الأعمدة

حرب الدمار الشامل !!!

 .. الحرب العبثية في السودان لم تدمر البنية التحتية وحدها بل طالت تأثيراتها على السلوك المجتمعي حيث أنتشرت سوالب عديدة أبرزها الشائعات وجرائم النهب والسلب والسرقة والاغتصاب وتجار الأزمات رغم  الظروف الراهنة الصعبة التي يعاني منها المواطنين وبرعت القصص والأقاويل والروايات بطريقة احترافية لاتقل عن روايات شكسبير  وسيناريوهات الراحل أسامة أنور عاشة من المؤسف أن اضرار الحرب المجتمعية أكبر بكثير ممايتوقعه الكثيرين  , والأدهى والأمر جرائم القوات النظامية التي من واجباتها حماية أمن وسلامة المواطن وممتلكاته ومااحدثته جرائم الدعم السريع وبعض القوات النظامية من نهب وسرقات واستغلال وجرائم الاغتصاب والتهديد والخطف يفوق الخيال وأخطر بكثير من البنادق يؤكد مثل (حاميها حراميها )وأكتشف السودانيين والعالم مؤخرا  بشاعة هؤلاء المغول والمعول عليهم حماية البلاد .

.. بلاشك الحرب كشفت هشاشة المنظومة الأمنية الوطنية وأن جهاز الأمن القومي وقع في أخطاء جسيمة في حق الوطن وركز على ترسيخ الحكم بالقبضة الحديدية بمطاردة المعارضين بالداخل والخارج بدلا من أعطاء الاولوية القصوى إلى الأمن القومي  بوضع استراتييجة محكمة لمداخل ومخارج البلاد من التدخل الأجنبي ومكافحة  التهريب الذي أضر كثيرا بالأقتصاد السوداني , ووضع خطة مراقبة الأجانب , وقد اهدرت خيرات البلاد من خلال وجودهم حيث فاق خمسة ملايين وشكل عبئا على الدولة والمواطنين وتسببوا في ندرة وارتفاع السلع الاستهلاكية والايجارات وانهيار العملة بالتحويلات غير القانونية , من المخجل والمبكي أن يتحدث القائد العام للقوات المسلحة ويقول أن البلاد تواجه حربا مع الدعم السريع بمساعدة مرتزقة أجانب  هذا تصريح ينم عن الفشل الذريع في سياسات الأنظمة  أكثر من استعطاف وطلب النجدة وكشف  سوء الأدارة في ملف الأمن القومي  الذي يعتبر خط أحمر في كل بلدان العالم وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما وصل عدد الفارين من جحيم الحرب إلى مصر 270 ألف  أوقفت  السلطات المصرية التأشيرات فورا لحماية أمنها العام والغذائي وكذلك إثيوبيا , في المقابل كان السودان ابوابه مشرعة للجميع دون شروط ورسوم وفي الأخر دفع  الشعب السوداني الثمن غاليا بعد اندلاع  الحرب وكشف اهمال الحكومة والأجهزة الأمنية في المحافظة على ممتلكاته بل وساهم في تدميرها عبر حرب قضت على الأخضر واليابس ولها تداعيات خطيرة مستقبلا , وزادت  المهددات على وحدة  الوطن .

. نقطة على السطر : حرب الدمار الشامل !

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى