زيدان إبراهيم في الخاطر

شاءت الصدفة وذكرى رحيل زيدان إبراهيم الثانية عشرة تمر علينا بالامس 24 سبتمبر  والوطن يعاني ويلات الحرب العبثية وأن رفيق درب العندليب الاسمر الموسيقار عمر الشاعر رحل في الأيام الماضية في صمت بعد معاناة صعبة فرضتها الحرب على الابرياء وشكل الثنائي حالة إبداعية نادرة أثرت وجدان  الشعب بروائع فنية ستظل خالدة في الذاكرة من خلال أغنيات حولت الساحة الفنية في حقبة السبعينيات والثمانينات إلى حلبة من التنافس الفني الرفيع  ، اللهم ارحمهما واجعل مرقدهم روضة من رياض الجنان
تمر علينا  اليوم الذكرى الثانية  عشرة علىالعندليب الأسمر صاحب  الدرر الثمينة ونحن نفقد ابداعاته وإنسانيته المرهفة  كان فنانا مؤمنا  برسالة الفن نحو المجتمع  وسيظل العندليب في دائما في الخاطر  بفنه ومواقفه النبيلة ، زيزو أو القون كمايحلو أن يطلق عليه المقربين كان فنان راقي بمعني الكلمة واشهد له بأنه طيب المعشر ودود وذو مواقف انسانية نادرة في هذا الزمن ، ظل واهبا حياته للفن ولوالدته الراحلة ام الحسن رحمة الله عليها  واعطى كل شيء ورحل في هدوء دون ضوضاء كان بسيطا لايحب جمع الاموال   واقتناء المساكن وامتطاء السيارات  الفارهه رغم أنه تسيد  الحفلات الجماهيرية والاعراس ومحب  السعادة للأخرين  لابعد الحدود كان همه إسعاد الناس فحبه  الناس واشهد له شخصياً بمواقفه الإنسانية وتبرعاته لكثير من الجهات واقامة حفلات خيرية دون مقابل ويدفع حقوق العازفين والترحيل من ماله  الخاص ، اذا اردنا الكلام عن انسانية زيدان محتاجين إلى  الكثير من المجلدات ، سعدت جدا أن اكون من المقربين له منذ منتصف الثمانيات وشاءت الصدفة ان يجمعنا  لقاء صحفي  في صحيفة الجريدة 1988 رفقه صديقي الوفي الزميل صديق عوض المتواجد حاليا في الولايات المتحدة وذهبنا لمنزله المتواضع بالعباسية واتذكر استقبلنا  بترحاب وبشاشة ابن   البلد الاصيل واجريت معه حوارا ساخنا و كان حينئذ  موقوف من اتحاد الفنانين بقرار من رئيس الاتحاد  الراحل الاستاذ محمد وردي وكعادة زيدان فتح النار في الاتحاد وكل الاتجاهات ودعمت الحوار باحصائية مالية وضحت خسارة اتحاد الفنانين  الكبيرة بسبب توقفه ،  بلغت الف جنية وهذا مبلغ كبير انذاك وهذا الحوار عمل ضجة وادى إلى تدخل وزير الإعلام والثقافة وحل الازمة وعاد زيدان مرفوع الرأس إلى اتحاد  الفنانين ، وبعدها توطدت العلاقة بيننا وباتت اسرية وظللنا على  تواصل يوميا حتى بعد هجرتي للإمارات في 98، زيدان فنيا لايضاهي قدم الروائع وتميز باداء متفرد وتطريب مذهل ، زيزو  على  المستوى الشخصي انسان محبوب يعشق العلاقات ويقدسها وسريع البديهه ، وقفشاته ومواقفه الطريقة مازالت تتداول في المجتمع .
ونقول مع الشاعر الصديق التجاني حاج موسى لزيدان في مرقده :
اذا الخاطر سرح عنك تأكد انو راح ليكا ..
لانك في خاطرنا بمواقفك ولطفك وندعو لك في كل لحظة بالرحمة والمغفرة بقدر ما امتعتنا وابهجتنا بلحظات سعيدة واشهد انك كنت جبار للخواطر  عاشق لوطنك ، اللهم ارحم عبدك زيدان إبراهيم رحمة واسعة واسكنه الجنة .
المختصر المفيد : اللهم ارحم زيدان إبراهيم رحمه واسعة واسكنه جنة الفردوس
.