معارك الإثنين: انفجارات تهز أحياء متاخمة لمقر القيادة العامة و غارات جوية ومعارك شرسة في بري وامتداد ناصر
هز دوي قصف جوي ومدفعي يوم الاثنين الأحياء القريبة من مقر قيادة الجيش السوداني، بينما أعلنت قوات «الدعم السريع» اقتحام قاعدة عسكرية للجيش في مدينة أمدرمان، وتدمير 3 طائرات مقاتلة. وقال سكان من أحياء شرق الخرطوم لـ«الشرق الأوسط»، إن مواجهات عنيفة اندلعت بين الجيش وقوات «الدعم السريع» منذ فجر الاثنين، واتسع نطاقها على الرغم من إعلان استجابة طرفي النزاع للمبادرات الإقليمية والدولية بخفض وتيرة الأعمال العدائية، والانخراط في مباحثات جادة لوقف إطلاق النار.
وأوضحت مصادر محلية أن معارك عنيفة تدور في منطقتي بري وامتداد ناصر لم تشهدها المنطقة من قبل، مضيفة أن «القذائف تتساقط على المنازل من غارات الطيران الحربي التابع للجيش، ومن المضادات المدفعية على الأرض التابعة لقوات (الدعم السريع)». وأضافت المصادر أن كثيراً من المنازل تعرضت للتدمير وسط هروب كبير لسكان تلك المنطقة المتاخمة لمقر قيادة الجيش.
من جانبها، قالت قوات «الدعم السريع» إنها نفذت عملية نوعية داخل قاعدة «وادي سيدنا» الجوية في شمال مدينة أمدرمان، ودمرت 3 طائرات حربية، اثنتان منها من طراز «ميغ»، وطائرة من طراز «أنتنوف»، وحرقت مخازن ضخمة. وأضافت في بيان أن العملية «استهدفت الطائرات التي تقصف المدنيين الأبرياء وتدمر البنية التحتية»، مؤكدة استمرارها في تنفيذ مزيد من العمليات النوعية لضرب مواقع مختلفة للجيش.
ويتزامن التصعيد الميداني مع عودة الطرفين إلى طاولة المباحثات في منبر جدة، لاستئناف المفاوضات حول وقف إطلاق النار الذي يمهد للدخول في حوار سياسي لحل الأزمة في البلاد. وفي هذا الصدد، توقع مستشار قائد قوات «الدعم السريع» في السودان، مصطفى محمد إبراهيم، يوم الاثنين، أن يتم التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار بين الجيش وقوات «الدعم السريع» قبل نهاية الشهر الجاري، وذلك برعاية سعودية أميركية.
وقال إبراهيم لوكالة «أنباء العالم العربي» إنه يتوقع «أن يكون هناك اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار، ومن ثم البدء في حوار وعملية سياسية شاملة لحل الأزمة من جذورها، وذلك قبل نهاية الشهر الجاري». وأضاف: «المفاوضات جارية حالياً برعاية سعودية أميركية في جدة، والجيش أعلن استعداده للمفاوضات المباشرة مع (الدعم السريع)، ونحن أبلغناهم أنه بقدر استعدادنا للحرب نحن مستعدون للسلام». وأشار إبراهيم إلى أنه «يتوقع أن يكون هناك تطور كبير وإيجابي على صعيد المفاوضات في الأيام القادمة»، مؤكداً أن قوات «الدعم السريع» مستعدة لتقديم «أي تنازلات تؤدي إلى تحقيق مصلحة الشعب وتؤمن استقرار البلاد، عبر نقل السلطة إلى المدنيين».
ونفى إبراهيم تمركز قوات «الدعم السريع» في أي موقع مدني أو مستشفى أو مركز طبي، قائلاً: «بل هي موجودة في المواقع العسكرية المعروفة حتى قبل اندلاع الحرب، أو في مواقع تم الاستيلاء عليها من الجيش السوداني، أو في مواقع لا تؤثر على تقديم الخدمات للمواطنين».
وتوصل الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة؛ لكن المفاوضات التي جرت في جدة تم تعليقها الشهر الماضي، بعد أن تبادل الطرفان المتحاربان الاتهامات بانتهاك الهدنة.
وانزلق السودان إلى الاقتتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في 15 أبريل (نيسان)، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
غارات متواصلة
أفاد مراسل الجزيرة بأن الطيران الحربي السوداني قصف امس الاثنين تجمعات لقوات الدعم السريع بالقرب من المدينة الرياضية جنوب الخرطوم.
كما نفذت المسيّرات التابعة للجيش ضربات على تجمعات للدعم السريع بمنطقة الجريف شرق العاصمة السودانية، كما شملت الضربات معسكر خولة التابع للدعم السريع بالخرطوم.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن الطيران الحربي قصف منطقة “حلة حمد” المتاخمة للقصر الرئاسي بمدينة “الخرطوم بحري” ودمر أسلحة تابعة للدعم السريع، في حين ذكرت مصادر عسكرية تابعة للجيش للجزيرة أن القوات المسلحة استعادت السيطرة على حامية “دلوكا” جنوب غرب مدينة “كادقلي” عاصمة ولاية جنوب كردفان بعد معارك مع قوات “الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال” بزعامة عبد العزيز الحلو.
وفي التطورات الميدانية أيضا، قالت مصادر محلية للجزيرة إن مدينة كاس (شمال غربي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور) شهدت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.