نتنياهو يطالب حركة حماس بالاستسلام
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد مقاتلي حماس إلى “الاستسلام الآن”، قائلاً إن نهاية الحركة أصبحت قريبة مع اتساع نطاق الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين في قطاع غزة.
وقال نتنياهو في بيان إن “الحرب ما زالت متواصلة لكنها بداية النهاية لحماس. أقول لإرهابيي حماس، انتهى الأمر. لا تموتوا من أجل السنوار. استسلموا الآن”، في إشارة إلى رئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار.
وشن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد غارات جوية مكثفة مع تواصل المعارك الميدانية مع مقاتلي حركة “حماس” في جنوب قطاع غزة، الذي نزح إليه مئات الآلاف من الفلسطينيين، في وقت انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “شلل” مجلس الأمن في وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين.
ومع احتدام القتال وتزايد حصيلة القتلى والأزمة الإنسانية والصحية في القطاع المحاصر، أكدت قطر الأحد استمرارها في الجهود لتجديد الهدنة على رغم تأكيدها بأن المجال يضيق أمام احتمال تحقيق نتيجة بهذا الشأن.
وقالت حكومة “حماس” إن طائرات إسرائيلية شنت فجر الأحد “غارات جوية عنيفة جداً” قرب خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة، وعلى الطريق بين هذه المدينة ورفح قرب الحدود مع مصر. وتمكن مراسل وكالة الصحافة الفرنسية من مشاهدة الغارات على جنوب غزة.
وأفاد مصدر مقرب من حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بأنهما تخوضان “اشتباكات عنيفة” حول خان يونس.
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “كثف” عملياته في جنوب القطاع. وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي “يجب أن نزيد الضغط”، مشيراً إلى مقتل عدد متزايد من مقاتلي “حماس”.
وبعيد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ركز الجيش الإسرائيلي عملياته في شمال القطاع، وطلب من سكانه الاتجاه جنوباً. وتعرضت مناطق الجنوب حينها للقصف أيضاً. إلا أن الجيش بدأ في الأيام الماضية توسيع عملياته البرية والقصف في الجنوب.
ومن بين 1.9 مليون نسمة نزحوا عن منازلهم في قطاع غزة، بحسب أرقام الأمم المتحدة، لجأ مئات الآلاف إلى مناطق جنوب القطاع. وأضحت رفح الحدودية مع مصر، أشبه بمخيم ضخم.
وعلى رغم دعوات متكررة لوقفها، تتواصل الحرب بلا هوادة. والجمعة، استخدمت الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار لوقف إنساني لإطلاق النار، في جلسة عقدت بناءً على طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وندد غوتيريش بـ”شلل” مجلس الأمن. وقال أمام منتدى الدوحة في قطر الأحد إن المجلس أصابه “الشلل بسبب الانقسامات الجيواستراتيجية” التي تقوض التوصل لأي حل، معتبراً أن “سلطة وصدقية مجلس الأمن قد تم تقويضها بشدة” خلال هذه الحرب.
رضيعات في المعتقل
وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونادي الأسير في بيان مشترك أن من بين المعتقلات “طفلات رضيعات، ونساء مسنات”.
وأضافت المؤسستان أنه “وفقاً للمعطيات المتوفرة، فإن الأسيرات محتجزات في عدة سجون، منها (الدامون وهشارون)”.
ولم يصدر تعقيب من الجهات الإسرائيلية المعنية على اعتقالات النساء من غزة.
وقالت المؤسستان في البيان المشترك “إدارة سجون الاحتلال أعلنت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن وجود 260 معتقلاً ومعتقلة من غزة صنفتهم كمقاتلين غير شرعيين”.
الوضع الصحي “كارثي”
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في افتتاح جلسة استثنائية للمجلس التنفيذي للمنظمة مخصصة للبحث في تبعات الحرب، من أثرها “الكارثي” على الصحة.
وأكد أن أفراد الطواقم الصحية يؤدون مهام مستحيلة في ظروف صعبة.
وتتزايد بشكل ملحوظ أمراض معدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية وسط الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في الملاجئ التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جنوب القطاع.
وقالت أديل خضر المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط “أجبر زهاء مليون طفل على النزوح قسراً من منازلهم ويجري دفعهم أكثر فأكثر نحو الجنوب إلى مناطق صغيرة مكتظة بلا ماء ولا طعام ولا حماية”. وأضافت “القيود المفروضة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة وعبره هي حكم آخر بالموت على الأطفال”.
جهود التهدئة مستمرة
وأكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الأحد أن جهود الوساطة لتجديد الهدنة مستمرة.
وقال “جهودنا كدولة قطر مع شركائنا مستمرة. ولن نستسلم”، مضيفاً أن “استمرار القصف لا يؤدي إلا إلى تضييق هذا المجال أمامنا”.
وتابع “نحن ملتزمون بإطلاق سراح الرهائن ولكننا ملتزمون أيضاً بوقف الحرب”. وتابع لكننا “لا نرى نفس الرغبة عند كلا الطرفين” المتحاربين.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مساء السبت، عن مقتل 17700 شخص في القطاع، نحو 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب.
وتجمع مئات الإسرائيليين في تل أبيب ليل السبت للمطالبة بإطلاق الرهائن.
ساحات من الخراب
وبعد ما يزيد على شهرين من الحرب، باتت أحياء كاملة في غزة ساحات من الخراب، حيث دمر أو تضرر أكثر من نصف المساكن وفق الأمم المتحدة.
وأفاد مراسل الصحافة الفرنسية، بأن الآلاف لجأوا إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة الذي خرج عن الخدمة بعد أن أخلاه الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين.
وأقام نازحون مئات الخيام الموقتة المصنوعة من القماش المغطى بالبلاستيك أو النايلون في الحدائق والباحات.
وقال سهيل أبو ضلفة (56 سنة) الذي أصيب منزله بقذيفة كما أصيب ابنه البالغ من 20 سنة بجروح “لجأنا إلى مستشفى الشفاء، لا نعرف إذا كانوا سيقتحمون المستشفى مجدداً، أينما ذهبنا الموت يلحق بنا”.
وأثارت الحرب في غزة مخاوف من اتساع النزاع ليطال جبهات إقليمية أخرى.