نيالا : المُدن تحتضر .. أحياء في توابيت الموت
كتب : الخير صالح عبدالله
ذابتُ المدينة الجميلة في أتون الحرب ؛ والماءُ في وادِيها لم يذل ينسابُ طريًا :
الحرب مسحت كل المعالم الجميل حتي إنهارت الجِدار ؛ ليس بسبب معدل المطر بل بزخاتٍ الرصاص ، والموت بات في الآحياء والطُرقات والشوارع شيئًا عاديًا .
ذابتُ طُيف الصبية في أرجاء نيالا ، والوادي الجميل ” بيرلي ” يُعانق ذاتِه لوحده – يُبكى في المساء والصباح دموعٍ الوِحدة والشمسُ تُرسل وهجِ نورها الفضيّة حزينة والوجوهُ شاحِبة تستيقظُ من النوم حزينة مكسورة تتساءل ما هذه الفجيعة ؟
طفلُ صغير يساءل والداته : متي يتعانق هؤلاء الخِصمان وتُنعم نيالا البحير بسكينةٍ وامان ؟
بأم عيني رأيتُ الحزن في عيونٍ الأمهات ، وإلتمستُ أيضًا تلذُذُ الجنود الذي يرمون الـ ” مُتفجرات ” على البيوتٍ والطُرقات لتقتُل اما طِفلة نائمة حالمةً على صدرِ أُمها ! أو تُصيب عابر طريق ذهب لجلب دواء لِمسنة تُصارع الحياة !
اللعنةُ على الحرب !
اللعنةُ على الحرب التي جفت السقيا من مآقي الجميع ، والساحاتُ غادرت مُحبيها ، والأمة لا تبتسم لصبحٍ ولا تُغني عندما يأتي المساء في ” وادي بِرلي ” .
ويسألونك عن نيالا حين بكي طِفل وشاطرتُه الأماكن والمآذنُ والأحياء . ومابين نيالا شمال – ونيالا جنوب تدبُ أرتالُ من سيارات الجُنود والدمُ في الطُرقات يعوي في بيداءً من جماجم .
الحرب هدمت السعادة عن تلك المدينة الجميلة والأحبة الذين كُنا نستظل بهم أصبحوا أشلاء ، والصِبية لايعرفون طعم اللعب أما البقية فاما لاجئًا أو مهاجرًا أو نازحًا بالشوارع .
يا الله أنقذنا من مآسينا الجديدة .