تقارير

كتب الأستاذ/ جعفر علي ردا علي حملة التشكيك و الغمز و اللمز في حق د عبد الله حمدوك

*اذا أردت الحقيقة فعلاً*
*هذه شهادة مني *
*عبد الله حمدوك خريج اقتصاد زراعي من كلية الزراعة بشمبات شأنه شأن خريجي الاقتصاد الزراعي ممن تعج بهم وزارة المالية والتخطيط (وهم بالعشرات ومعروفين يديرون المؤسسات ودفة الاقتصاد الآن) وحمدوك عمل بالوزارة المالية والتخطيط بعد انضمامه اليها من مشروع كان يعمل في مجال التكنولوجيا الوسيطة بتمويل خارجي في جبال النوبة وبعث للتحضير للماجستير بتمويل من المجلس الثقافي البريطاني الي الوزارة وحمدوك هو الوحيد بيننا نحن المبتعثين من وزارة المالية والتخطيط الذي تلقي الفصل ممهورا بخطاب الفصل للصالح العام ولا ندري لماذا اختصوه هو تحديدا بهذا الخطاب ضمن مجموعتنا من المبعوثين علي النفقة البريطانية وكلنا اطلعنا وقتها علي خطاب الفصل بعد ارسله زملاءه له من السودان وترجمناها للطلاب الأجانب الآخرين في الكلية والأساتذة الإنجليز وكانوا يتندرون علينا ويسألوننا اذا استلمنا خطابات الرفد نحن بدورنا ام لا. وتخصصت في تلك السخرية زميلة نيجيرية معتدة بنفسها محبة للطلبة السودانيين ولكنها تتعامل معهم بشئ من الترفع (a bit of snob)*
*المهم كان واضحاً جدا ان لا مجال لعودة حمدوك بعد انتهاء سنتي الماجستير ووقتها قد بلغ صلف الإنقاذ وبطشهم قمته ووصل الفصل التعسفي من الخدمة والاعتقال الي قمته. و ما كان يمكن لعاقل خاصة من المعارضين المعروفين المخاطرة بالعودة الي السودان ومن هنا بدأت رحلة البحث عن (Sponsorship) لمواصلة التحضير لل PhD وقد ساعدت كلية الاقتصاد العريقة صاحبة مدرسة مانشستر في الاقتصاد في جامعة مانشستر كثيرا في ذلك خاصة بعد الدرجات والاداء الممتاز لحمدوك في الماجستير وميلهم للاستفادة منه مساعداً للتدريس وفي الأبحاث الجارية في الكلية نفسها وكان التركيز وقتها علي سياسات التعديلات الهيكلية للاقتصاديات الافريقية علي هدي البنك الدولي وصندوق النقد ورئيس قسم الاقتصاد الزراعي البروفيسور كولمان كانت تربطه صلة قوية بحمدوك وقد ساعد كثيرا في مواصلته في بحوث الكلية والتحضير للدكتورة. *
*العقبة التي واجهت حمدوك وقتها هي الفيلد ويرك وجمع البيانات من الحقل وما كان يمكن له ان يخاطر بالعودة للسودان والحصول للتصديقات وموافقة الإنقاذيين له للعمل في الدراسة الحقلية ولذك كان لا بد من الاتجاه الي بلد اخر وكانت لنا تجربة الزميل مصطفي ادم الذي ذهب لنفس الغرض مبعوثا من جامعة الجزيرة الا ليواجه الفصل والتشريد وإيقاف البعثة وقطعها تماما. والبلد الذي اجري فيه حمدوك البحث الحقلي هو زمبابوي ولحسن الحظ كان معنا زملاء عديدين من زمبابوي هم الذين شجعوا حمدوك الي الاتجاه لبلدهم كبديل للسودان ومن هنا بدأت قصة حمدوك مع افريقيا واستمرارها الي يومنا هذا. *
*نحن تخرجنا من كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم وكثير من زملائنا تخرجوا من الاقتصاد الزراعي بشمبات وكل الفرق انهم بخلفيات زراعية اوسع. لم يكن هناك فرق او تمييز في الوزارة او الدراسات العليا وتبقي مبادئ ودراسة الاقتصاد كعلم بشقيه الجزئي والكلي ذاتها والأساتذة في جامعة الخرطوم هم ذاتهم.*
*واضح ان الناس في تناولهم للمعلومات عن طيب خاطر او خبث (تلفح) بدون اي معلومات لو واحد فيهم شاف المودلس models الكان شغال فيها حمدوك مع ناس كولمان والباحثين في الجامعة وقعد بالساعات ينزل في الانتريس (entries) في الكومبيوترات في الطابق تحت الأرضي في مبني كلية الاقتصاد العتيق في البيسمينت basement … طبعا كانت وقتها الكومبيوترات الوحيدة الوحيدة المربوطة بخطوط تلفونات التي نقوم بإنزال البيانات الواردة من البنك المركزي البريطاني وذلك للقيام بتمارين ال time series والحصول علي البيانات لتطبيق المودلس الرياضية المختلفة الخاصة بالاقتصاد الكلي وهذا في زمن الانترنت ما كانت موجودة الا في الجامعات والجيوش. *
*حمدوك كان وكأنه جزءاً من الأثاث ذلك الجزء من الكلية يتواجد ليلاً نهار دون كلل او ملل بين البيسمنت ومكتبة الكلية ومكتبة جون لويس وهي المكتبة الرئيسية للجامعة وتعتبر واحدة من اضخم المكتبات في الأراضي البريطانية. *
*ولهذا حمدوك يكاد يكون الطالب الوحيد ربما في تاريخ الكلية ولَم اقل بيننا نحن السودانيين المبعوثين فحسب الذي تمكن من إنجاز الدكتورة في عامين فقط. *
هذه شهادة مني لمن أراد ان يعرف حقيقة عبد الله حمدوك وقد عاشرته في الجامعة طلابا ثم في وزارة المالية والتخطيط زملاءاً ثم في طلابا للدراسات العليا في كلية الاقتصاد بجامعة مانشستر العريقة.*

*جعفر ابكر علي*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى