الأخبار

متى الاغتسال من هذا الرجس وتلك النجاسة ؟

السياسة والاخلاق هما خطان متوازيان لو انهما التقيا ولو مرة عبر سني استقلالنا المؤود واجتمعا في محطة الحس الوطني الصادق بعد طول افتراقهما لكان العقل السليم سيكون الميزان لاسيما اذا ما كان الشعب هو من يختار الحاكم وليس هو من يختار محكوميه فارضا نفسه كامر محتوم… اما بديمقراطية ينقصها وعي الطبقة العامة الغالبة ولكنها في نظر الزعامة الموروثة مجرد قطيع يساق ولا يستشار في امره وينكسر قسرا بالخوف من مجهول الاخرة او ينصاع اختيارا بقناعات الخرافة لتفرض عليه وصاية القدسية التي يشوبها بكل الاسف تمسح حتى الصفوة المجتمعية المستنيرة احيانا في عباءة الطوائف.. او يعيبها الإصرار على عدم مطابقة النظريات التي تتعالى على الواقع وهي المستوردة في غلاف مصقول جاذب ولكن تكمن الخيبة عند فتحه في نوعية المحتوى!
وإما بسلطة البندقية التي ترى عين العسكر عبر ضبانتها الى اين تصوب طلقتها فتجعل من الوطن دروة لتمزيق الاجساد واغراق الزمن في بحور الموت!
فالسياسة في غياب الاخلاق تصبح ادرانا ملتصقة بجدار الوطن لايتأتى الخلاص منها الا بانتفاضات الوعي المدجج بحصيلة التجارب العلمية و المحصن ببرامج العمل المدروس.
وفي السياسة ايضا من الرجس الذي يستوجب الاستنجاء اعترافا بالفشل في مواكبة مستجدات الامور وتطور معطيات الٱوان وتبدل خارطة المكان.
فعقلية تداول الاغلبيات الميكنيكية في برلمانات نواب البصمة على ما يقوله السادة.. لا ولن تتواكب مع ذهنية بنات وابناء اجيال العصر الحالي الذين تربوا على تقنيات يتعامل معها الى درجة الابهار من هم على اعتاب الروضة.!
فكيف يحكمهم من جاءهم كالمحنط في تابوت التقليدية ومتسربلا بكفن الماضي وهو الغارق في سبات عميق وان بدت فيه فرفرة الحلم بمشاهد الابيض والاسود ! اما العسكر فحكايتهم معنا طويلة..
ياتي بهم الساسة المدنيون محملين بصناديق الذخيرة حينما يثقل عليهم حمل مكنون صناديق الاقتراع او يستعصي على عقولهم فهم لغتها.!
ووسط المراوحة في هذه الدائرة الشريرة تزداد دوخة المواطن وتتهشم جمجمة الوطن.
وتتعطل خلايا الفهم حينما تصيب التاريخ جرثومة الحيرة التي تفضي الى علة البلادة.
ولكن الى متى!
هل من مجيب؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى