كلمة د. عبدالله حمدوك في الاجتماع التحضيري باديس ابابا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحضور الكريم بمقاماتكم
السامية
السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية وضحايا الحروب
ان الحرب اللعينة التى تتعرض لها بلادنا الحبيبة منذ الخامس عشر من ابريل اودت بحياة الالاف من السودانيين الابرياء ونزوح ولجوء الملايين واحدثت دمارا للبنى التحتية والمنشئات العامة والخاصة وممتلكات المواطنين بصورة تهدد وجود الدولة السودانية.
فى ظل هذه المعاناة ، لابد من الاشادة بروح التضامن والمشاركة التى لمسناها من ابناء شعبنا المعطاء فى شتى بقاع الوطن. ان الوضع الراهن يحتم علينا تضافر جهود كل ابناء وبنات الوطن للتوافق من اجل انهاء هذه الحرب ومعالجة اثارها الانسانية الملحة وتحقيق السلام الشامل.
هذا الوضع الكارثي يملى علينا جميعا اعلاء شان الوطن والسمو فوق الخلافات والعمل على تعزيز الوفاق واستدعاء كل تجارب شعبنا وارثه التليد فى التنادي عند الملمات. وها نحن نجتمع اليوم بمختلف التوجهات بغية التحضير للتوصل الى الحلول المستدامة للكارثة التى تحيق بالبلاد.
يمثل هذا الاجتماع التحضيري بداية لعملية اكثر شمولا تفتح المجال لمشاركة كافة القوى الوطنية المناهضة للحرب والداعمة للسلام والانتقال المدنى الديمقراطي.
اننا اذ نتوجه بالشكر العميق لدول الجوار والمجتمعين الاقليمى والدولى على مساندتهم للشعب السودانى فى محنته ، نناشدهم لدعم جهود وقف الحرب ومعالجة الازمة الانسانية.
اننى لن امل من تكرار القول ان اعظم انجازات شعبنا الابى تحققت حينما توحدت كلمتهم فى اللحظات المضيئة من الاستقلال واكتوبر وابريل وديسمبر. لذا اهيب بشعبنا الصامد الصابر تفويت الفرصة على كل الذين يؤججون خطاب الكراهية والنعرات العنصرية والجهوية.
شعبنا الابى
لقد تعرضت العديد من الشعوب قبلنا لمثل هذه المحن والازمات ولكنها بفضل تماسكها وأرادتها تمكنت من الخروج منتصرة واقدمت على اعادة بناء مقوماتها الوطنية على اسس مستدامة تقوم على الحرية والسلام والعدالة والدولة المدنية الديموقراطية.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.