الأخبار

أطفال السرطان يواجهون الموت لعدم توفر العلاج الكيماوي والإشعاعي في السودان

ابني مريض السرطان كان يأخذ 5 حبات يوميا والآن ليس لدينا علاج”

لا يستطيع حجاج موسى إدريس ذو ال16 عاما لعب كرة القدم مع أصدقائه ويكتفي بمشاهدتهم فقط بسبب وهن جسده، فبجانب إصابته بالسرطان، هو لم يحصل على جرعة الكيماوي المخصصة لعلاجه منذ حوالي ثلاثة أشهر.

شُخص حجاج بإصابته بمرض سرطان الدم في عام 2020 ومنذ ذلك الحين يسافر بصحبة والده كل شهرين من ولاية كسلا حيث يقطنان إلى العاصمة الخرطوم للحصول على علاج يكفيه لمدة شهرين .

لكن الصراع الذي اندلع في السودان في 15 أبريل/ نيسان الماضي حال دون ذلك، حيث إنه تلقى أخر جرعة علاج كيماوي في شهر مايو/آيار الماضي.

ويقول الأب، الذي يملأ صوته قلق وخوف، لبي بي سي”ابني كان يأخذ خمس حبات في اليوم. نحن خائفون عليه من عودة المرض لأنه مرض خطير. ليس لدينا علاج”.

وتقول سلاف حامد إحدى العاملات في المؤسسة إن “هناك انقطاعا تاما لجرعات الكيماوي في ولاية الجزيرة”. الأمر الذي تسبب في وفاة أربعة أطفال الشهر الماضي.

وتعزي سلاف نقص الجرعات إلى قلة التبرعات وصعوبة نقلها من الولايات الأخرى وكذلك بسبب غلاء أسعارها. فسعر علبة الدواء، وهو عبارة عن حبات تم تناولها عن طريق الفم، 290 دولارا أمريكيا.

وتردف سلاف قائلة إن السوق الأسود فاقمت من أزمة عدم توافر العلاج الكيماوي .فجرعة العلاج الكيماوي التي تحتوي على واحد مليغرام وتستخدم للحقن، تتراوح أسعارها في السوق الأسود ما بين 150 إلى 400 دولار.

وفي شهر مايو/ آيار الماضي نقلت مؤسسة “كلنا قيم” الأطفال المصابين بالسرطان من العاصمة الخرطوم إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة خشية على سلامتهم، بعدما صرحت المؤسسة بأن أشخاصا يرتدون زيا يشبه زي الدعم السريع اعتدوا على استراحات “جوانا أمل” الخاصة بالأطفال مرضى السرطان وسرقوا الأموال.

ويوجد ثلاثة مراكز كبيرة في السودان، يتلقى فيها مرضى الأورام العلاج الإشعاعي وكذلك جرعات الكيماوي، في مدن الخرطوم ومروي وودمدني .

وبسبب نقص العلاج الكيماوي توافد معظم المرضى من كل الولايات على مركز ودمدني لعلاج الأورام في مستشفى الذرة بولاية الجزيرة.

ويقول الدكتور ميرغني طلال ميرغني، طبيب أورام في مستشفى الذرة ومتطوع في مستشفى مدني إن ” المخزون الخاص بالمركز ليس جاهزا لهذا العدد كله”، مضيفا أنه وفقا لمدير مستشفى الذرة، استقبل المشفى 2800 حالة هذا العام منذ بداية الصراع، مقارنة ب 1600 العام الماضي.

ويصف الدكتور ميرغني الوضع “بالكارثي”. فبجانب نقص جرعات الكيماوي في المركز، توقفت أجهزة العلاج الإشعاعي عن العمل.

“الجهازان الاثنان متوقفان عن العمل. قسم الأورام ليس مغلقا لكنه يتلقى مقابلات المرضى .نحن نحاول إعطاء(المرضى) حبوبا مسكنة للآلام لكن الحبوب المسكنة كالترامادول والمورفين غير متوفرة”.

كما يقول الدكتور ميرغني إن المرض انتشر في أجساد المرضى سواء من الكبار أو الأطفال بسبب توقف الجرعات.

أما موسى إدريس فيقول إنه يخشى أن يعود المرض لابنه حجاج بقوة بسبب عدم تلقي العلاج مثلما كان الوضع في عام 2020 وحينها كان يعاني بشدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى