من احرق العلم يوما!
منذ ان كتب الهندي عز الدين سطورا قراءتها بالامس يكيل بمغاريف النفاق في جدول مالك عقار المتقطع الانسياب وغير المستقيم في وجهة جريانه..بل ورشحه بشعر التزلف الواضح الغرض ليكون رجل المرحلة بجدارة ووصفه بمن يستطيع اخراج البلاد من وحل الحرب الى رمال السلام الناعمة..
من تلك اللحظة تضاعف عندي الاحساس بان جدول عقار قد جف فيه ما تبقى من ماء الوجه الذي قد يتوضأ منه بعد ان يستنجي من نجاسة تاريخه الذي لوثه بحرق علم السودان حينما كان متمردا يرفع السلاح في وجه الحكومة القائمة وقتئذ وهو يعني ذلك و يعلم تماما انه علم الدولة و فخر الشعب وليس راية الحاكمين!
وعند قيام انقلاب 25 اكتوبر المشئوم الذي هو مناظر فيلم الحرب الحالية.. جلس هو…و اصحابه من قادة الحركات المسلحة في مجلس السيادة و الحكومة بدعوى ان الحاكم ولو كان الشيطان فان الامر لايعنيهم في شي لان ما يعتبرونه قران جوبا لا ولم و لن يمنعهم من اكل الميتة ولحم الخنزير..
الا ان بدا فيلم الرعب الذي اخرجه اعداء الثورة و صبوا عليه زيت فرية الكرامة لتحقيق مراميهم المعلومة من خلف بندقية الجيش.. وقتها قال الرجل انه محايد بين البينين.. طبعا وهو بنظر الى من ستكون الغلبة من الطرفين او من ايهما ستاتيه غنائم القطيعة بينهما.. فكان له ان جلس على ذات الخازوق الذي نفذ الى امعاء طموح حميدتي الذي استاجر فهمه الزائف للزعامة من بالون نفخة الاسلاميين ثم اراد ان يثقبه بمثقاب فرية ديمقراطية النهب والاغتصاب والتقتيل.
وما لبث عقار ان اصبح برهانيا اكثر من شيخ الطريقة مع احترامنا لتلك الفئة الصوفية المسالمة.
الان الرجل دفع بقواته التي يقول من ذقوا ويلات انفلاتها المترنح سكرا والمتعدي فجورا انهم قد بذوا قوات سلفه حميدتي في التعدي على سلامة من تبقوا من سكان العاصمة الذين يفتقرون للامان اصلا وهم يختبئون خلف دخان الحرائق التي امسكت في الستر و تمضي نحو الارواح مع كل صباح!
فلا فائدة جناها الوطن من نضالك الذي تجلى زيفه في حرق رمز السيادة.. ولا خيرا كان يرتجى من حيادك من على كرسي الاتقلاب.. فكيف نتوقع ان تكون جزءا من الحل وانت تجلس مع من كانوا كل المشكلة بل صرت مرسالا لتتسول لهم مساحيق تجميل نظامهم المسروق بقوة ذات السلاح الذي اجلسك على مقعد الشوك!
وقد زادك الهندي عزالدين كيل بعير من نذر سوء المنقلب!