تزايد اعداد ضحايا حرب السودان ومخاوف من إنحدارنحو الهاوية
تقرير : الخير صالح عبدالله
على مدى الأشهر الخمسة من الحرب في السودان هناك 1500 مدنيًا لقوا حتفهم في أعقاب الحرب الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وفقًا لآخر إحصائية كشف عنها وزير الصحة الإتحادى المكلف هيثم محمد إبراهيم .
وتقول الأمم المتحدة إنّ 80% من المرافق الصحية في السودان توقفت عن الخدمة نتيجة تعرضها للقصف والإخلاء القُسري ونقص الإمدادات الطبية .
وأضف الوزير المُكلف ان وزارة الصحة احصت مقتل (1500) مدنيًا وإصابة أكثر من 6 آلاف جراء القتال الدائر في السودان .
وتوقع وزير الصحة الاتحادي المكلف هيثم محمد إبراهيم ان يكون العدد الحقيقي للقتلى والمُصابين أكثر من المرصود في ظل صعوبة وصول كل الحالات للمستشفيات في الخرطوم وولايات دارفور .
جُثث في الشوارع
ورصدت أمدر تايمز الأوضاع البشعة في شوارع الخرطوم حيث أصبح معتادًا رؤية الجُثث ملقاة في الشوارع وربما من الصعب حتي التعرف على هوية أصحابها وينتهى بها الحال إما ” مُتحللة ” حيث هي أو مدفونة في أي مكان متاح .
في 6 يوليو / تموز الماضي قال جمعية الهلال الأحمر السوداني إن فرقها ” جمعت خلال أسبوع واحد أكثر من 100 جثة من شوارع الخرطوم فقط لكنه أشار إلى أنه لم يعد بمقدور تلك الفرق الإستمرار في العمل بالعاصمة ودارفور بسبب نهب سياراتهم .
وبحسب آخر إحصائية للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوداني فإن ” فرقًا مشتركة دفنت حوالي 1000 جُثة كانت منتشرة في الشوارع منذُ بداية القتال .
وفي 8 أغسطس/آب الجاري قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” الإنسانية (بريطانية غير حكومية تُعنى بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم) في بيان، إن “آلاف الجثث تتحلل في شوارع الخرطوم على خلفية عدم سعة المشارح لحفظ الجثث من ناحية، وتأثير انقطاع الكهرباء المستمر على نظم التبريد من ناحية أخرى”.
وحذر البيان من “خطر تفشي الأمراض والأوبئة في شوارع الخرطوم التي مزقتها حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع مستمرة منذ 4 أشهر”. ونقلت المنظمة عن نقابة الأطباء السودانية قولها: “لم يتبقَّ أي طاقم طبي في المشارح، تاركين الجثث مكشوفة على حالتها”.
خروج المستشفيات عن الخدمة وإنعدام الأدوية
وقال مدير صحة وتغذية الأطفال في المنظمة بشير كمال الدين حميد، إن “عدم القدرة على دفن الموتى بكرامة هي معاناة أخرى للعائلات، إلى جانب الأسى والألم”، حسب البيان نفسه.
وأفاد الوزير بتأثر السكان بخروج المستشفيات عن الخدمة في مناطق الحرب، لا سيما في العاصمة الخرطوم ووسط وغرب دارفور وتوقف بعضها جزئيًا جنوب دارفور.
وأكد على أن بعض المستشفيات بدأت تعود للخدمة في العاصمة الخرطوم التي تعمل فيها حاليًا 42 مستشفى و56 مركز رعاية صحية و14 مركزًا لغسيل الكلى.
وأضاف: “فقدت المستشفيات المركزية والمرجعية في الخرطوم، لكن جرى الاستعاضة ببعض الخدمات الموجودة في الولايات مثل الجزيرة التي تتوفر فيها مستشفيات كبيرة للقلب والأورام والجهاز الهضمي والعظام”.
وأكد الوزير عدم وجود إحصائية للأضرار التي تكبدتها المستشفيات في الخرطوم، وقال إن “ما حدث كبير جدًا حيث فُقدت كثير من الأجهزة والمعدات الأساسية”.
وتحدث عن توقف خدمات الرعاية الصحية في دارفور بسبب دواعي الأمنية، خاصة في ولايات وسط وجنوب وغرب دارفور.
وأضاف: “يعاني النظام الصحي كله، كما تعاني البلاد. ومراكز الإيواء منتشرة في معظم السودان وهناك اكتظاظ في بعضها ، وخصصت عدد من المنظمات خدمات عيادات متنقلة ومباشرة وأخرى مجانية لهم”
وتخوف الوزير من تدهور الوضع الصحي مع فصل الخريف والكثافة السكانية في هذه المراكز من ظهور بعض الأمراض الوبائية، مشددًا على أنه لم تسجل حالات إسهالات مائية حادة او انفجارات وبائية بالخرطوم حتى الآن.
وتحدث هيثم محمد إبراهيم عن وجود 8 آلاف مريض بالكلي، يحتاجون إلى 72 ألف عملية غسيل كلوي شهريًا بتكلفة تصل خلال الثلاث أشهر نحو 2.5 مليون دولار.
وقال إن الدعم الذي يصل من الدول قليل لهذه الحصة الكبيرة، كما لا تغطي الفجوة لذلك اتجهت وزارة المالية خلال الفترة الأخيرة مع بعض الشركاء الداعمين في توفير مخزون يكفي إلى نهاية العام.
وتوقع وصول هذه الإمدادات منتصف سبتمبر القادم، واقر وجود شح كبير هذه الأيام في أدوية أمراض الكلى، وقال نعمل على معالجة ذلك مع بعض المنظمات مثل قطر الخيرية والداعمين الآخرين على أساس سد الفجوة في الوقت الحالي، خاصة وأن معظم المراكز تعاني من نفاد غسلات الكلي.