شبكة عاين : كيف تنذر مخططات الإسلاميين في شرق السودان بالحرب الشاملة؟
استهدف الحراك المكثف لكبار قادة الإسلاميين بالتعاون مع الجيش السوداني والحكومات الولائية وزعماء عشائر في إقليم شرق السودان، تجنيد وتسليح نحو 45 ألف مقاتل في القوات المسلحة وإرسالهم للمشاركة في معارك الجيش المستمرة منذ 15 أبريل الماضي ضد الدعم السريع.
تنطوي هذه التحركات على مخاطر كبيرة بتوسع رقعة الحرب في البلاد، وسط تحذيرات من حرب أهلية في شرق السودان لجهة أن المجموعات الأهلية التي هي على مقربة من امتلاك شبانها السلاح لديها تاريخ من الاضطرابات فيما بينها من جهة وبين مكونات أهلية أخرى في الإقليم.
ومنتصف يونيو الماضي وصل عدد من أبرز قيادات حزب المؤتمر الوطني المحلول إلى ولاية كسلا والقضارف، أبرزهم، أحمد هارون، وعلي عثمان، والفاتح عز الدين، وعوض الجاز، وعبد الرحمن الخضر، بعضهم كان في مباني داخل كسلا بعلم بعض مسؤولي حكومة الولاية وتحت إشراف هيئة الاستخبارات- بحسب ما أفاد مصدر مطلع من المدينة (عاين).
وكان قائد الجيش السوداني دعا في خطاب شهير المدنيين للإنضمام للقوات المسلحة والقتال في صفوفها ضد الدعم السريع، ونشرت صفحات ذات صلة بالقوات المسلحة فيديوهات تشير لاستجابة مدنيين و التحاقهم بمعسكرات التدريب في عدد من المدن السودانية، بمقابل عمليات تحشيد أهلية مساندة للدعم السريع.
ويعتزم الإسلاميون بتحركاتهم في شرق السودان تجهيز 15 ألف مقاتل من كل ولاية وإرسالهم إلى العاصمة الخرطوم لحسم قوات الدعم السريع عسكريا، فالخطط المعدة بواسطة عتاة الإسلاميين تقتضي الاعتماد على المقاتلين الجدد لا الخطط المعدة من قبل قيادة الجيش الحالية- حسب ما يقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عمر حسن لـ(عاين).
ويضيف حسن:”خطة أحمد هارون تتعجل الحسم العسكري بدفع آلاف المقاتلين من شرق السودان الى الخرطوم والهيمنة على خطط الجيش فـ الإسلاميين المتطرفين أمثال هارون لا يثقون عما إذا كان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان سيمنحهم الفرصة لأنه من أنصار الحل السلمي”.
فيما يؤكد الناشط المدني بمدينة كسلا عبد الإله حسين لـ(عاين)، إن تحركات مجموعة قيادات الإسلاميين تستهدف فتح مراكز تجنيد “المجاهدين” بولايات شرق السودان الثلاثة وبالفعل وحصل زعماء بعض القبائل على مبالغ مالية كما قُدمت إغراءات مالية وإستجاب العشرات حتى الآن وهناك معلومات مؤكدة أن بعض الشبان غادروا إلى معسكرات التجنيد.
وتبرر القيادات الأهلية التي نشطت بالتعاون مع القوات المسلحة في عمليات الحشد والتعبئة بحماية الأقليم الشرقي من أي اعتداءات. وعرف عن عن هذه القيادات التقارب مع الإسلاميين وأبرزهم القيادي الأهلي المؤثر في الاقليم، محمد الأمين ترك.
ويشير عبد الإله، إلى أن خطة وتحركات الإسلاميين في شرق السودان للتجنيد العسكري تسعى إلى إبقاء المقاتلين بعيدا عن معسكرات الجيش النظامي لأن الخطة تقتضي السيطرة على المقاتلين وتنفيذ العمليات العسكرية دون التقيد بضوابط القوات المسلحة في إدارة المعارك.
حرب شاملة
في ولاية القضارف، سبق إعلان قيادات أهلية من مكون “الهوسا” (6) أغسطس الجاري، تجهيز 50 ألف مقاتل إجتماع لأحمد هارون ببعض أعيان المجموعة الأهلية وتحدث هارون خلال الإجتماع حول ضرورة تجهيز المقاتلين- حسبما أفاد مصدر من القوى المدنية بمدينة القضارف (عاين).
“المجموعات المستنفرة للانخراط في عمليات التجنيد العسكري موزعة على مكونات أهلية عديدة في شرق السودان ولديها اضطرابات بينها منذ سنوات”. يقول عضو القوى المدنية في البحر الأحمر خالد، محمد نور.
ويضيف نور في مقابلة مع (عاين):”هذه العملية تشبه إعداد مسرح الحرب بين مكونات أهلية يتم تسليح جميع شبابها ورجالها، وبدلاً من القتال في الخرطوم سيوجهون البنادق إلى بعضهم البعض لحماية المكون الأهلي كما يعتقدون وهي خطة مقصودة لضرب النسيج الاجتماعي في الشرق لتكون الخطة “ب” حرب شاملة في السودان”.
إعلان قيادات أهلية من مكون الهوسا تقديم عشرات المقاتلين، قوبل بالرفض من شباب المجموعة الأهلية نفسها -حسب عضو مبادرة الخلاص في مدينة القضارف، جعفر خضر، الذي أن هذا الأمر من شأنه أن يؤدي لصراع داخلي في مكون اجتماعي واحد.
ويرى نور، أن عدد من الأسباب جعلت قيادات المؤتمر الوطني يلجأون الى شرق السودان بينها قرب الإقليم من دول الجوار إلى جانب أن بعض زعماء القبائل يوفرون الحماية لهذه القيادات في مدن شرق السودان لذلك كانت تحركاتهم تحدث تحت بصر الجميع بما في ذلك الأجهزة الأمنية”.
يحذر عضو مبادرة الخلاص في مدينة القضارف، جعفر خضر، من تبعات التجنيد على أساس قبلي في شرق السودان. ويقول:”الجيش ليس بحاجة الى مقاتلين من المكونات الأهلية، وإذا كان مضطرا عليه فتح مراكز التجنيد وفق إعلان للرأي العام “.
ويرى خصر ، في مقابلة مع (عاين)، أن قوات الدعم السريع الطرف الثاني في الحرب ستذهب إلى ذات المنحى بالتجنيد على الأساس الاثني في الشرق وبالتالي خلق رجال مسلحين من المجموعات الأهلية بشكل مضاد من الطرفين يدفع بالإقليم إلى حرب أهلية”.
يوضح خضر، أن إقليم شرق السودان من المناطق الآمنة التي لجأ إليها النازحين من العاصمة السودانية ومحاولة الزج به في الصراع يدفع ملايين المواطنين إلى الحرب الأهلية والنزوح مجددا الى دول الجوار بعد أن كانوا يعيشون بعيدا عن الصراع المسلح.
ويقول خضر، إن الدعم السريع تكوينه الأساسي عشائري ولن يتردد في ضم المقاتلين بالاتفاق مع الزعماء الأهليين، ويرى أن انضمام “أبوعاقلة كيكل” الذي قاد من قبل قوات درع السودان بوسط البلاد إلى الدعم السريع “تحولا خطيرا” .
ويرى عضو القوى المدنية في البحر الأحمر خالد محمد نور، إن المؤشرات تدل على أن قيادات المؤتمر الوطني النشطة في شرق السودان تعتزم تحويل الإقليم الى مستودع لتفريخ المقاتلين اعتمادا على خلفيات إثنية.
خيارات صفرية
“تحركات مجموعة الإسلاميين في شرق السودان أمام خيارات (صفرية) إما تحقيق نصر عسكري وإبادة الدعم السريع حسب اعتقادهم أو إشعال الحرب في جميع أنحاء السودان”. يقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عمر حسن لـ(عاين).
ويضيف :”إذا نجح تيار الحل السلمي داخل الجيش في ترجيح كفته ومضى إلى مفاوضات جدة هذا يعني حدوث انقلاب أو تفكيك تحالف الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية”.
فيما يعود جعفر خضر للإشارة إلى أن التحذيرات التي أطلقتها بعض الدول من أن حرب السودان قد تنسف الإستقرار في القرن الأفريقي قد يكون واقعا حال توسع رقعة الحرب لمناطق آمنة مثل شرق السودان وهو إقليم مجاور لبلدان تعاني من الاضطرابات.
المصدر \ شبكة عاين