بنود الهدنة بين إسرائيل وحماس والخميس غدا بداية تسليم الآسرى
وافقت إسرائيل وحماس، فجر الأربعاء، على هدنة لمدة أربعة أيام، بعد أكثر من شهر ونصف على الحرب المستمرة منذ السابع أكتوبر، وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر.
وأكدت قطر توصل إسرائيل وحماس لاتفاق على “هدنة إنسانية” مدتها أربعة أيام قابلة للتمديد تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من النساء المدنيات والأطفال الذين تحتجزهم في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح “عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين” المسجونين في إسرائيل.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن الهدنة التي ساهمت في التوسط فيها مع مصر والولايات المتحدة “سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة وتستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد”.
وأضافت أن اتفاق التبادل يشكل المرحلة الأولى “على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق”.
وتابعت أن “الهدنة ستسمح بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية”.
وأكدت قطر “استمرار مساعيها الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين، وتثمن بهذا الصدد الجهود التي بذلتها مصر والولايات المتحدة الأميركية في دعم جهود الوساطة وصولا إلى هذا الاتفاق”.
وصوتت الحكومة الإسرائيلية، صباح الأربعاء، لصالح اتفاق مع حركة “حماس” الفلسطينية يقضي بالإفراج عن الرهان الذين تحتجزهم الحركة منذ هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين.
رئاسة الوزراء الإسرائيلية أوضحت في بيان إن “الحكومة وافقت على الخطوط العريضة للمرحلة الأولى لاتفاق يتم بموجبه إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 مختطفا من النساء والأطفال على مدار أربعة أيام يسري خلالها وقف للقتال”.
فيما يلي أبرز بنود الاتفاق، وفقا لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
- تحرير 50 امرأة وطفل من بين الرهائن خلال هدنة لوقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام.
- إطلاق سراح 150 امرأة وطفل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
- مقابل كل عشر رهائن يتم إطلاق سراحهم، سيتم تمديد وقف إطلاق النار ليوم واحد.
- إيقاف الحركة الجوية فوق جنوب غزة بشكل كامل طيلة أيام الهدنة، واقتصارها على ست ساعات يوميا، بشمال القطاع، وفقا لحماس.
- زيارة لجنة الصليب الأحمر للرهائن الذين لم يتم إطلاق سراحهم وتقديم الأدوية لهم.
- حركة حماس أعلنت أنه سيتم السماح للمدنيين بالانتقال من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر طريق صلاح الدين
وإلى جانب هذه الشروط المذكورة، أفاد بيان لحركة حماس بأنه بموجب الاتفاق سيتم إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة بلا استثناء شمالا وجنوبا.
وأشارت حماس إلى أنه خلال فترة الهدنة تلتزم إسرائيل بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة وضمان حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، بما في ذلك القناة 12 الإخبارية، إنه إذا تمت الموافقة على الاتفاق، فمن المتوقع بدء عملية إطلاق سراح المحتجزين غدا الخميس.
ووفقا لصحيفة “هآرتس”، قررت الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، أن يحدد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع، يوآف غالانت، وعضو حكومة الطوارء، بيني غانتس، السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم في كل مرحلة.
كما تم تفويض الثلاثة باتخاذ القرار بشأن متى سينتهي وقف إطلاق النار، على ألا يمتد لأكثر من عشرة أيام.
ونشرت إسرائيل، الأربعاء، تفاصيل عن سجناء فلسطينيين، من المقرر أن يتم إطلاق سراحهم.
وضمت القائمة التي نشرتها وزارة العدل تشمل 300 سجين، أي ضعف العدد الذي يبلغ 150 من النساء والقصّر الذين وافقت إسرائيل على إطلاق سراحهم مقابل 50 رهينة.
وأوضحت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“، أن نشر تفاصيل هؤلاء المسجونين الفلسطينيين، يتيح الفرصة لتقديم استئناف قضائي ضد إطلاق سراح سجناء محددين.
وبحسب “هآرتس”، ترفض إسرائيل إطلاق سراح السجناء المدانين بالقتل. ومع ذلك، فمن الممكن إطلاق سراح المدانين بمحاولة القتل، وكذلك أولئك المحتجزين بسبب جرائم تتراوح بين الأنشطة الإرهابية والانتهاكات الأقل خطورة مثل إلحاق الضرر بالممتلكات، أو إعاقة عمل الشرطة، أو التجمع بشكل غير قانوني.
وتشمل الجرائم الأخرى الاعتداء على ضباط شرطة، وإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة، والحرق العمد، وحيازة الأسلحة النارية أو المتفجرات.
ورحب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالاتفاق الرامي إلى تأمين إطلاق سراح المختطفين لدى حماس، خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقال بايدن في منشور على منصة إكس: “أنا سعيد لأن هذه الأرواح الشجاعة، التي عانت من محنة لا توصف، سيتم لم شملها مع عائلاتها بمجرد تنفيذ هذه الصفقة بالكامل”.
وتوجه الرئيس الأميركي بالشكر لكل من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، “على مساهمتهما الحاسمة في التوصل إلى هذا الاتفاق”.
كما أعرب بايدن أيضا عن تقديره لالتزام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين ناتنياهو لدعم تنفيذ هذه الصفقة بالكامل.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي كبير أنه من المتوقع أن يكون ثلاثة أميركيين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة منذ هجومها على إسرائيل الشهر الماضي من بين 50 رهينة على الأقل ستطلق حماس سراحهم بموجب الاتفاق
وقال موقع “أكسيوس” الأميركي، إن كجزء من الصفقة التي وافق عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي، ستسمح إسرائيل لحوالي 300 شاحنة مساعدات يوميا بدخول غزة من مصر. كما سيتم السماح بدخول مزيد من الوقود خلال فترة وقف القتال، بحسب ما نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي.
ذكر أكسيوس أنه يمكن لحماس إطلاق سراح عشرات آخرين من النساء والأطفال وكبار السن مقابل قيام إسرائيل بتمديد وقف إطلاق النار لعدة أيام أخرى. وقال المسؤول إن إسرائيل لن تطلق سراح السجناء الفلسطينيين المدانين بقتل إسرائيليين.
وجاء قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على الاتفاق بعد أكثر من خمس ساعات من المناقشات حول الصفقة، ومن غير الواضح متى سيتم تنفيذ الصفقة، وفقا لما ذكره “أكسيوس”.
ويعتقد أن حماس تحتجز أكثر من 200 شخص اقتادتهم إلى غزة عندما تسلل مقاتلوها إلى إسرائيل في السابع من أكتوبر وشنوا هجوما أسفر عن مقتل 1200 شخص وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وقبل الاجتماع مع حكومته بأكملها، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، مع حكومة الحرب ومجلس الوزراء الأمني الموسع لبحث الاتفاق.
وقال نتانياهو على رأس اجتماع مجلس الوزراء، الثلاثاء، إن الحرب ستستمر بعد توقف صفقة الرهائن “حتى يتم تدمير حماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن”.
وأضاف أنه تحدث مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في الأيام الأخيرة وطلب منه المساعدة في تحسين الصفقة. وقال نتنياهو: “لقد تم تحسينها بحيث تشمل مزيدا من الرهائن بتكلفة أقل، والرئيس بايدن ساعدنا وأشكره على ذلك”.
وإذا اكتملت الصفقة، سيشهد الاتفاق أول هدنة في الحرب التي تسبب القصف الإسرائيلي خلالها في تسوية مساحات شاسعة من قطاع غزة الذي تديره حماس بالأرض. وتقول السلطات في غزة إن الحرب أسفرت عن مقتل 13300 شخص غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، في القطاع الصغير المكتظ بالسكان وتركت حوالي ثلثي سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى.
وأطلقت حماس حتى الآن سراح أربعة محتجزين فقط وهم الأميركيتان جوديث رعنا (59 عاما) وابنتها ناتالي رعنا (17 عاما) في 20 أكتوبر “لأسباب إنسانية” والإسرائيليتان نوريت كوبر (79 عاما) ويوشيفيد ليفشيتز (85 عاما) في 23 أكتوبر.
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي شاركت في هجوم السابع من أكتوبر مع حماس، في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن إسرائيلية احتجزها في هجوم السابع من أكتوبر توفيت.
وقالت سرايا القدس على قناتها على تطبيق تيليغرام “سبق وأبدينا استعدادنا عن إطلاق سراحها لأسباب إنسانية، ولكن مماطلة العدو أدى إلى فقدان حياتها”.