مع استمرار موجة الحر في العالم تحذيرات من الشمس
توقّع علماء روس حدوث نشاط قوي للتوهج الشمسي يوم الإثنين، والذي قد يتداخل مع الاتصالات ذات الموجات القصيرة وذلك بعد أن رصدوا ثلاثة توهجات على الشمس الأحد، وسط استمرار لموجة الحر الشديد التي تضرب مناطق عديدة في العالم.
وقال معهد فيدوروف للجيوفيزياء التطبيقية في موسكو إنه من الممكن حدوث توهجات من الفئة إكس، بما في ذلك توهجات بروتون وان من المتوقع أن تؤدي إلى انقطاع موجات الراديو القصيرة.
والتوهجات من الفئة إكس هي أكبر الانفجارات في الأنظمة الشمسية ويمكن أن تتسبب في حدوث عواصف إشعاعية طويلة الأمد. أما توهجات البروتون فهي عاصفة من جزيئات الطاقة الشمسية تتكون أساسا من البروتون.
وتحدث التوهجات الشمسية عندما تتشابك خطوط المجال المغناطيسي داخل وحول الشمس.
ويمكن أن تؤثر على المجال المغناطيسي للأرض مع احتمال إتلاف الأقمار الصناعية ومعدات الاتصالات، وفقا لما ذكرته إدارة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا”.
وفي عام 2022، تسبّبت عاصفة مغناطيسية أرضية ناجمة عن موجة كبيرة من الإشعاع من الشمس في إتلاف 40 قمرا صناعيا لشركة سبيس إكس، والتي كانت قد أطلقت قبل وقت قصير.
وقال معهد فيدوروف إنه تم رصد ثلاث توهجات شمسية أمس الأحد استمر أحدها لمدة 14 دقيقة، وصاحبها عطل في اتصالات الراديو.
موجة احترار عالمي
يشهد العالم أكثر أيامه حرارة على الإطلاق الأسبوع الماضي، وألقى العلماء باللوم على مزيج من الاحترار العالمي طويل المدى الناجم عن غازات الاحتباس الحراري، مع دفعة قصيرة الأجل من ظاهرة النينيو.
ووضعت إيطاليا 15 مدينة في حالة تأهب قصوى بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع استمرار موجة الحر الشديدة في معظم أنحاء جنوب أوروبا.
الغارديان: تحذيرات من موجة حر جديدة تجتاح دولا أوروبية
تحذيرات من وصول درجات الحرارة إلى مستويات “خطرة” في الولايات المتحدة
وحذرت وكالة الفضاء الأوروبية، التي تراقب أقمارها الصناعية درجات حرارة الأرض والبحر، من أن أجزاء من إيطاليا قد تشهد أعلى درجات حرارة مسجلة على الإطلاق في القارة.
ويذكر أن الرقم القياسي في القارة حاليا هو 48.8 درجة مئوية، كانت قد سجلت في صقلية في أغسطس/آب 2021.
كما أغلقت اليونان معبد الأكروبوليس الأثري خلال الفترة الأشد حرارة (من 12 ظهرا حتى 5 مساء) من يوم الجمعة لحماية السياح، ومن المتوقع إغلاق الموقع مرة أخرى السبت.
وبلغت درجات الحرارة في أثينا ذروتها فوق 40 درجة مئوية، وأُنزل بعض السياح من المعبد في عربات غولف ونقلوا إلى كراس متحركة بسبب الإجهاد وعدم القدرة على تحمل الحرارة.
درجات أعلى من معدلاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وتشهد دول عربية مثل الأردن ولبنان وسوريا والعراق ومصر ودول الخليج ارتفاع شديد لدرجات الحرارة وتبقى تحت تأثير هذه الأجواء الحارة حتى نهاية الأسبوع، لتصل درجات الحرارة لمستوى أعلى من معدلاتها المعتادة بدرجات، مع طقس حار في أغلب المناطق، بينما تقترب درجة الحرارة من 50 درجة مئوية في مناطق بجنوب العراق والكويت.
وتضرب موجة الحر هذه خلال الأيام القادمة شبه الجزيرة العربية هذا الوضع سيعزز من الطقس الحار على المنطقة لتدخل دول عربية أخرى تحت نطاق تأثيرها، بحسب موقع طقس العرب.
وفي المغرب، أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية عن موجة حر جديدة حتى الثلاثاء تراوح معها درجات الحرارة بين 37 و47 درجة مئوية في عدة ولايات.
وتتوالى موجات الحرارة في المنطقة منذ بداية الصيف مع درجات حرارة “أعلى من المتوسط” حتى أغسطس آب.
درجات حرارة قياسية
ويشهد جنوب غرب الولايات المتحدة تحذيرات شديدة من الحرارة من الساحل إلى الساحل، والتي لا تزال تؤثر على أكثر من 110 مليون شخص.
يمكن كسر الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في ما يصل إلى 38 مدينة.
وتهدّد موجة الحر الشديدة في لاس فيغاس تهدد بتحطيم أو الوصول إلى الرقم القياسي للمدينة البالغ 117 درجة فهرنهايت (47.2 درجة مئوية).
آسيا… مقتل العشرات إثر الطقس “المتطرف”
في آسيا، أصدرت اليابان تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها من التعرض لضربة شمس في 20 مقاطعة من مقاطعات البلاد الـ47، بعدما سُجّلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها، وفي حين ضربت أمطار غزيرة بعض المناطق.
كذلك عُثر الأحد على رجل توفي في سيارة غمرتها المياه في شمال اليابان. كما لقي سبعة أشخاص حتفهم الأسبوع الماضي في جنوب غرب البلاد بسبب سوء الأحوال الجوية.
وفي شمال الهند، أدّت الأمطار الموسمية الغزيرة إلى مقتل 90 شخصًا على الأقل، بعد موجة حر شديد.
وأصدرت خدمات الأرصاد الجوية الصينية رسائل تحذيرية عدة الأحد، حيث توقعت أن تبلغ الحرارة 45 درجة مئوية في منطقة شينجيانغ الصحراوية جزئيًا، و39 درجة مئوية في منطقة كوانغشي الجنوبية.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس. ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقًا لدراسة حديثة.