اتفاق دول الجوار على عقد اجتماع ثالث في القاهرة لمناقشة تدابير تنفيذ وقف اطلاق النار
جوار السودان” يتفق على تدابير وقف دائم لإطلاق النار.. لكن المعضلة في التنفيذ
المجتمعون يتفقون على تبادل الرؤى حول أولويات التحرك خلال المرحلة القادمة واتخاذ تدابير عملية للتوصل إلى وقف إطلاق نار مُستدام في السودان.
نيويورك- اتفق اجتماع وزاري لدول جوار السودان على “اتخاذ تدابير عملية للتوصل إلى وقف إطلاق نار مُستدام في السودان”، لكن مراقبين يشككون في جدوى هذا الاتفاق طالما أن هذه الدول لا تمارس الضغط الكافي على طرفي الصراع ولاسيما على الجيش الذي يبدو مستعدا لسيناريوهات كارثية كالتقسيم مقابل عدم تقديم أي تنازلات تتيح إنهاء الأزمة المندلعة منذ أبريل الماضي.
وجاء الإعلان عن الاتفاق في بيان صحفي مشترك على إثر الاجتماع الثاني لوزراء خارجية مسار دول جوار السودان، الذي عقد في نيويورك الثلاثاء على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، بحسب ما نقلته الخارجية المصرية الأربعاء.
وزراء الخارجية اتفقوا على عقد الاجتماع الوزاري الثالث لدول جوار السودان في القاهرة في تاريخ قريب (لم يحددوه)
وانطلقت أعمال الدورة الثامنة والسبعين من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا، الثلاثاء، بحضور رؤساء 150 دولة وحكومة ومن المقرر استمراها لمدة أسبوع.
وكانت مصر استضافت قمة دول جوار السودان في يوليو الماضي، ودعت إلى وقف القتال وبدء مفاوضات، وتلتها في أغسطس الماضي استضافة تشاد أول اجتماع وزاري لدول الجوار، مع مساعٍ لحل الأزمة السودانية.
وأوضح البيان المشترك أن “الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول جوار السودان (مصر، تشاد، أفريقيا الوسطى، إثيوبيا، إريتريا، ليبيا وجنوب السودان) عُقد بمقر البعثة الدائمة المصرية لدى الأمم المتحدة بنيويورك”.
وأشار إلى أن الاجتماع جاء في “إطار مسار قمة دول جوار السودان، وتم بالتنسيق بين مصر وتشاد، وذلك وفقاً لنتائج الاجتماع الوزاري الأول في نجامينا في 7 أغسطس الماضي وشارك فيه أيضاً ممثلا جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي المعتمدان لدى المنظمة الدولية”.
واستعرض الاجتماع “جهود دول جوار السودان لتسوية الأزمة، واتصالاتهم بمختلف الأطراف السودانية، والتنسيق القائم بين دول الجوار والآليات الأخرى التي تتناول الأزمة في السودان”.
◙ البرهان يراهن على المصالح المتضاربة لدول الجوار على أمل كسب المزيد من الدعم
ووفق البيان “تم التشاور وتبادل الرؤى حول أولويات التحرك خلال المرحلة القادمة، والاتفاق على اتخاذ تدابير عملية للتوصل إلى وقف إطلاق نار مُستدام في السودان”، دون تفاصيل بشأن تلك التدابير.
كما تم الاتفاق على “شحذ الجهود الدولية للاستجابة للوضع الإنساني، بما في ذلك توفير الدعم المطلوب لدول الجوار التي تستضيف أعداداً كبيرةً ومتزايدة من السودانيين”.
واتفق وزراء الخارجية على عقد الاجتماع الوزاري الثالث لدول جوار السودان في القاهرة في تاريخ قريب (لم يحددوه).
ووصل قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان في وقت سابق الأربعاء إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويحاول البرهان التأكيد على أنه الممثل الرسمي للدولة السودانية، فيما تفقد قواته المزيد من المناطق.
وقد اضطر البرهان إلى مغادرة العاصمة الخرطوم والإقامة في بورتسودان شرق البلاد، ويرى متابعون أن قائد الجيش يراهن على الارتباك الدولي، والمصالح المتضاربة لدول الجوار على أمل كسب المزيد من الدعم لكن متابعين يرون أن هذه السياسة لن تزيد سوءا عن إطالة أمد الأزمة.
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.