الأعمدة

المولد في بحري وذكريات محل جدي عطية فاضل / بقلم: أمير شاهين

تمر علينا ليلة النبوي الشريف هذا العام والوطن جريح وحزين ويمر بأكبر محنة في تاريخه الطويل بسبب الحرب الملعونة التي أتت على الأخضر واليابس وكان لمدينة بحري نصيب كبير من هذا الدار والخراب نحسبه الأكبر من بين جميع مدن السودان، وهذا الحال مما جعل استحالة الاحتفال بالمناسبة والتي كان أبناء بحري يحتفلون بها منذ أكثر من 125 عام متواصلة بدأت منذ حكم الانجليز للسودان في العام 1899م، ولهذا فان الجميع الان يشعر بالحزن لعدم تمكنهم من الاحتفال كالمعتاد وما يجب بالمولد
ونحن كان المولد لدينا بمثابة مناسبة احتفالية عائلية فما ان تمر علينا ايام المولد المباركة حتى تثير فى النفس ذكريات ايام مضت ولازالت ذكراها حية ندية عصية على النسيان! فوالدتى السيدة فاطمة عطية والتي توفيت قبل العامين ونسأل الله لها الرحمة والمغفرة كانت ايام المولد لديها ترتبط لديها بذكرى والدها عطية فاضل حيث كان عليه رحمة الله واحد من كبار تجار الفواكه فى سوق بحري ويعرفه ناس بحري القدام حق المعرفة كاحد رموز السوق! وقدتم ذكره فى كتابات الاستاذ صلاح لبيب رائد الكتابة و التوثيق لمدينة بحرى فى سلسلة مقالاته الرائعة ( بحرى ايام زمان) مع بقية تجار السوق فى ذلك الزمن امثال الاعمام على منصور و الطيب الصافى و بر ابوشنب و يعقوب صالح ومصطفى ابوشنب و التازى وبقية رواد السوق عليهم جميعا الرحمة و المغفرة وكان جدى عطية عليه الرحمة ما ان تهل ايام المولد حتى كان يترك كل شئ و يتفرغ تماما للعمل فى المولد النبوى الشريف وبيع الحلويات و العرايس و باسعار زهيدة فى متناول الجميع وقد كان معروف بكرمه وحسن اخلاقه و معاملته الطيبة للكبار و الصغار وكان محله من اشهر المحلات في المولد ( دكان عطية) اما والدتى السيدة فاطمة عطية كبرى بنات الجد عطية وابنته المدللة فقد كانت تشاركه العمل في المحل و تعمل بمثابة وزير المالية لوالدها اذ كانت تتولى مهمة استلام المال ودفتر الحسابات بوصفها كانت شاطرة في مادة الرياضيات ومن المبرزات فى المدرسة الانجيلية ( مدرسة الامريكان) وكانت لديها موهبة ” مسك القروش” ويبدو ان هواية التعامل مع النقود قد لازمت والدتى طوال حياتها فقد عملت فيما بعد فى الادارة المالية بالخطوط السودانية وتقلدت العديد من الوظائف التى لها جميعا علاقة بادارة المال . نسال الله الرحمة و المغفرة والقبول الحسن و العتق من النار لجدى عطية فاضل و لوالدتى فاطمة عطية، كما نسال الله ان ياتى مولد العام القادم وقد زالت الغمة عن الامة وعاد الوطن الى امنه و سلامه وعافيته و عاد الناس واهل بحرى الى ديارهم وحياتهم الطبيعية التي الفوها و احبوها
وكل عام وأنتم بخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى