مجزرة نيالا : الجسر الذي احتمي فيه المواطنين خوفا من زخات الرصاص
كتب : الخير صالح عبدالله
احذروا الموت الطبيعي … ولاتموتوا إلا بين زخات الرصاص .غسان كنفاني .
ككل الذين يرحلون مُبكرًا ، رحل غسان كنفاني وتوارى عن الانظار – لكنه لم يغب عن ذاكرة سكان أحياء طيبة والسكة حديد . فمثلما نجح غسان في تصوير مأساة النكبة بشكلٍ درامي وترجيدي ؛ طبقها سُكان أحياء نيالا مرة أخري حينما إشتدت عليهم أنِيّن الحرب وزخات الرصاص المُتفجرة . فرواية غسان كنفاني ” عائدًا إلى حيفا ” تُجسد أحوال المدنيين في نيالا في التراجيديا والمأساة . في الرواية هناك نص يقول : ماذا يعني ان تكون لاجئًا هائمًا على وجهك بلا وطن تعيش فيه ؟
قُتل غسان كنفاني يوم أن اخرج من وطنه مطرودًا واُحتل بيته في عكا من قبل اسرة يهودية ، أتت من آخر العالم تستوطن فيه وتمسح ذاكرته وتاريخه . فمثلما عاش غسان حياة الذُل ؛ عاش سُكان أحياء السكة حديد وطيبة النيل مأساة وتشرد ونزوح وقتل بالجملة .