صحيفة لندنبة ؛ هل يتجه السودان إلى حرب شاملة؟
أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس استقالته من منصبه بعد نحو ثلاثة أشهر من إعلان الخارجية السودانية أنّه شخص غير مرحّب به.
واستغلّ بيرتس جلسة مجلس الأمن لدقّ ناقوس الخطر، محذّرًا من أنّ الاقتتال في السودان يُمكن أن يتحوّل إلى حرب أهلية شاملة.
وتمثّلت التصريحات الأخطر لبيرتس في حديثه عن تقارير موثوقة بشأن وجود ما لا يقلّ عن 13 مقبرة جماعية في الجنينة عاصمة ولاية غرب درافور والمناطق المحيطة بها تضمّ ضحايا هجمات قوات الدعم السريع والفصائل المسلّحة العربية المتحالفة معها.
ميدانيًا، تواترت مزيد من الأنباء المأسوية بشأن تطورات الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث قُتل 40 شخصًا على الأقل في نيالا عاصمة ولاية جنوب درافور، إثر غارات جوية نفّذها الجيش استهدفت سوقين شعبيَين.
على صعيد متّصل، عبر سكان ونازحون في ولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم عن ما وصفوه برعبهم من تقارير تُشير إلى تقدّم قوات الدعم السريع نحوهم، وما يرافقها من ممارسات ارتكبها أفراد منها في مناطق متفرقة من البلاد منها النهب والقتل.
وترافقت التطورات الميدانية الخطيرة وانسداد الأفق السياسي مع تعمّق المآسي الإنسانية في هذا البلد، حيث قالت مديرة شعبة العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إديم وسورنو إنّ السودان وشعبه يواجهان أزمة ذات أبعاد ملحمية ومأسوية.
وأشارت إلى أنّ الأعمال العدائية ليست وحدها ما يقتل البشر، بل أيضًا الأمراض والأوبئة ونقص الغذاء تهدّد حياة السودانيين. كما حذّرت من أنّ 6 ملايين شخص باتوا على بُعد خطوة واحدة فقط من المجاعة.
وفي هذا الإطار، أوضح عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة “التيار السوداني” أنّ ما يحصل في السودان يكاد أن يتحوّل إلى تجييش أهلي وقبلي في مناطق عدة، حتى العاصمة نفسها.
وقال ميرغني في حديث إلى “العربي” من القاهرة، إنّه خلال الفترة الحالية، هناك حذر داخلي من عدم الانجرار إلى التجييش القبلي أو أي مواجهة مع المجتمع الدولي.
وأضاف أنّ هناك تموضعًا عسكريًا داخليًا مساندًا لعمل سياسي مرتقب خلال الفترة المقبلة، لكنّه في الوقت نفسه أكد أنّ هناك مخاوف من أن تجرّ هذه الحرب إلى مخالفات دولية أو عقوبات دولية.
ورأى أن فرض المزيد من العقوبات، وتدخّل المحكمة الجنائية الدولية سيدفع إلى انحسار الحرب الأهلية وتغيّر المعادلات.
العربي – لندن