الذباب في بورتسودان : كارثة بيئية تضرب العاصمة المؤقتة
ما أن انهمرت الأمطار في مدينة بورتسودان -العاصمة المؤقتة للبلاد- حتى غزت المدينة أسراب من الذباب بشكل كثيف، وذلك في وسط غياب تام للسلطات والأجهزة المعنية، الأمر الذي من شأنه أن ينذر بكارثة بيئية قادمة في الطريق -بحسب خبراء- خاصة بعد موجات النزوح والتكدس الكبير الذي تشهده المدينة هذه الأيام جراء الحرب الدائرة في البلاد.ويقول المواطن عبدالله حسين، إن الشوارع ممتلئة بالذباب للحد الذي أصبح معه الباعة المتجولون وأصحاب المطاعم يصعب عليهم فيه مكافحة الذباب، الأمر الذي أدى إلى إحجام الكثير من المواطنين عن شراء الأطعمة من الخارج خوفًا من الإصابة بالتسمم والإسهالات المائية. وفي ذات السياق تؤكد الطبيبة لينا علي أن الذباب يعد من أكبر النواقل للبكتيريا المسببة للتسمم الغذائي، و ذلك لأنه يقوم بنقل البكتيريا من المواد الفاسدة والفضلات إلى الطعام، ويسبب أيضًا التهاب الأمعاء و الإسهالات والمشاكل الهضمية، وتضيف أن الذباب هو أحد المسببات للإصابة بالتهاب العين كونه وسيط لنقل الجراثيم إليها.وتوصي لينا المواطنين بعمل الإجراءات الاحترازية والتي من شأنها أن تحول دون الإصابة بالأمراض المذكورة إن تم تطبيقها بالشكل الفعال، ويأتي في مقدمتها الاهتمام بالنظافة العامة للمنازل خاصة المرافق كالمطابخ والحمامات، والاهتمام بتخزين الطعام في أماكن محكمة الإغلاق وعدم تركه مكشوف لفترات طويلة، إضافة إلى استخدام المبيدات الحشرية التي تساهم بشكل كبير في القضاء على الذباب والبعوض.من جانبها، كشفت الإدارة العامة لصحة البيئة والرقابة على الأغذية بوزارة الصحة في ولاية البحر الأحمر، عن انطلاق حملات الرش الجوي التي تهدف لمكافحة نواقل الأمراض بمدينة بورتسودان بحسب ما نقلت وكالة سونا للأنباء، وذلك يوم الجمعة، حيث ستستمر الحملة لمدة (14) يومًا بحسب مدير الإدارة العامة لصحة البيئة بقطاع الصحة أستاذة نجلاء ماقيت، وستكون الحملة مقسمة على فترتين صباحا ومساءً بحسبما أفادت، وتأتي هذه الحملات برعاية من والي ولاية البحر الأحمر وقائد منطقة البحر الأحمر العسكرية وإشراف مدير عام قطاع الصحة.والجدير بالذكر أن المبيدات المستخدمة في عملية الرش هي من نوع (الأكوازرين سوبر) المعتمد من وزارة الصحة الاتحادية، وتم توجيه المواطنين بفتح الأبواب والنوافذ أثناء عملية الرش مع الحرص على تغطية أواني الطعام المكشوفة.