معالم واماكن تاريخية في شارع البلدية بحري الحلقة(3) محلات شريف حيث التجارة أكبر من الربح والخسارة! : بقلم: أمير شاهين
في هذه الحلقة الثالثة من التوثيق لشارع البلدية العريق في الخرطوم بحري نتحدث اليوم عن معلم بارز اخر من معالم منطقة شارع البلدية وواحد من رموز مدينة بحري وهو دكان او محلات شريف والتي اكتسبت شهرة كبيرة بين سكان المدينة الجميلة وكانت على الدوام محل فخر واعتزاز لهم بما ظلت تقدمه لهم هذه المحلات من مختلف أنواع السلع والبضائع ذات الجودة العالية ومنذ زمن بعيد. ويقع المحل في منطقة كانت مليئة بالمحلات والدكاكين المشهورة والعريقة نذكر منها دكان أنور الحاج علي وشوقي وحسن الحلاق وحسن الداروتي ومحل الجزار والمليجي وابودقن للعجلات واستديو فيينا ودكان عم ثابت عجايبى القبطي.
والمحل الذى اسسه المرحوم شريف صالح والذى كان فعلا كان لديه من اسمه نصيب (شريف و صالح) منذ زمن طويل كان مقصدا لأغلب سكان بحري يتزودون منه غالبية تموين الشهر وكان المحل يزخر بجميع أنواع السلع فمثلا كانت المأكولات تشمل الاجبان بجميع أنواعها و الزيتون و البسطرمة و المارتديلا وعسل القصب، كما كانت توجد بالمحل الملابس الجاهزة والداخلية ومن اجود الأنواع وافضل الماركات العالمية لها نصيب كبير في المحل وكذلك جميع مستلزمات البيت و لعب الأطفال ومن الأشياء التي لازالت عالقة في ذهني هو برميل احمر كبير كان موجود بالمحل كان معبأ بالفازلين صديق الناس في فصل الشتاء . والمرحوم شريف صالح ولأنه رجل شريف وصالح فقد أكرمه الله بذرية طيبة كريمة ومنهم أبنائه عبد المنعم وعمر رحمه الله وأحمد ومهدي وصالح ومحمد عليهم الرحمة وبكري وصديق ومجدي، رحم الله الاحياء والأموات منهم. ولاتذكر محلات شريف الا وتذكر معها محلات كاسيا للأدوات الكهربائية والتي تقع على الناصية في الشارع ولديها سمعة كبيرة في تجارة الأدوات الكهربائية وهى أيضا يمتلكها احد أبناء شريف
واذا كان لابد لنا من ذكر اهم ما يميز هذا المحل و أصحابه الطيبين، فهو بالإضافة للفلاح و النجاح في التجارة فكان يشتهر بشيء اخر اصبح عملة نادرة في وقتنا الحالي و يكاد ينعدم تماما في ممارسة التجارة و الاعمال , الا وهو السمعة الطيبة و السيرة الحسنة الا انهم كانوا مشهورين و بشهادة الجميع بحسن التعامل مع العملاء و النزاهة و الصدق و الأمانة ولم نسمع ابدا من جميع الذين تعاملوا معهم انهم في يوم ما قد تعرضوا للغش او سوء المعاملة من جميع أولاد شريف , وكأنى بهم يمتثلون للحديث الشريف «رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى»
والى اللقاء