صحيفة لندنية تكشف حسابات وهمية لتضخيم الاحداث في السودان
سجال إلكتروني سوداني حول موقف قوى إعلان الحرية والتغيير – المجلس المركزي من “الدعم السريع”، كشف عن حقائق وخفايا صراع منصات التواصل الاجتماعي.
في التفاصيل، خرج تصريح إعلامي على لسان ياسر عرمان الناطق باسم قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي والتي تختصر باسم “قحت”، قال فيه إن “فلول النظام السابق قوية وتمتلك وجودًا ونفوذًا قويين في جميع مراكز الدولة السودانية”.
كما قال عرمان إنّ حميدتي قائد قوات الدعم السريع كان داعمًا للاتفاق الإطاري، ومتحمّسًا لجيش سوداني موّحد.
وعلى هذا الكلام، انقسمت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي حيث انطلقت حملتان مضادتان تحت وسمي “قحت لا تمثلني”، و”قحت تمثلني”.
ووصل التفاعل الكلّي على الوسمين حدود 127540 تفاعلًا، من قبل أكثر من 39700 حساب.
تلك الحسابات، سجلت نشاطًا وصل ذروته مساء يوم الخميس 6 يوليو/ تموز.
والنقاش الدائر حول موقف “قحت” جاء بطبيعة الحال بمجمله من السودان بنسبة 43%، بينما سجلت السعودية نسبة مشاركة وصلت إلى 29%
فيما توزعت النسب المتبقية على الدول التالية: الولايات المتحدة، بريطانيا، الإمارات، ومصر.
في هذا الإطار، كشفت أدوات فريق “العربي” الرقمية أن 15% فقط من نسبة التفاعل جاء من قبل حسابات محددة الجنس، كانت فيها غالبية المشاركة للذكور.
وبالتالي كانت النسبة الأكبر والتي وصلت إلى 85%، لحسابات غير محددة الجنس، ما استدعى البحث والتدقيق من قبل برنامج “بوليغراف”.
ففي تلك النسبة، حصدت الحسابات الداعمة للدعم السريع تفاعلًا وصل حدود 23 ألفًا و355 تفاعلا من قبل أكثر من 7 آلاف حساب.
وفي بحث معمق، تمكن فريقنا من الكشف عن كيفية عمل تلك اللجان وطريقة تضخيمها للتفاعل، وتبين أنه إلى جانب وسم “قحت تمثلني” شاركت اللجان وسوما عدة تصب جميعها في هدف تضخيم التفاعل.
وفيما جاءت هذه العينة لأبرز الحسابات المركزية لهذا النشاط، تمكن “العربي” من الكشف عن نشاط وهمي متمثلٍ في ارتفاعٍ لأرقام الإعجاب، وإعادة التغريد مقارنةً بعدد الردود.
فالحسابات التي نشطت هنا تستخدم نمطًا مشتركًا في التفاعل، إذ تتراوح عدد التغريدات فيها بين 79 و95 تغريدة، بينما كانت أرقام التفاعل عن طريق الإعجاب بحدها الأدنى 13 ألفًا و400 إعجاب.
ويبيّن حساب آخر من عينة الحسابات المركزية نشاطًا مماثلًا للجان الوهمية، وذلك من قبيل حساب ينتحل هوية فتاة بينما يحمل المعرف اسم David، ويضع موقعه الجغرافي في جنوب ويلز في بريطانيا.
ويبدو نشاط الحسابات الآلية واضحًا أيضًا، من خلال مقارنة نسبة التفاعل على التغريدات، بحيث تفصل 31 دقيقة فقط بين تغريدتين سجلتا شبه تطابق في التفاعل ما يدّل على وجود نشاط آلي على الحساب.
أما بالنسبة للتفاعل الداعم للجيش السوداني، فقد وصل حدود الـ118 ألف تفاعل من قبل حوالي 37 ألف حساب.
وفي تحليل هذا التفاعل، رصد “العربي” وجود حسابات وهمية عملت على تضخيم التفاعل باستخدام الـspam، وهو نشر تغريدات متكررة حملت وسومًا عدة إلى جانب وسم “قحت لا تمثلني”.
ومن ضمن هذه الحسابات، رصد “بوليغراف” حسابا على توتير عمل على نشر أكثر من 4 آلاف و200 تغريدة على الوسوم، بينما عمد حساب آخر إلى نشر أكثر من ألف تغريدة مستخدمًا الوسوم نفسها.
هذا التفاعل الوهمي شكل نسبة 7% من مجمل التفاعلات الداعمة للجيش السوداني، إذ أظهر تحقيق “العربي” أن الحسابات المركزية لهذا التفاعل جاءت من قبل حسابات حقيقية وموثقة.
ومن أبرز تلك الحسابات حساب الناشط محمود شريف، والناشطة السودانية “جميلة”.
وعليه، يظهر التفاعل الداعم للجيش السوداني نسبًا موثقة وحقيقية شاركت فيها العديد من الحسابات الموثقة، على عكس التفاعل الداعم لحميدتي الذي سجل بحسب الأرقام والنتائج، نسبة أقل من حيث التفاعل ونسبة أكبر للنشاط الوهمي.
