رؤى متجددة : أبشر رفاي / نصيحة للخارجية لن ترضى عنك المفوضية والإيقاد حتى تتبع خطتهم .
وثق مرصد ومسرد التجربة البشرية رساليا وإنسانيا أدوارا مهمة لعدد من الطيور في عالم البشر مثل غراب هابيل وقابيل ، هدهد سليمان ، الحمام الزاجل أساطير بيضة القبان ، وبيضة إم كتيتي ، والبضة البطة الممشوقة الشلبة التي أصطيدت من شط النهرين ، دجلة والفرات الأزرق والأبيض ، شاري ولوقون بتشاد ، قماري عبد القادر سالم ، قماري أوزوم القوقن للفنان أحمد شارف ، بلوم عبد الرحمن عبدالله ، طائر وردي الطائر ، وطيور خريفه المهاجرة ، حمام المردوم الطاير ، والقائمة تطول . وفي سياقه ورد في الرواية الشعبية الطريفة عن طائر الغراب ونظنه من عينة غراب مدينة بورتسودان الجميلة ، يقال حينما شعر بدنو أجله أوصى صغاره بأن يأخذوا حذرهم من البني آدم ، فهو مخلوق خطير برأيه خلق عديل مستقيم في إحسن تقويم ، ولكن بمجرد ما رأيته ( إتكلوج) وإتنحنح وإنحنى جاي ولا جاي عاجل بالمغادرة ، وإلا ستدفع الثمن غاليا ، وهذا مايفسره شدة حرص وحذر وحساسية طائر الغراب تجاه أي حركة خصوصا حركة البني آدم ، فمن النادر جدا إن لم يكن من المستحيلات أن يظل طائر الغراب منتظرا في مكانه حتى تلتقط حجرا او عصاة أو نبلة أو مصيبة ما لإصطياده .
نصيحتنا لوزارة الخارجية على رأسها الوزير الكفؤ على الصادق واركان حربه الأجلاء الذين أثبتت الأيام والتجارب من واقع ووقائع عظيم الدفع بين الناس وخبيث التدافع بأنهم يعرفون جيدا من أين تؤكل الكتف والكف ويلقونها وهي طائرة وعيونهم مفتوحة عن آخرها وللبعيد والقريب لماحة ، لايحتاجون منا بأن نزودهم بمحتوى نصيحة الغراب لصغاره ، ولكن من الضروري تزويهم بإستراتيجية نمر الفروع والنمر أبوتاجات في مواجهاته التقليدية مع التقولة ، والتقل بكسر التاء لا يقاتل النمر ألا من خلال جماعة تسبقها مقدمات وتحاريش وإستفزازت شديدة عبر صغاره ، فما أن إستجاب النمر لتلك الأعمال الإستدراجية تصرخ صغار التقولة بطريقة دراماتيكية بأعلى أصواتها طلب النجدة وعندها ستخرج التقولة بكميات من مكان قريب ، ولكن ثبت بالتجارب العملية على الأرض بأن نمر الفروع مجيد في الغالب الأعم لإمتصاص تلك الإستفزازات والتحرشات الإستدراجية والتشهيرية لتفويت الفرصة على تجمع كبار الكبار التقولة .
نصيحتنا الثانية للخارجية في إطار وإضطرادات معركتها مع الإدارة الوظيفية والتنفيذية لمفوضية الأتحاد الأفريقي والسيدة الإيقاد ورباعيتها بأن يأخذوا حذرهم ويجعلوا معركتهم الفاصلة مع تقل وتقولة التدخل الخارجي وإستراتيجيته التي باتت مكشوفة برأي المثل الشعبي الكردفاني الأصيل ( لابدة وفسيتها برة ) ، لابدة خلف الإيقاد ورباعيتها لابدة خلف الإتحاد الأفريقي ومفوضيته ، في الوقت فشلت أن تلبد خلف الجامعة العربية وأمانتها العامة ومن قبل حاولت (اللبدان ) خلف الأمم المتحدة ومجلس أمنها الأمن الدولي لتمرير ذات الأجندة ولكن جدارة وجسارة البعثة السودانية الدائمة بنيويورك والسفير محمد عبد الله إدريس بواشنطون وفعاليات الجالية الوطنية الشريفة بالمهاجر وبالولايات المتحدة الأمريكية والإصدقاء والأشقاء الأوفياء إستطاعوا جميعا يد بيد بالدفاع عن الوطن والمواطن ودولته دفاع القط عن أبنائه ، كما أنهم قد أفلحوا في تسديد وقفل كافة (النشايل ) أنفاق الطوارئ التي إعدها دون النفق الرئيسي أعدها ( أبجبرون أبوصباغة ) للخروج والمخارجة عند اللزوم .
إن قصة تعقيدات وتقاطعات الخارجية السودانية مع الإيقاد والرباعية على وجه الخصوص سببها إستراتيجية الطرف الثالث وهم أطراف بلا حدود التي من بصماتها القمة التكتيكية الطارئة للإيقاد والتي من خلالها تعيين الرباعية وهيكلتها بنقل الرئاسة من جنوب السودان وتهميش ملاحظات الخارجية والإدارة السودانية في تلك اللحظات الإخراجية العصيبة رفضها بشدة والإلتفاف عليها بوصفها ماسحا ضوئيا خطيرا له القدرة على كشف عتمات وإستراتيجيات السياسة بمفهوم المنحدر ( اللعبة القذرة ) يضاف إلى ذلك لغة الخطابات والبيانات والمقترحات السياسية المثيرة للجدل وللإستفزاز الشديد المتعلقة بحل الأزمة . أما بخصوص تعقيدات وتقاطعات الخارجية مع الإتحاد الأفريقي وعلى وجه التحديد مع مفوضيته وبشكل أدق مع فاعلين في المستوى القيادي والإداري ، فهذه تعزى لأربع أسباب ١– عدم إلمام هؤلاء أو التعمد بعدم إلمامهم بطبيعة القضية السودانية ببعديها البيني والبنيوي وحصر أمرها في مفاهيم ومغالطات وتضليلات وثعلبة البيئة السياسية المقزمية التي سرقت الثورة والجولة والدولة سرقتها في غفلة من الزمن دون أي شرعية دستورية بمعاييرها القانونية الدولية المتعارف عليها والتي على أساسها يعلق الإتحاد ومفوضيته عضوية الدول الأعضاء .
٢– تبني واجهة الصراع الطويل الممتد بالوكالة ضد النظام السابق مع أعدائه على الصعد المحلية والإقليمية والدولية والتي فضلت قتاله خلف سواتر الأطر الأفريقية ، ناسية ومتناسية بأن النظام السابق متمرس يجيد مهارة القتال السياسي والإستراتيجي المؤسسي في عقر داره ماما أفركا وكذلك يتقن الضرب والتنشين السياسي خلف الساتر وأمامه وفوقه ، ورفع الكمائن الثابتة والمتحركة والمباغتة .
٣– تعمد المفوضية منذ العام ٢٠١٩ المشي في أجواء القضية والأزمة السودانية مكبة على وجهها ، وأمامها أكثر من فرصة بأن تمشي سويا على الصراط المستقيم ، صراط يجمع ولا يفرق ، يعدل ولايظلم ، صراط يحترم السيادة ولا يتسيدها ويستأسد عليها ، يحترم الأصول الثابتة لمؤسسات الدولة بتعريفاتها المنصوص عليها ضمن شروط إستقلال الدول وإعتمادها بمنظومة الأمم المتحدة والمنظومات الإقليمية الأخرى ، صراط يسعى بالحق والحقيقية والشفافية لعلاج وتسوية قضايا الشعوب وأزماتها . حيث لنا مايكفينا كسودانيين من التحارب مع الإتحاد الأفريقي ومفوضيته الحالية منذ ٢٠١٩ وحتى تاريخه .وإلى هنا إنتهى الكلام والنصيحة الحارة للإتحاد والمفوضية والإيقاد ورباعيتها ولكنه بالتأكيد لم ينته بعد حول أفريقيا وشعوبها وهي تستقبل عهد وشعوبية قارية ثالثة بعد تجربة منظمة الوحدة الأفريقية ١٩٦٣ — ٢٠٠٢ وتجربة الأتحاد الأفريقي ٢٠٠٢ حتى تاريخه تجربة مستنسخة من تجربة الأتحاد الأوروبي في الشكل وليس المضمون .
إن الوثبة الشعوبية الأفريقية القارية الثالثة التي سندفع بسماتها العامة لاحقا بأذن الله أملتها موجة التدافع الدولي نحو القارة كما الحال بالضبط في الموجة الإستعمارية في القرنين الماضيين ومن مؤشرات التدافع والتسابق والتنافس الدولي الحميد والمحموم نحو أفريقيا ضمها لمنظومة البركس وقبولها الجماعي في قمة مجموعة العشرين التي عقدت مؤخرا بالهند بنيودلهي هذه الوضعية الجديدة ينبغي مقابلتها بفكر وفهم وإستراتيجية أفريقية طليعية متقدمة تضع أفريقيا في مقدمة الركب وحيث اللجام ( والهاي تيبل ) ( وليس اللو ، ون ) …