سقوط اردول وجماعته في فخ التنصت !
دائما ما يحاول الاشخاص الذين يعملون في الفضاء العام ويكتسبون شهرة ما ..لاسيما في عالم السياسية ان يلجأوا إلى نفي زلاتهم في التصريحات الانفعالية او ما يتسرب عنهم في بعض الجلسات دون علمهم ويكون كلاما منافيا لمبادئهم التي يتظاهرون بنبلها او ما يفضح آراءهم السلبية حول اشخاص بعينهم رغم مجاهرتهم بالولاء والتقدير المطلق لهم وحينما يسقط في يدهم يركنون لاستعمال عبارات من قبيل ان كلامهم قد فهم في غير سياقه او انه ابتسر في جزئية ما او تم التلاعب في الصوت او الصورة الخ تلك الحجج كمخرج من مأزقهم .
ولكن في الآونة الاخيرة وبعد التقدم التقني في وسائل الاتصال الحديثة اصبح المتهم الاول في تزييف الصور المنشورة والاحاديث الصوتية المبثوثة هو الذكاء الاصطناعي المسكين والمفترى عليه في كثير من الحالات !
بالامس انتشر تسجيل صوتي لثلاثة من جماعة الكتلة الديمقراطية وهم نور الدايم طه ومبارك اردول و عبد الوهاب جميل وهم على متن سيارة ويبدو انهم متوجهين لمقابلة زميلهم الجاكومي في احد الاماكن بالقاهرة بغرض حضور اجتماع مهم !
ولكن الجماعة وبعفوية الإنسان السوداني فات عليهم انهم في عاصمة الكنانة التي لها في كل جدران اذان تسمع و ترصد ..فانبروا يتحدثون بطريقة فجة فضحت فيهم الكثير من جوانب النفاق والتقية ..مثلا وليس حصرا تجاه قائد الانقلاب البرهان الذي كانوا وظلوا يتبارون عبر الفضائيات في وصفه بصفات قائد تصحيح المسار و لكنهم في ذلك التسجيل نعتوه بما لا يليق حتى كتابته في هذه المساحة تعففا عن النزول إلى درك تحقير الآخرين حتى لو اختلفنا معهم في هذا الشان او ذاك الامر هذا إلى جانب سخريتهم اللاذعة حيال الوضع الراهن بسلبية كشفت انتهازيتهم وهو يتاسفون على عدم تواصل قادة الدعم السريع بهم للتنسيق معهم قبل الحرب لاستمالتهم متى ما كان المقابل مجزيا !ثم إن الجانب الآخر من سوء الخلق الذي اظهروه وهم يتندرون بغزوات مجونهم التي قالوا إن جماعة الدعم السريع قد بذوهم فيها تفوقا عليهم سدادا بالعملة الصعبة بغرض استقطاب اهتمام ما اسموه (الجكس )في الخرطوم واثناء فترة التفاوض في جوبا !
التسجيل واضح بما لا يدع مجالا للشك في صحة الاصوات وهو امر لا ينبغي ان يبادر اردول وجماعته لاستغفال الرائ العام ومحاولة تعليق تلك الزلة المخجلة على شماعة الذكاء الاصطناعي باي حال من الاحوال !فالاعتراف بالذنب و الإعتذار عنه من شيم الشجعان وهو صابون الاغتسال من درن النفاق والتهكم الماسخ او اللغو الفاضح !
فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون والله غفور رحيم ..فما بال الإنسان حيال اخيه الإنسان ..وما بالمرء من خليقة وان خالها على الناس تعلم !
