ردود أفعال واسعة لظهور رموز النظام السابق في المشهد
منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان في منتصف أبريل والذي راح ضحيته أكثر من 10 آلاف قتيل وجريح، وشرد بسببه نحو 3 ملايين شخص؛ تتزايد الاتهامات لعناصر تنظيم الإخوان بالتورط في إشعال تلك الحرب؛ فما طبيعة تلك الاتهامات وما هي الدلائل التي تستند اليها؟
جدد الظهور العلني لعدد منقيادات تنظيم الإخوان الفارين من السجون؛ الاتهامات المتزايدة في السودان حول تورط التنظيم في الحرب.
واستند حقوقيون ومراقبون في تلك الاتهامات إلى 3 دلائل قالوا انها تشير لعلاقة عناصر الإخوان بالحرب؛ وتشمل التهديدات التي أطلقها نافذون في التنظيم قبل أيام من اندلاع القتال، وظهور مقاتلين من كتائب تابعة لهم في ساحات المعارك، إضافة إلى الظهور العلني لبعض قيادات التنظيم في عدد من مدن البلاد الشرقية ودعوتهم لاستمرار الحرب.
وراوا أن السماح بتحركات قيادات تنظبم الإخوان يؤكد الاتهامات التي تشير إلى إشعالهم الحرب الحالية بهدف العودة إلى الحكم مجددا بعد الإطاحة بهم في أبريل 2019؛ وحملوا الأجهزة الأمنية والعدلية مسؤولية التماهي مع المجموعة والسماح لها بممارسة أنشطتها علنا.
دلائل عديدة
قبل أيام قليلة من اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم؛ تحركت قيادات التنظيم بشكل مكثف لإجهاض الاتفاق الإطاري الموقع بين القوى المدنية والعسكرية، وبدعم دولي وإقليمي واسع والذي ينص على نقل السلطة للمدنيين.
وفي مقطع فيديو منشور بوسائط التواصل الاجتماعي هدد القيادي في التنظيم أنس عمر بأنهم لن يسمحوا بتمرير الاتفاق؛ مشيرا إلى أنهم سيستخدمون كافة الوسائل من أجل ذلك.
وبعد القبض عليه من قبل قوات الدعم السريع بعد أسابيع من اندلاع القتال؛ أقر عمر في تسجيل مصور بأن حزبه عمل على إفشال مشروع الاتفاق الإطاري، بعد إعلان رفضه. وأضاف “كنا مسؤولين ومشرفين على تعبئة المواطنين والجماهير بالتنسيق مع قيادات في الجيش”.
وقبل نحو أسبوعين، نعت قيادات في التنظيم على صفحاته الرسمية عددا ممن قالت انهم كانوا يقاتلون في المعارك وعرفتهم بانهم عناصر في كتيبة اسمها “البراء” وهي واحدة من عدد من الكتائب الجهادية الإخوانية التي قاتل بعضها في حرب الجنوب الذي انفصل في العام 2011 مثل كتائب الأمن الشعبي والطلابي وعدد من الكتائب الأخرى المنضوية تحت التنظيم.
اتهامات صريحة
وفقا لمحمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة السابق، فإن ظهور قيادات تنظيم الإخوان علناً في عددٍ من مدن السودان للدعوة لمواصلة القتال يؤكد تورطهم في إشعال الحرب.
وشدد الفكي على ضرورة ايقاف انشطة العناصر الداعية إلى الحرب؛ محذرا من خطورة استخدامهم أجهزة الدولة ومنصاتها.
وفي ذات السياق؛ يقول الكاتب الصحفي شوقي عبد العظيم إن عناصر التنظيم الذين حكموا البلاد 30 عاما ظلوا منذ الاطاحة بهم يعملون عبر وسائل عديدة للعودة إلى الحكم، لكنهم استشعروا الخطر الحقيقي المحيط بهم بعد الاقتراب من توقيع الاتفاق الإطاري الذي حظي بدعم دولي وإقليمي كبير والذي كان ينص على استبعادهم من أي عملية سياسية مستقبلية؛ مما دفع بعدد من قادة التنظيم لإطلاق تصريحات علنية تشير إلى عزمهم اجهاض الاتفاق بالقوة.
واعتبر عبد العظيم أن اندلاع الحرب قبل ساعات فقط من توقيع محتمل على الاتفاق في أبريل يؤكد الدور الذي لعبه عناصر التنظيم في إشعال الحرب.
ويضيف لموقع سكاي نيوز عربية “تحركات عناصر نظام الإخوان تؤكد مصلحتهم في الحرب لانهم هم المستفيدين من قطع الطريق أمام التحول المدني؛ وعملوا عبر آلتهم الإعلامية على محاولة تشويه صورة القوى السياسية الداعية للتحول”.
ارتباك قانوني
عبرتهيئة الاتهام في قضية انقلاب 1989 والتي يحاكم فيها عدد من عناصر الإخوان الذين ظهروا في لقاءات عامة في عدد من مدن البلاد؛ عن استغرابها من ظهور تلك العناصر ومن بينهم أحمد هارون المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في قضايا تتعلق بانتهاكات ضد الإنسانية في حرب دارفور التي اندلعت في العام 2003.
وقالت الهيئة في بيان إن الظهور العلني لتلك العناصر وتحريضهم على الحرب؛ يؤكد انهم “يتلقون حماية في كثير من ولايات السودان التي تقع تحت سيطرة الجيش”.
وقال المعز حضرة الناطق باسم الهية لموقع سكاي نيوز عربية إن عناصر الإخوان التي يفترض أن تكون داخل السجون تتحرك بحرية كاملة وتدعو لعدم التفاوض وتحرض على استمرار الحرب التي يعتقدون أنها ستعيدهم للحكم مرة اخرى.
علاقة واضحة
يرى المحلل السياسي الجميل الفاضل أن علاقة عناصر تنظيم الإخوان بهذه الحرب لم تعد سرا خافيا أو مجرد شبهات أو اتهامات؛ مشيرا إلى أحاديث موثقة لعدد من قيادات الجماعة خلال مناسبات عديدة سبق الحرب بأيام وأخذت طابعا تعبويا؛ وتم فيها قرع طبول الحرب دون مواربة.
وقال الفاضل لموقع سكاي نيوز عربية إن ما يعزز تلك الاتهامات الاعترافات التي سجلها بعض قادة الحركة الاسلامية المقبوض عليهم عند الدعم السريع والذين أكدوا خلالها ضلوع التنظيم في التدبير للحرب.
ويضيف “شكلت مشاركة كتيبة البراء التي تضم مجاهدي الإخوان في الحرب تحت مسمي قوات العمل الخاص دليلا دامغا ليس على وقوف جماعة الإخوان وراء الحرب، بل ربما ادارتها”.
وأوضح الجميل الفاضل أن هنالك دليل آخر قوي تمخض عن الجولات الأخيرة لقادة التنظيم الذين فروا تحت غبار المعارك من السجن إلى ولايات الشرق ودعوتهم الصريحة لرفض مفاوضات جدة وبالتالي الاستمرار في الحرب.
ويتفق الكاتب الصحفي صديق محيسي مع ما ذهب اليه الفاضل ويقول لموقع سكاي نيوز عربية إن اعترافات القيادي في التنظيم انس عمر شرحت مخطط الحرب وحددت ساعة الصفر. ويستدل محيسي ايضا بحديث القيادي في التنظيم محمد الجزولى والذي قال إن الحرب خطط لها قادة نظام البشير.