فوزي بشرى وسقوط قناع كوزنته.!
بدءا واحقاقا للحق لابد من انصاف مهنية الرجل كاعلامي لايشق له غبار في مقدرته على صياغة التقارير الصحفية التي يبثها بصوته الساحر و ادائه الذي يقرب الصورة ربما بمثل ما تفعل الكاميرا وهي تنقل الحدث من موقعه لقطة بلقطة.
بيد ان ذلك لا يعفي الاستاذ فوزي بشرى الصحفي بقناة الجزيرة الواسعة الإنتشار من ان يصله راس سوط التشكيك في صدقه و في عدم امانته السردية التي تجلت في اخر ما كتبه والذي جاء متوافقا مع بداية مفترق الطرق وقد بانت معالمه لتاخذ خطوات الفريق عبد الفتاح البرهان في اتجاه النزوع الى خيار التفاوض لإنهاء الحرب عقب خروجه من قمقم الياس محبطا و قانعا بعدم امكانية احراز النصر على من علمهم الرماية.. وهو موقف يرفضه الاسلاميون وفلول النظام البائد وكتائبهم وهم الذين اعدوا لتطويل اماد الحرب وتوسيع اواراها ما استطاعوا من رباط العزم و استنفار الأغرار.. وقد ساءهم ان يتركهم حبيب انقلابهم على مدنية الثورة وحدهم في الميدان.. فانقلبوا على محبته بان قالوا فيه ما وصف به انصار المهدي التمباك كصنف مكروه عندهم .. من يتعاطاه غير شك يتعاطى الحرام.!
فكتب الاخ فوزي محملا البرهان كل تبعات الحرب وهذه حقيقة لا مراء فيها ولايكذبه فيها واقع الحال الماساوي على الارض وقد رسمته بالدماء والدموع والخراب تلك الحرب.
ثم عرج فوزي ليكيل التهم للحرية والتغيير بانهاء فوق تحالفها مع العسكر لافساد الانتقال فانها تتحمل وزر الحرب بالمساندة السياسية قبل اندلاعها وليس بالمشاركة المباشرة للدعم السريع بعد اشتعالها !
ولا جدال مطلقا وهذا ما ينبغي ان نقوله بكل الشجاعة ان تجربة الانتقال شابها من الاخطاء، الكثير والانحناء المدني المعيب للعسكر مما سهل عملية الإنقضاض عليها و تفتيت عضدها.
ولكن عقب انقلاب شركاء الدم على تلك التجربة الهشة لم تخجل الحرية والتغيير من انتقاد ذاتها رغم قصر فترتها في الحكم.
وهو ما لم يفعله الاسلاميون لا اعتذارا للشعب عن فظائع تجربتهم الطويلة ولا مراجعة لأخطائهم الماحقة ولو من قبيل الاستفادة من.نقدهم لها مستقبلا هذا ان كان لهم مستقبل في السودان.
وهي جزئية هامة تحاشاها فوزي وكأن تجربة الجماعة لم يطالها الباطل او يغشاها الفشل او حتى يعتريها القصور !
وغير الكثير الذي قفز فوقه فوزي فهو لم يشر الى دور الاسلامييبن في تخريب تلك الفترة الإنتقالية بكل وسائل الحرب الاقتصادية والتحريض على اغلاق المواني والطرق و غيرها من الاساليب التي يجيدها الكيزان بخبث وتخفي !
ثم تجاوز فوزي في غير احترام لعقول القراء الدور الذي لعبه الاسلاميون والفلول في اشعال هذه الحرب قولا وفعلا و سعيهم الذي لم يهدا يوما عن صب الزيت على نارها.. وكأنه لم يسمع بالامر البتة وهو ما قد يعلمه من في ارحام الأمهات.!
فاسباب العلل الجسدية يا سيد فوزي ان لم تظهر في تحليل الدم فربما تجدها مختبرات الرأي الحصيف مختبئة في عينات اخرى مثل البول وغيره.
وهكذا هي الكوزنة وان اختفت في جسد من ينكرها فان لها رائحة و لو في عرق من يحاول ان بخفيها !