الأخبار

ازدياد حدة القتال وسقوط جثث وجرحي بين العسكريين والمدنيين في العاصمة المثلثة

تشهد مدن العاصمة السودانية الخرطوم، الثلاثاء، معارك على نطاق واسع بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى سقوط المزيد من القتلى ونزوح مواطنين من منازلهم.

ووقعت اشتباكات عنيفة في أحياء مايو والأزهري والسلمة وجبرة والصحافة جنوبي الخرطوم، ما أدى إلى سقوط قذائف على منازل المدنيين.

كما شهدت مدينة بحري شمال الخرطوم، اشتباكات عنيفة خاصة في أحياء كافوري والكدرو والحلفايا وشمبات، ما أدى إلى تضرر منازل مدنيين إثر قصف عشوائي.

وحلّق الطيران الحربي بشكل مكثّف فوق منطقة بحري التي تعرضت أيضًا للقصف المدفعي.

أحياء في أم درمان القديمة غرب العاصمة شهدت بدورها صباح الثلاثاء اشتباكات عنيفة أجبرت مجموعات من السكان على النزوح إلى أماكن آمنة.

وتحدثت مصادر طبية لـ”العربي” عن سقوط 30 قتيلاً على الأقل وعشرات الإصابات بعضها حرجة جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أم درمان. وأشارت المصادر إلى مناشدات من قبل المواطنين لتقديم إمدادات وإعانات طبية لمستشفى “النو” الذي يستقبل المصابين في أحد أحياء المنطقة.

 

ومنذ مساء الإثنين وحتى صباح الثلاثاء، تتواصل الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة في أحياء بيت المال وود نوباوي وحي العمدة والدباغة وود أرو وأبو روف والكبجاب والصهريج بأم درمان.

ومساء الإثنين، أطلقت “لجان مقاومة أبوروف” (ناشطون) نداء إلى سكان المناطق المجاورة لاستقبال النازحين من الحي إثر ما وصفته بـ”المواجهات المفتوحة” بين الجيش و”الدعم السريع”. وأهابت في بيان بالسكان في المناطق المجاورة لأحياء أم درمان القديمة “استضافة النازحين من مكان الاشتباكات”.

على الصعيد الإنساني، حذّرت منظمة إغاثة من تفشي الأمراض نتيجة تحلّل جثث القتلى في شوارع الخرطوم. وأفاد بيان صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال” (سايف ذي تشيلدرن) التي يقع مقرّها في لندن، أن “آلاف الجثث تتحلّل في شوارع الخرطوم”، مشيرة إلى عدم سعة المشارح لحفظ الجثث من ناحية، وتأثير انقطاع الكهرباء المستمر على نظم التبريد.

وحذّرت من أن ذلك قد “يعرّض العائلات والأطفال لخطر متزايد من الأمراض”.

وأكد البيان أن هذا “المزيج المرعب من أعداد الجثث المتزايدة ونقص المياه الحاد وتعطّل خدمات النظافة والصرف الصحي… يثير مخاوف من تفشي وباء الكوليرا في المدينة”.

وقال مدير صحة وتغذية الأطفال في المنظمة بشير كمال الدين حميد، بحسب البيان، “إن عدم القدرة على دفن الموتى بكرامة هي معاناة أخرى للعائلات.. وإلى جانب الأسى والألم.. نحن نشهد أزمة صحية في طور التكوين”.

كما دعت المنظمة في بيانها أطراف النزاع “إلى الموافقة على وقف الأعمال العدائية بشكل فوري وحل الأزمة سلميًا”.

وسبق لمنظمات إغاثة دولية أن حذّرت من أن موسم الأمطار في السودان الذي بدأ في يونيو/ حزيران يمكن أن يتسبّب في انتشار أوبئة مثل الحصبة والكوليرا، في ظل توقّف أنشطة التلقيح ضد الأمراض وخروج عدد كبير من المرافق الطبية في البلاد خارج الخدمة.

ويعدّ السودان من أكثر دول العالم فقرًا حتى قبل اندلاع النزاع الحالي. ويستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة من دون جدوى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لطواقم الإغاثة.

وبحسب أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، فقد أسفر النزاع المستمر بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادو محمد حمدان دقلو منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي عن مقتل 3900 شخص على الأقل، ودفع أكثر من أربعة ملايين آخرين إلى مغادرة منازلهم سواء إلى ولايات أخرى لم تطلها أعمال العنف أو إلى خارج البلاد.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة غالبًا بوساطة من الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تصمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى