رحيل أسطورة الملاعب الافريقية ساليف كيتا
توفي أمس السبت أسطورة كرة القدم الأفريقية المالي ساليف كيتا عن عمر يناهز 76 عاماً وهو الحائز على أول نسخة من جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أفريقيا عام 1970 متقدماً على النجم المصري الكبير علي أبو جريشة ..
وعرف ساليف كيتا الملقب بالنمر الأسود التألق منذ بداياته لكنه لم يكن محظوظاً على الإطلاق فخسر نهائي كأس أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين الأولى مع نادي ستاد مالي عام 1965 أمام أوريكس دوالا الكاميروني والثانية في العام التالي مع ريال باماكو أمام ستاد أبيدجان العاجي وزاد في الطين بلة خروج منتخب بلاده من تصفيات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في أثيوبيا عام 1968 على أيدي المنتخب الجزائري الذي كان يقوده اللاعب الفذ حسين لالماس ..
وفي أعقاب تلك الصدمات قرر ساليف كيتا تحقيق حلم راوده طويلاً وهو اللعب في الدوري الفرنسي وكانت قصة إحترافه في نادي سانت إتيان مثيرة للغاية وتحمل تصميما غير عاديا من النجم المالي على خوض التجربة ومع خشيته ألا يسمح له بمغادرة البلاد قرر أن يستقل طائرة متجهة إلى مونروفيا عاصمة ليبيريا بعد عبور ساحل العاج في صندوق سيارة بمساعدة تاجر لبناني كان يعيش في باماكو ..
ومع نادي سانت إيتيان ومدربه الكبير البير باتو عاش ساليف كيتا أياماً حالمة وخلال خمسة مواسم قضاها مع النادي الفرنسي بين عامي 1967 و 1972 توهج النجم المالي بصورة لافتة وتمكن من تسجيل 185 هدفاً في 140 مباراة وأسهم في الإنجازات الكبيرة التي حققها فريقه بإحتكار ببطولة الدوري الفرنسي ثلاث مرات متتالية ( 68 و 69 و 1970 ) ..
وعلى المستوى الدولي كان ساليف كيتا قد أجبر مدرب منتخب بلاده عمر ساي على ضمه وهو في السادسة عشرة من عمره وخاض مباراته الدولية الأولى في العاصمة الاندونيسية جاكرتا أمام فريق جانيفو في نوفمبر 1963 بحضور نحو 100 ألف متفرج ولاحت له فرصة التألق من جديد في بطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت في الكاميرون عام 1972 وإستطاع بالفعل رغم إصابته قيادة منتخب بلاده إلى المباراة النهائية التي إنتهت بالخسارة أمام منتخب الكونغو 3/2 ليصبح ساليف كيتا بطل النهائيات الأفريقية الخاسرة بإمتياز ..
وبعد مشوار إحترافي طويل تنقل خلاله بين أندية سانت إيتيان وأولمبيك مرسيليا الفرنسيين وفالنسيا الإسباني وسبورتنج لشبونة البرتغالي ونيو إنجلاند الأميركي وإعتزاله اللعب عاد كيتا إلى بلاده وإستثمر في قطاع الفنادق كما عمل مديراً فنياً للإتحاد المالي لكرة القدم قبل أن يتم إنتخابه رئيساً له لمدة أربع سنوات لم يجد خلالها دعماً لخططه وأفكاره فقرر الإنسحاب وتكريس خبراته لإنشاء أكاديمية ساليف كيتا عام 1994 وهي التي باتت مشهورة بعد ذلك وخرج منها العديد من المواهب لعل أبرزهم لاعب برشلونة السابق إبن أخيه سيدو كيتا ..
.