها بالهواء والبنادق المضادة للطائرات.

ووفقا للأمم المتحدة نزح أكثر من 3 ملايين شخص من منازلهم بسبب الصراع، ويشمل ذلك أكثر من 2.4 مليون شخص نزحوا داخلياً، وعبر نحو 650 ألف لاجئ، الحدود إلى البلدان المجاورة (أفريقيا الوسطى، تشاد، مصر، إثيوبيا، جنوب السودان).

ووفقا للتقرير أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأنه تم تهجير الغالبية العظمى، 1.7 مليون (72 في المائة) من سكان ولاية الخرطوم إلى المناطق المجاورة الآمنة.

وأشار التقرير إلى ازدياد عدد حالات الاعتداء الجنسي بشكل حاد، إذ أبلغت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة «هيئة حكومية» عن 97 حالة في جميع أنحاء البلاد، مؤكدة على الحاجة إلى توسيع نطاق خدمات الوقاية من العنف والاستجابة على أساس الجنس بسرعة في السودان والبلدان المجاورة.

وبحسب الأمم المتحدة، أبلغت «منظمة الصحة العالمية» عن زيادة في عدد الهجمات على الرعاية الصحية في السودان واحتلال المرافق الصحية من قبل المجموعات العسكرية المتحاربة، وتحققت المنظمة من 50 هجوماً على الرعاية الصحية، أسفرت عن مقتل 10 وإصابة 21 منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

نائب البرهان: السودان مستعد للتعاون مع مبادرة «الإيغاد»
وقال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان مالك عقار، لدى لقائه رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، بالعاصمة جوهانسبيرغ، إن بلاده ليست لديها مواقف سلبية تجاه مبادرة (الإيغاد) وعلى استعداد للتعاون معها.

وأضاف في بيان نشر على صفحة «السيادي» في «فيسبوك»، موقفنا من الرئيس الكيني ويليام روتو توليه رئاسة اللجنة الرباعية للإيغاد على الرغم من اعتراضنا وعدم موافقتنا، وهذا يعد انتهاكا لسيادة بلادنا.

ونقل البيان عن رئيس جنوب أفريقيا تأكيده على أهمية حل المشكلة بواسطة السودانيين وتعزيز الدور الأفريقي في دعم مساعيهم للتوصل لحلول ناجعة، مجدداً دعم وحدة السودان وسيادته وعدم التدخل في شأنه الداخلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى