أخبار الجريمة

لا تصدقوا كل ما يكتب وينشر في وسائل التواصل الاجتماعي ميدان عقرب تعود تاريخ تسميته الى العام 1921 م

بقلم: أمير شاهين

لا شك ان وسائل التواصل الاجتماعي او السوشيال ميديا بمختلف أنواعها من يوتيوب وفيسبوك وتويتر وإنستغرام وتيك توك وخلافهم فهذه الوسائل والتي اصبحت الان متاحة للجميع واصبحت جزء لا ينفصل عن حياتنا المعاصرة قد احدثت تغييرا كبيرا في نمط حياتنا وجلبت معها العديد من الفوائد، اذ انها مكنت الجميع بدون فرز من التواصل مع الاخرين ومعرفة جميع ما يدور في العالم والحصول على المعارف والمعلومات بالمجان تقريبا! والاهم هو حرية التعبير وابداء الرأي بحرية واصبحت هذه الوسائل كما يقولون صوت من لا صوت له. ومع كل هذه الفوائد فهنالك بعض المساوئ والسلبيات وكما نقول في السودان “لا حلاوة بدون نار” ومن اكبر المشاكل التي تواجه البعض من هذه الوسائل هي الثقة الكبيرة و العمياء لدى البعض بصحة وصواب كل ما ينشر و يذكر في هذه الوسائل بمعنى انهم يصدقون كلل ما جاء فيها ويأخذون المعلومات الواردة فيه على انها صادقة ولا سبب يدعو الى غير ذلك بل يذهبون الى ابعد من ذلك حيث يستشهدون بهذه المعلومات ويتخذونها كمرجعية لا تقبل الجدال!! وقد تلاحظ تنامى هذه الظاهرة مؤخرا في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تشمل جميع المواضيع السياسية و الاجتماعية والدينية وتتخذ عدة اشكال فهنالك الاخبار المفبركة و الصور التي تم تحويرها بواسطة تقنية الفوتوشوب و المعلومات الخاطئة وحتى الدجل و الشعوذة وجدت طريقها الى هذه الوسائط , وكان لدخول الذكاء الصناعي مؤخرا اكبر الأثر في زيادة تأثير هذه الوسائل , ومن يقومون بمثل هذه الافعال يستغلون بلا شك مساحة الحرية المتاحة و عدم وجود رقابة كما في وسائل الاعلام التقليدية , وان كانت بعض هذه الوسائل قد اصبحت اكثر تشددا في الآونة الاخيرة عندما يتعلق الامر بالتحريض او اثارة النعرات الدينية او العنصرية, وعندنا في السودان فقد تنامت مؤخرا ظاهرة سوء استخدام هذه الوسائل من قبل البعض الذين يبثون معلومات او اخبار كاذبة بقصد او بغير قصد والتي سرعان ما تنتشر بسرعة البرق لتعم كل القرى والحضر كما يقولون ! وهنالك العديد من الامثلة، وعلى سبيل المثال لا الحصر.
فقد انتشرت مؤخرا صورة لرجل مفتول العضلات كتب عليها انها لرجل اسمه” عباس عقرب” وذكر بان ميدان عقرب قد تمت تسميته عليه!!! وذكر أيضا بان الصورة قد تم اخذها فى السبعينيات من القرن الماضي! وقد تأسفت والله على انتشار مثل هذه المعلومة، فبالنسبة الينا نحن الذين الينا على أنفسنا التوثيق الصحيح والسليم للخرطوم بحري نحن لا ننصب من أنفسنا قضاة او اوصياء على ما يكتبه الناس ولكننا نرى ان رسالتنا وواجبنا تجاه المدينة التي ولدنا وتربينا وعشنا فيها ان نملك الناس المعلومة الصحيحة بقدر الإمكان وفى ذلك أيضا لا ندعى كمال المعرفة او تمام المعلومة ولكننا نبذا كل الجهد في إيصال المعلومة الصحيحة ونسأل الله التوفيق.!! فأولا باننا ومنذ نشأتنا بالقرب من ميدان عقرب ونعرف كما يقولون كل طوبة وحجر فيه لم نسمع ابدا ب ” عباس عقرب” في هذه المنطقة والاصوب انه وان كان هذا الشخص موجودا ويسكن بالقرب من الميدان فمن المنطقي ان تتم تسميته هو على الميدان وليس العكس ( تسمية الميدان باسمه) كما ذكر في المنشور المعنى. وثانيا ان ميدان عقرب شيخ ميادين السودان يعتبر واحد من اقدم واهم معالم مدينة بحرى و كل السودان قد تمت تسميته في حدود العام 1921 ( ليس هناك تحديد قاطع ولكن من المؤكد انه كان في مثل هذا التاريخ ) و ولإعلاقه لهذه التسمية من قريب او بعيد ب” عباس عقرب” فالسجلات التاريخية تذكر بان فريق كرة قدم إنجليزي اسمه عقرب Scorpion قد زار السودان في العام 1921م ولعب عدة مباريات مع فرق سودانية ومن ضمن المباريات التي خاضها كانت مباراة مع فريق الشباب السوداني من ديوم بحرى والتقى الفريقان في ميدان وسط الحي الذى كان يطلق عليه اركويت وهو محاط بأشجار المسكيت ( التمر أبونا) و المباراة كان تحت رعاية المفتش الإنجليزي الشهير ” المستر سمسم” وفى هذه المباراة فريق الشبان السوداني على Scorpion بأربعة أهداف، تبادل احرازها حجازي و قسوم فضل وعمر بنداس واللازم مرسال القاضي الذى كان كابتن الفريق واصبح فيما بعد الاب الروحي لميدان عقرب , و عقب المباراة، خلع لاعبو الفريق الانكليزي فنائلهم وأهدوها لفريق الشبان وكان على صدرها صورة العقرب شعار الفريق .. واحتفاء بالفوز بالمباراة والشعار معاً، قرر لاعبو الشبان تغيير اسم فريقهم الى نادي عقرب والذى يعتبر واحد من اقدم الأندية الرياضية في السودان ولانهم كانوا يتمرنون فهذا الميدان فقد تمت تسميته باسم الفريق وهذه ممارسة معروفة اذ تمتلك الفرق الرياضية ميدان خاص بها وعندنا في بحرى ميدان التحرير و الأمير و الاتحاد و خلافه،
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى