العصا لعلي كرتي.. والتلويح لمن!؟
في البداية لابد من الاشارة بصدق انني كسوداني
لن اسعد باية حال من الاحوال لنصبح مهما انقسمنا وتحاربنا رهنا لمزايدات الاخرين علينا لا اقليميا ولا دوليا سواء بالوصاية او فرض العقوبات علي اي منا كمؤسسات اعتبارية ولا شخصيات عامة اختلفنا او اتفقنا معها!
غير ان تداخل وتقاطع المصالح قد خلقا واقعا يجعل مثل الولايات المتحدة تكون مدركة لواقع الحال بهذه الدقة منذ ان بدات ترتسم معالم هذه الحرب والى ان اشتعلت واكلت حجر العاصمة القومية وحرقت شجر الاصقاع البعيدة و دفن فيها بشر ليس لهم في ناقة الدعم ولا جمل الجيش ولا سيف الاسلاميبن او حتى شعارات المدنيين و الثوريبن.
وعندما فرضت واشنطن عقوبات على المجرم عبد الرحيم دقلو وادانت انتهاكات الدعم السريع الفظيعة هلل البعض لتلك الاشارات بحسبانها انحيازا للطرف الاخر من المعادلة وهو الجيش ومن يحملون السلاح معه.. وحتى ذهاب البرهان الى نيويورك فسر على انه تمكين لذلك الطرف ولو من قبيل الدعم المعنوي له و تمكين شرعيته السيادية وهي نظرة تبتعد بسذاجتها عن البعد الحقيقي لما تفكر فبه امريكا في قرارة نفسها الامارة بمراعاة ما يليها من حصاد رماد ازمات غيرها.
الان لابد من ان يدرك الوعي العام ان امريكا لا تلعب بالمكشوف في تحديد مواقفها التي لا تقوم على العشوائية والشحن العاطفي وانما تقيم رؤاها على دراسات عميقة استراتيجية تستند الى تقارير استخبارتية تاتيها من قلب الحدث ترصدها بعيون الكاميرات وتسمعها باذان التلصص!
وهنا يقغز السؤال لماذا علي كرتي وفي هذا التوقيت وبعد ان استنزف الطرفان المتحاربان جل طاقتهما في هذا السجال الغبي.. وهذا ما كانت ترمي اليه امريكا بان تجدهما في درجة من الانهاك والضعف.. فتضرب بعصا العقوبات على راس كرتي ليسمع وقع الضربة البرهان وقادته الذين جعل منهم مجلسا عسكريا تنفيذيا ليتاتي القرار الامريكي في صبيحة اليوم التالي لتكليف اعضاء، السيادي بادارة دفة البلاد في ظروف تتطلب وجودهم في غرفة عمليات المعركة لا الانصراف عنها لشئؤن الحكم بهذه الطريقة المنقوصة ذهنيا و جسديا والبلاد تنزف بسبب حربهم في مواجهة غريمهم الحبيب حتى الامس القريب.
فامريكا بذلك الاجراء مع كرتي والاسلاميبن على محدودية فعاليته معنويا وواقعيا فهي تحذر القادة ولا نقول الجيش.. مثلما فعلت من قبل مع عبد الرحيم لتقول لحميدتي والدعم السريع اياكما اعني.. لتساوي في تقييم دور الجميع في استمرار الحرب.. والا فالمزيد من العصي ستلوح فوق الرؤوس ان لم تتجه ناحية جدة!