الأخبار

حميدتي يغرد في أكس : بحثت مع غريفيث الأوضاع الإنسانية في السودان

ناقش قائد قوات “الدعم السريع” في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي” مع مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب بالبلاد.

ولفت حميدتي، في تغريدة له على منصة “إكس”، إلى أن “النقاشات تناولت الاحتياجات الإنسانية للمدنيين، وتعزيز التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف من أجل تسهيل انسياب وصول المساعدات”.

وقال: “استمعت إلى شرح مفصل من السيد غريفيث حول الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتخفيف المعاناة عن السودانيين وحجم المساعدات المتدفقة”.

وأضاف: “أكدت استعدادنا التام لتقديم كافة التسهيلات الممكنة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها، والتنسيق مع كافة الأطراف المعنية لحماية وتأمين المساعدات، وتيسير مهام العاملين في الحقل الإنساني”.

وفي سياق الحرب الدائرة في السودان، تتوالى الشهادات من السكان حول صعوبة الأوضاع الإنسانية، وسط تبادل الاتهامات بين طرفي النزاع.

وروى المواطن عثمان حسن أنه ظنّ بأن مهمته سهلة حينما طُلب منه قيادة شاحنته من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة جنوب العاصمة؛ إلا أن وصوله إلى نقطة تفتيش تابعة لقوات الدعم السريع غيرت حياته.

وقال حسن، في حديث مع “فرانس برس”: “لقد صادروا شاحنتي واقتادوني إلى منزل في كافوري بشمال العاصمة السودانية”.

وتابع: “في فناء المنزل وجدت سجناء آخرين وأفرادًا من الدعم السريع، أجلسونا على الأرض وبدأوا بضربنا بالسياط مع إطلاق اتهامات بأننا من استخبارات الجيش”.

وزاد: “لم يتوقف الضرب إلا بعد دخول شخص يبدو أنه ضابط وأمرهم بالتوقف، ثم نقلونا إلى الطابق الأرضي في المنزل وبدأ التحقيق”.

ونشأت مراكز الاعتقال أثناء الحرب التي أوقعت آلاف القتلى وجعلت الملايين بين نازحين ولاجئين. وأحصت مجموعة “محامو الطوارئ” وجود العشرات منها في العاصمة: 44 لقوات الدعم السريع وثمانية للجيش. واستلمت هذه المجموعة من المحامين شهادات 64 شخصًا على مدى شهرين.

ويتهم المحامون الطرفين بارتكاب “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”، بما يشمل القتل والاختطاف والاحتجاز غير المشروع والإخفاء القسري والتعذيب واغتصاب الرجال والنساء. وتنفي قوات الدعم السريع وكذلك الجيش أي إساءة في معاملة السجناء.

وأُطلق سراح عثمان حسن بعد أسبوعين من الاحتجاز، وقال: “خرجت لكنهم لم يعيدوا إليّ شاحنتي”، من دون أن يكون في مقدوره تفسير سبب الإفراج عنه.

إلا أن محمد صلاح الدين يعرف لماذا تم إطلاق سراحه، فقد دفعت أسرته فدية قدرها 1700 دولار لقوات الدعم السريع.

وتم توقيف صلاح الدين عند أحد حواجز قوات الدعم في الخرطوم. وكان هذا الموظف البالغ 35 عامًا، قد خرج بدون بطاقة هوية لشراء أدوية لوالدته المريضة.

وتم تهديده “بالقتل” وتوجيه اتهامات له بأنه “جاسوس” و”إسلامي” من أنصار نظام عمر البشير الذي تقول قوات الدعم إنه يختبئ خلف الجيش.

وروى لفرانس برس أنه بقي جالسًا حتى المساء ثم تم نقله إلى المدينة الرياضية بجنوب الخرطوم، حيث تعرّض للضرب والاتهامات على مدى شهر مع مدنيين آخرين.

قال سجناء تم إطلاق سراحهم لمجموعة “محامو الطوارئ” أنهم تعرضوا إلى “تهديد بالاغتصاب” وإلى “اغتصاب أكثر من مرة”، كما قالوا إن محتجزًا “قتل لأنه كان يقاوم”. ويجري ذلك تحت القصف ودوي المدافع.

وأكد صلاح الدين أنه أصيب “برصاصة طائشة في الساق” وينتظر حاليًا إجراء جراحة في ود مدني، المدينة الواقعة على مسافة 200 كلم جنوب الخرطوم.

وبقيت هذه المدينة في منأى عن المعارك، ولجأت إليها أسرته مثل العديد من سكان العاصمة.

من جانبها، نزحت أسرة مجدي حسين (25 عامًا) إلى شمال السودان هربًا من الحرب. وكان هذا السوداني الشاب قد تطوع بالبقاء لحراسة منزل العائلة في الخرطوم، حيث تحتل قوات الدعم السريع المنازل التي فر سكانها.

والإثنين، أعلن الجيش أنه اتصل “باللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليم 30 قاصرًا محتجزين منذ بداية الحرب” كانوا مجندين مع قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن “مجموعة أخرى من 200 فرد” من قوات الدعم سيتم تسليمهم قريبًا.

وقال “محامو الطوارئ” إن قائمة المحتجزين تضم مدنيين ومقاتلين، من بينهم نساء وقصّر. وأضافوا أنهم “يتعرضون للاستجواب تحت التعذيب ولسوء معاملة مثل التعليق من القدمين أو التعذيب بالكهرباء والحرق بالسجائر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى