تقارير

ماذا عن دعوة البرهان لتجنيد الشباب ووقف إطلاق النار

دعا قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الشباب في البلاد إلى الدفاع عن بلادهم بوسائل تشمل الانضمام إلى الجيش، وأعلن وقفاً لإطلاق النار في أول أيام عيد الأضحى اليوم الأربعاء، فيما أعلنت قوات الدعم السريع في وقت هدنة هي الأخرى.

ولم تصمد اتفاقات وإعلانات وقف إطلاق النار المتعددة السابقة، منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل (نيسان)، ومنها اتفاقات توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة خلال محادثات في جدة جرى تعليقها الأسبوع الماضي.

وقال في كلمة بثها التلفزيون مساء الثلاثاء “حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية لدولتنا لذلك نطلب من جميع شباب بلادي وكل من يستطيع… ألا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية”.

وطالب قائد الجيش السوداني كل من هو قادر على حمل السلاح بالذهاب إلى أقرب وحدة عسكرية. وأضاف أن “هناك من استعان بالمرتزقة لتنفيذ جرائم ضد السودانيين”.

ورأى أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، قد حاول اختطاف البلاد لمصالحه الشخصية، مهدداً إياه قائلاً: “لن يحدث ذلك”.

كما اتهم قوت الدعم السريع بارتكاب انتهاكات عدة ترقى لجرائم حرب مستشهداً بما حدث بدارفور، مشدداً على أن قواته تعمل على مواجهة وتدمير “مجموعات التمرد”، وفق قوله.

وأعلنت قوات الدعم السريع في وقت متأخر من يوم الإثنين وقفاً لإطلاق النار يومي الثلاثاء والأربعاء. وقال الجانبان إن وقف إطلاق النار معلن “من جانب واحد”.

المعارك تحتدم في الخرطوم

وعشية عيد الأضحى، احتدمت المعارك في الخرطوم الثلاثاء عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مقر رئيسي للشرطة في العاصمة السودانية.

ويتركز القتال الدائر في المدينة بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط قواعد عسكرية.

وأبلغ سكان بسماع دوي نيران المدفعية والاشتباكات الثلاثاء في أنحاء من العاصمة السودانية الخرطوم، على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنته قوات الدعم السريع من طرف واحد بمناسبة عيد الأضحى.

ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان)، أقامت قوات الدعم السريع قواعد في أحياء سكنية بالعاصمة فيما يواجه الجيش صعوبة في تحقيق مكاسب ميدانية رغم تفوقه الجوي.

وبينما تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على كامل الخرطوم، لا يزال ملايين الأشخاص عالقين وسط تبادل إطلاق النار من دون كهرباء ولا ماء وسط حرارة خانقة.

ومساء الأحد أعلنت قوات الدعم السريع في بيان سيطرتها على مقر قيادة “قوات الاحتياطي المركزي” للشرطة على الأطراف الجنوبية للخرطوم. وكانت واشنطن فرضت على “قوات الاحتياطي المركزي” عقوبات على خلفية انتهاكات حقوقية.

والثلاثاء، هاجمت قوات الدعم السريع قواعد للجيش في وسط العاصمة وشمالها وجنوبها، بحسب شهود عيان.

وقالت مواهب عمر العالقة في منزلها مع أطفالها الأربعة، لوكالة الصحافة الفرنسية إنها تتوقع أن تكون الاحتفالات بالعيد في السودان “تعيسة وبلا طعم لأننا لا نستطيع شراء لحم الخروف”.

تفاقم النزاع في دارفور

وفي غرب السودان، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم النزاع إلى “مستويات مقلقة” في دارفور
ودعت الأمم المتحدة السبت لاتخاذ “إجراءات فورية” لوقف قتل الأشخاص الهاربين من الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، على أيدي ميليشيات عربية تساعدها عناصر مسلحة.

ووجهت واشنطن أصابع الاتهام في “الفظائع” التي ترتكب في دارفور بشكل رئيسي إلى “قوات الدعم السريع وميليشا مرتبطة بها”.

وفي القتال الدائر حالياً، تُتهم قوات الدعم السريع بنهب مواد إغاثية ومصانع وبيوت ومتاجر هجرها أصحابها هرباً من القتال أو أُخذت بالقوة. ورد دقلو على تلك الاتهامات الثلاثاء في تسجيل صوتي نشر على الإنترنت.

وأكد دقلو “متابعة كل الانتهاكات التي تمارس ضد المدنيين من كل الأطراف وخاصة من قبل قوات الدعم السريع”، مشدداً على أن تلك الانتهاكات “تخالف قانون الدعم السريع وتوجيهات قيادته العليا وسنتصدى لها بحزم وجدية”.

محاكمات

وأعلنت قوات الدعم السريع مساء الإثنين أنها بصدد محاكمة عدد من أفرادها “الذين ارتكبوا انتهاكات” وعن إطلاق سراح “100 من أسرى الحرب” من الجيش.

ومنذ تفجر النزاع يعلن الجانبان بانتظام عن عمليات تبادل أسرى من خلال الصليب الأحمر، من دون إعطاء العدد المحدد للأسرى.

وفي تسجيله الصوتي تحدث دقلو، المنحدر من دارفور، عن مصير هذه المنطقة الغنية بالذهب وحيث يعيش سوداني من بين أربعة. وقال “علينا تجنب الانزلاق إلى حرب أهلية”.

وحذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من اتخاذ النزاع “بُعداً إتنيا” في دارفور. وقال رؤوف مازو مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات للصحافيين في جنيف، إن “الوضع يتفاقم” في ولاية غرب دارفور.

وأضاف “وفقاً للتقارير الواردة من زملائنا على الأرض، فقد بلغ النزاع مستويات مقلقة ما يجعل من المستحيل فعلياً إيصال مساعدات منقذة للأرواح إلى الأهالي المتضررين”.

جبهة في ولاية كردفان

ولا يواجه الجيش صعوبات في الخرطوم فقط، إذ إن مجموعة متمردة في ولاية كردفان الواقعة جنوبي العاصمة وكذلك في ولاية النيل الأزرق الواقعة على الحدود مع إثيوبيا، فتحت جبهات جديدة ضده.

وأصدرت السلطات قراراً بحظر التجول ليلاً للحد من أعمال العنف في ولاية جنوب كردفان.

وعبرت بعثة الأمم المتحدة في السودان، التي سحبت جميع موظفيها تقريباً من البلاد في بداية الحرب، عن “قلقها البالغ” بشأن العنف في الكرمك القريبة من الحدود الإثيوبية.

وتسبب القتال هناك في فرار مئات المدنيين إلى إثيوبيا، بحسب البعثة الأممية.

المساعدات الإنسانية

ومنذ اندلاع الحرب نزح قرابة مليوني شخص داخل السودان، ولجأ 600 ألف شخص إلى دول مجاورة وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

ووصلت مساعدات إنسانية إلى 2.8 مليون شخص في السودان، وفق الأمم المتحدة، غير أن الوكالات الإنسانية تفيد عن عراقيل كبيرة أمام عملها، من تأشيرات للموظفين الأجانب إلى توفير ممرات آمنة والافتقار للأموال.

ويحتاج 26 مليون شخص في السودان لمساعدة إنسانية والحماية، بحسب الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى