العرب اللندنية : الإسلاميون يراهنون على الحسم العسكري لتصدر المشهد السياسي من جديد
إخوان السودان يراهنون على الحسم العسكري للعودة إلى تصدر المشهد السياسي.
يربك توسع دائرة المناوئين للحرب في السودان أجندات جماعة الإخوان المسلمين التي تراهن على الحسم العسكري للعودة إلى تصدر المشهد السياسي في البلاد كونها الظهير الأبرز للجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان.
ويقول محللون إن الإسلاميين في السودان يرون أن التوصل إلى تسوية سياسية بين قيادة الجيش السوداني وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو سيكون على حسابهم، وهو ما يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
ويرى هؤلاء المحللون أن مصلحة الإسلاميين تكمن في المزيد من إشعال الأوضاع وإجهاض كل مساعي التقارب بين الطرفين المتحاربين، وهو ما دفع في وقت سابق الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على وزير الخارجية السوداني الأسبق وزعيم الحركة الإسلامية الحالي علي كرتي، متهمة إياه بتأجيج الأوضاع في السودان.
الإسلاميون يتمتعون بنفوذ كبير وامتداد داخل المؤسسات السودانية، استطاعوا من خلالهما مواجهة الدعوات المقامة ضدهم من قبل الحكومات السودانية المتعاقبة
والأربعاء، أعلنت مجموعة محامي الطوارئ الحقوقية عن اعتقال قوة تتبع للاستخبارات العسكرية الفاعل المدني والمناهض للحرب طارق أحمد دقنو بمدينة تندلتي بولاية النيل الأبيض.
وأشارت المجموعة في بيان على فيسبوك إلى استمرار عمليات الاحتجاز غير المشروع التي تقوم بها القوات المسلحة في عدد من مدن الولايات الآمنة، مؤكدة أن حملات الاعتقالات تتم بناء على تحريض عناصر النظام السابق (الإسلاميين) في هذه المدن عبر قوائم معدة مسبقا تستهدف النشطاء المدنيين الرافضين للحرب.
وحمّل البيان قيادة القوات المسلحة السودانية المسؤولية الكاملة عن سلامة طارق أحمد دقنو وكافة المدنيين المعتقلين لديها، مطالبا بالإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط.
ويتمتع الإسلاميون بنفوذ كبير وامتداد داخل المؤسسات السودانية، استطاعوا من خلالهما مواجهة الدعوات المقامة ضدهم من قبل الحكومات السودانية المتعاقبة إما عبر تعطيلها في أروقة القضاء أو عبر مساومات سياسية أدت في نهاية المطاف إلى إسقاط التتبعات. ومنذ اندلاع شرارة الحرب في السودان في أبريل الماضي، ألقت الحركة الإسلامية بثقلها خلف قائد الجيش عبدالفتاح البرهان لتمثل بذلك أهم ظهير عسكري وشعبي له، في وقت اعتزلت أغلب الحركات بما فيها الحركات المسلحة التمترس خلف أي من المتحاربين.
ويُتهم الإسلاميون، والذين يعرفون أيضا بـ”الكيزان” أو “فلول” النظام السابق، بالوقوف خلف اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبإجهاض كل المحاولات التي بذلت من أجل إنهائه.
ويرى مراقبون أن لا مصلحة للإسلاميين في توقف الحرب التي عملوا بكثب على إشعالها من دون تحقيق مكاسب تعود بهم إلى تسيّد المشهد السوداني عبر بوابة الجيش.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن تلك المصالح لن تتحقق سوى بالحسم العسكري وأن غير ذلك التمشي سيفتح عليهم أبواب المحاسبة التي لا يمكن لهم التصدي لها من جديد.
ولم تحظ أي مبادرة للوساطة بين طرفي النزاع بإشادة أو دعم من قبل الجماعة الإسلامية، ففي كل مرة تعلن معارضتها للوساطات تحت ذرائع مختلفة، منها التحيّز وعدم موثوقية الطرف الوسيط وغير ذلك من التعلات التي تصب جميعها في عدم إيقاف الحرب والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وكانت مخرجات اجتماع جدة الثلاثاء آخر منابر التفاوض التي هاجمتها الجماعة الإسلامية. وقالت الحركة في بيان لها الأربعاء إن “الميسرين أقحموا أشياء لا علاقة لها بالتفاوض”.
وكان البيان الصادر عن الخارجية السعودية حول المحادثات قد أكد الالتزام بإعادة الهاربين من السجون، في إشارة إلى قادة الحركة الإسلامية الذين تتم محاكمتهم في عدة قضايا.
لم تحظ أي مبادرة للوساطة بين طرفي النزاع بإشادة أو دعم من قبل الجماعة الإسلامية، ففي كل مرة تعلن معارضتها للوساطات تحت ذرائع مختلفة
وقالت الحركة الإسلامية في بيانها إنها ماضية في دعمها للقوات المسلحة في ميدان التفاوض الحقيقي وهو أرض المعركة وإن تركيزها الآن على استعادة كرامة المواطن وأرضه والقصاص لعرضه ممن وصفتهم بـ”العملاء والمأجورين والمرتزقة”.
وذكر البيان أن “ما أقحمه الميسرون من التزامات لن تشغلهم عن واجبهم في الذود عن كرامة الشعب خلف الجيش”.
ويحتدم القتال منذ أبريل في مناطق مكتظة بالسكان بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”. وأدى الصراع بين الجنرالين المتنافسين إلى شلّ الخدمات الأساسية في السودان وتدمير أحياء بأكملها في العاصمة وإقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد.
وأسفرت الحرب عن سقوط 10400 قتيل وفقا لمنظمة “اكليد” المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات. كما أدت إلى نزوح ولجوء أكثر من ستة ملايين سوداني، وفق الأمم المتحدة.