تسعون يوماً من القتل والدمار في غزة، وانتقادات للفيتو الأميركي
افشل محاولة مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار بوقف إطلاق النار في القطاع المنكوب والمحاصر.
فقد أجهضت الولايات المتحدة مساء أمس أمل مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين والجرحى، الذين تكدسوا في جنوب القطاع المحاصر هرباً من القصف الإسرائيلي العنيف.
ما أثار موجة انتقادات دولية وعربية واسعة ضد الموقف الأميركي.
وعبر أعضاء اللجنة الوزارية العربية في بيان، اليوم السبت، عن “امتعاضهم” من استخدام الفيتو الأميركي، مشددين على موقفهم الرافض لكافة عمليات التهجير القسري، ومؤكدين التصدي لها على كافة المستويات.
“إنها كارثة”
بدوره، دان سفير فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور تعطيل مشروع القرار الدولي، وقال عقب التصويت “إنها لكارثة أن يُمنع مجلس الأمن من الاضطلاع بمسؤولياته مرة أخرى.. ملايين الأرواح الفلسطينية باتت على المحك”.
كما أضاف أمام مجلس الأمن عبر ترجمة رسمية “مجرمو الحرب أُمهلوا وقتا إضافيا لكي يمعنوا في المجزرة. إذا ما كنتم ضد الدمار وتشريد الشعب الفلسطيني يجب أن تقفوا ضد هذه الحرب. إذا دعمتم الحرب فأنتم تمكنونهم من ارتكاب جرائم الحرب”.
إلا أن منصور عاد وأوضح لاحقا في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن فشل التوصل لقرار وقف إطلاق النار ليس نهاية العالم، مؤكداً أن “أمام السلطة الفلسطينية خيارات عديدة أحدها مشروع قرار مصري في مجلس الأمن أيضاً، يدعو إلى وقف إطلاق النار وفتح كل المعابر من أجل إدخال مستلزمات الحياة إلى غزة”. وأضاف أن هذا القرار يتم التفاوض عليه منذ فترة، تحديدا قبل تجدد القتال في القطاع. ولفت إلى أنه في حال استخدم حق الفيتو مجددا، يمكن الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كذلك، شدد فراس العجارمة رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني على أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بعد فشل مجلس الأمن الدولي للمرة الثانية في تمرير مشروع وقف النار. وحذر من أن ” كل السيناريوهات باتت مفتوحة”، قائلاً “المنطقة كلها على فوهة بركان”.
كما أردف “أتوقع بعد هذا الفشل أن تدخل أطراف جديدة في الصراع في المنطقة”.
من جهته، قال المتحدث باسم جامعة الدول العربية، جمال رشدي، إن الجامعة ستواصل مساعديها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأضاف رشدي في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي أنه “لا مجال لفتح الممرات الإنسانية أو المعابر، كل هذه جهود مقدرة ومفهومة من الناحية الإنسانية، لكنها لن تسهم في تغيير الوضع بشكل جذري، بدون هدنة”.
وفي نفس السياق، انتقدت منظمة أطباء بلا حدود استخدام الولايات المتحدة لحق النقض ووصفته بأنه “تصويت ضد الإنسانية”، ويجعل أميركا “متواطئة في المذبحة” الجارية في القطاع.
وذكرت في بيان أن الفيتو الأميركي يتعارض مع القيم التي تقول الولايات المتحدة إنها تتبناها، ويبعث رسالة فحواها أن القانون الدولي الإنساني يمكن تطبيقه بشكل انتقائي وأن حياة بعض الأشخاص أقل أهمية من حياة آخرين.
كذلك، اعتبر مدير “هيومن رايتس ووتش” لويس شاربونو، أن الموقف الأميركي أشبه بمشاركة في جرائم الحرب. وقال في بيان إن واشنطن تخاطر بالتواطؤ في جرائم الحرب الإسرائيلية عبر استمرارها في تزويد إسرائيل بالأسلحة وإعطائها الغطاء الدبلوماسي أثناء ارتكابها الفظائع، بما في ذلك العقاب الجماعي المطبق على المدنيين الفلسطينيين في غزة.
ومنذ انهيار الهدنة قبل أكثر من أسبوع بين إسرائيل وحماس، أطلقت القوات الإسرائيلية عملية توغل بري في جنوب القطاع المكتظ بالسكان، ونفذت غارات جوية وحملات قصف عنيف على مدينة غزة، فضلا عن خان يونس حيث تعتقد أن عناصر الحركة يختبئون.
فيما ارتفع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي إلى 17490 بينهم 7870 طفلا و6121 امرأة، وفق آخر إحصاء صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الجمعة.
المصدر : العربية نت