أسامة رقيعة يوقع طبعة جديدة من “اللحن المفقود” بمعرض الشارقة للكتاب*
*"اللحن المفقود " في أطروحة لنيل درجة الدكتوراة في الأدب العربي من ضمن ثلاثة روايات عربية*
تصدر رواية “اللحن المفقود” لأسامة رقيعة في طبعة ثانية جديدة عبر دار نرتقي للنشر وسيتم توقيعها بمعرض الشارقة للكتاب في دورته المنعقدة في نوفمبر ٢٠٢٣م ، من بعد ان صادفت الرواية قبولا واسعا من القراء وقد كتب عنها الكثير من النقاد والمهتمين والأكاديميين المختصين ، حيث كانت من ضمن روايات ثلاث تناولتها الباحثة الاكاديمية الجزائرية الدكتورة درساوي سهام في أطروحتها التى جاءات تحت عنوان “بنية التشكيل والدلالة في الرواية البوليسية العربية” من خلال رواية اللحن المفقود للسوداني أسامة رقيعة ، ورواية اغتيال صحافية للسعودية فاطمة آل عمرو ، ورواية هذيان نواقيس القيامة للجزائري محمد جعفر ، ورواية زنبقة المحيط للمغربي مصطفى لغتيري ، وذلك لنيل درجة الدكتوراة في الأدب العربي من جامعة باتنة الجزائرية
وقد ذكرت الدكتورة درساوي سهام في أطروحتها “ان الرواية السودانية فيها روح سردية مبثوثة بلطف في مفاصلها تنبئ بها اللغة وتمثل في كل اصدار جوهر تميزه ، بل قل عنوانه بذخه الاستعاري وقد أهتمت رواية اللحن المفقود للروائي أسامة رقيعة بمنظومة القيم والأخلاق وتحاول بعثها من جديد ، وقد استطاع الروائي ان يجمع بين الرواية البوليسية وعناصرها وقضية أخرى يؤمن بها وهي قضية القيم والاخلاق التى تتلاشى عند تضارب المصالح ، وقد خصصت الرواية مساحة معتبرة للتصوير الواقعي كما سيطر المكان ووصفه على الرواية اذ نجدها تصف كل ما حولها بتفاصيل دقيقة وأسلوب مميز ومشوق يشد القارئ منذ بدايتها ، وقد نجح المؤلف في جذب القارئ الى موضوع روايته التى تعتبر رواية مكانية بأمتياز حيث سيطر المكان على كل الرواية وجمعت ما بين القرية والمدينة مما جعل القارئ يتفاعل مع تلك الطبيعة الخلابة والحياة البسيطة والطمانئنة التى كان يعيشها سكان القرية “.
وفي رواية اللحن المفقود نجد الإيقاع المتفرد للجمل مع ابداع شخصيات طاهرة ونقية مثل عبدالقيوم و مسرة وخضر وكذلك الراوي العليم واخته إحسان. أما الصور والشخوص فيها فهي دافئة ودودة ومهذبه نحس بأنها منا قطعة من فؤادنا أو حلمنا الموئود ، لقد صار أسامة يلعب بمخيلتنا منذ الوهلة الأولي” كان التعليم عندنا أشبه بالصحراء التي خلفنا جافا وقاسيا وكانت المعلومة فيه شحيحة مثل شجرة طندب” ص13.
ثم يأتي الحلم الكبير كبذرة النواة الأولي وذلك اليخضور الذي ينمو ويتسع ويهب الحياة معني أن تعاش ” عندما أكبر سوف إذهب الي مكان بعيد لا أعرف أين هو ولكني اعرف كيف هو أنه مكدس بالدهشة والعنفوان وفيه أشياء تسعد البسطاء الذين أحبهم ” ص15.
واللحن المفقود رواية جديدة وجديرة تسلط الضوء علي الإنسان والمكان وهي كتابة واقعية تلامس إحساسنا فهي ليست غامضة ولامبهمة ولكنها مليئة بالاحساس الدفاق وبالحياة في اسمي معانيها حيث نقاء حياة القرية و مبادئها وعاداتها وتقاليدها. “كان البرد يأتينا من داخلنا ويتحدث الراوي عن جدته يتحدث بشجن ” كانت قليلة الكلام ولكن يتسرب الي دواخلنا فهم عميق لما أرادت متي ما نظرنا الي عينيها” والراوي يحب المطر ووالدته تخافه لأن صاعقة أودت بحياة جده وقد كان اهداء الرواية الي المطر وهو يهطل وعدا جميلا بالاخضرار.
اللحن المفقود رواية لاتملك إلا أن تحبها فهي تعطيك إحساس قوي بالحياة في ذلك الجزء من العالم. .. الانسان والأشياء وجوهر القيم. القرية المطمئنة والمحافظة تهزها جريمة قتل تقلق مضاجع الناس. تحس بالشغف للناس البسطاء عند أسامة رقيعة في روايته اللحن المفقود.
والجدير بالذكر أن أسامة رقيعة من مواليد بورتسودان وقد ترجمت أعماله إلى الفارسية، والتركية، والأمهرية هو حاصل على الإقامة الذهبية من دبي، وكذلك على جائزة الكتاب الذهبي عن كتابه خواطر وترحال في أدب الرحلات ولديه أكثر من 14 كتاباً منشورا وهو لم يتعاط السياسة ولم ينتم لأي تنظيم سياسي والتغيير الحقيقي من وجهة نظره جمالياً بالكتابة وذلك هو العمق، حيث تنفتح ببطء جذور الإبداع والوعي المعرفي والعقل المستنير. المعروف أن الكتابة حضور في الغياب ووجود في حضرة العدم. وهو يتميز بسرد مليء بالمعرفة ووجدان صوفي عرفاني .