الأخبار

هل تصمد الفاشر آخر مدن إقليم دارفور في مواجهة الحصار !

اتجهت الأنظار هذه الأيام الى مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور باعتبارها آخر مدن الاقليم الرئيسية التي تحاول قوات الدعم السريع السيطرة عليها في حربها ضد الجيش السوداني.
لكن الخطوة سبقها الكثير من اللغط بسبب اعلان الحركات الموقعة على اتفاقية جوبا لسلام السوداني تبنيها الدفاع عن المدينة سواء ان كان ذلك في صفوف الجيش السوداني كما أعلنت حركتا العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم وحركة تحرير السودان التي يقودها حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي، او حمايةً لمصالحها بالاقليم باعتبار ان المدينة تعد المركز الرئيسي للمؤسسات التي أتت بها الاتفاقية.

ويقول مساعد رئيس حركة تحرير السودان وحاكم اقليم دارفور الجنرال يحي ادريس النور لراديو دبنقا ان مدينة الفاشر تعد المدينة الرئيسية التي تتواجد فيها أطراف العملية السلمية والمؤسسات التي أتت بها اتفاقية سلام “جوبا” مما جعلها محل اهتمام لحركات الكفاح المسلح، اضافة الى رمزيتها كعاصمة للاقليم.

وذكر ان الحركات منذ توقيعها اتفاقية السلام بدأت في الانتشار في الاقليم وفقاً للاتفاقية وشكلت قوة لحماية المدنيين وانشأت رئاستها في مدينة الفاشر، واتخذت موقف الحياد في الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، ومن ثم شرعت في الانتشار في بقية ولايات دارفور، فوصلت مدينة نيالا قبيل سقوطها في يد الدعم السريع بأيام، وأضاف: كنا نخطط لأن تنتشر قواتنا في زالنجي والجنينة وغيرها من انحاء دارفور، لكن خطوة الدعم السريع بالاستيلاء على مدن دارفور كانت مفاجئة بالنسبة لنا، وهي خطوة غير سليمة على حد تعبيره. وتابع “ما في حاجة بتخلي الدعم السريع ينقل الحرب من الخرطوم الى دارفور”

وفي رده على سؤال راديو دبنقا حول وجود أي تواصل مع قوات الدعم السريع حول الوضع في الفاشر نفى مساعد رئيس حركة مناوي اي تواصل مع الدعم السريع، واضاف: ما في اي حوار او تواصل بيننا، واذا هم مصرين على دخول الفاشر فليحاولوا.

وتباينت المواقف السياسية والعسكرية لحركات الكفاح المسلح فيما يتعلق بقضية الحرب في السودان، ففي الوقت الذي اعلن فيه صراحة قادة حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي انضمامهم للقتال في صفوف الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، آثر قائدا حركتي “تجمع تحرير السودان الطاهر حجر والمجلس الانتقالي الهادي ادريس” البقاء في موقف الحياد المعلن سابقاً، لكن مستشار حركة تحرير السودان يحي النور قال ان القوة التي تحتشد الآن في مدينة الفاشر للدفاع عن مدينة الفاشر تأتمر بأمر القوة المشتركة التي تضم الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا وهي “حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم، وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، وتحرير السودان المجلس الانتقالي التي يقودها الهادي ادريس، اضافة الى قوة قليلة من التحالف السوداني التي يقودها الجنرال “احمد قرنوف”

وتعد مدينة الفاشر من المدن الاستراتيجية حيث تربط حدودها مع دولتي ليبيا وتشاد والمدن الغربية لإقليم دارفور، اضافة الى ان مدينة الفاشر تأوي في الوقت الراهن آلاف النازحين الذين فروا إليها من مدن دارفور الأخرى بسبب الحرب التي شهدتها البلاد مؤخراً حسب ما اشار الصحفي بمدينة الفاشر مالك دهب.

وأشار دهب- في حديثه لدبنقا- الى ان قوات الدعم السريع عينها علي مدينة الفاشر وفي ذات الوقت حركات الكفاح المسلح تعتبر المدينة آخر ورقة موجودة في يدها، لذا من الصعب أن تسمح للدعم السريع باجتياح المدينة، وأضاف: الحركات المسلحة فرطت- من قبل- في نيالا والجنينة وعدد من مدن دارفور ولا يمكنها أن تفرط في مدينة الفاشر.

ويرى دهب أن الدعم السريع والحركات المسلحة لا يريدان أن تكون بينهما معركة لأنها ستكون نهاية لأحدهم- على حد قوله- لكنه أشار الى أن هنالك أطراف “الجيش ومن يؤيده” تريد أن يشتعل الصراع بين الحركات والدعم السريع بأي طريقة.

وألمح الى ان الحركات المسلحة أصبحت الآن بين أمرين باعتبار ان الفاشر تعد الورقة الأخيرة لها إذا فقدتها ستتلاشى وإذا دافعت عنها كذلك تكون خسرت أهالي الولايات الأخري التي نكبت بالاقليم، واتفق مع دهب أحد مصادر دبنقا- فضل حجب اسمه- عندما قال ان الحركات تنظر لمدينة الفاشر على انها المأوى الوحيد الذي تتواجد فيه باعتبارها حركات موقعة على اتفاقية ىسلام، وفي حال سيطر عليها الدعم السريع فذلك يعني انها لا وجود لها على الأرض.

وذكر المصدر ان محاولة اجتياح قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر من شأنها ان تشعل فتنة بين القبائل العربية المساندة لقوات الدعم السريع وقبيلة الزغاوة التي تتكون منها اغلب عناصر الحركات المسلحة اضافة الى ان غالبية رؤوس الاموال لأبناء قبيلة الزغاوة تم نقلها من “ام درمان” وبقية مدن السودان الى مدينة الفاشر، وكشف عن اتصالات اجرتها قيادات من قبيلة الزغاوة مع الرئيس التشادي محمد ادريس ديبي وطلبت منه التدخل لاقناع قوات الدعم السريع بعدم الدخول الى مدينة الفاشر.

واتهم مساعد رئيس حركة تحرير السوداني قوات الدعم السريع بمحاولة جر الحركات الى الحرب منذ أن دخلت مناطق كتم وكبكابية واموري التي تتواجد فيها قوات الحركات لكنها آثرت الحكمة لتفويت الفرصة عليها، وفي السياق قال رئيس الحركة “مني اركو مناوي” في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ان قوات الدعم السريع قتلت احد قادة الحركة الرائد “بابكرموسى” وهو يؤدي واجبه في حماية المدنيين شرقي مدينة الفاشر.

في المقابل تفيد متابعات دبنقا ان قوات الدعم السريع غضت الطرف عن مدينة الفاشر وانها لن تغامر بالدخول في مواجهات مع الحركات في سبيل رغبتها في السيطرة على كامل اقليم دارفور، وقالت مصادر مقربة من قوات الدعم السريع ان قيادة القوات قررت تجاوز مدينة الفاشر، والآن بدأت تجميع قواتها شرقي ولاية شمال دارفور حيث حشدت أكثر من 620 سيارة مسلحة استعداداً للتحرك نحو مدينة الأبيض للسيطرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى