إسماعيل تيسو يقدم قراءة في أداء السفير المظلوم.. دفع الله الحاج علي، إشراقة مضيئة في زمن الغروب..
تجربة وحنكة وكفاءة دبلوماسية يفتقدها كرسي وزارة الخارجية..
جولات مكوكية أفلحت في تغيير المعادلة الدولية والإقليمية لصالح السودان..
نجح خلال شهرين في فك الحبل من على عنق الحكومة وقلب الطاولة في وجه الميليشيا المتمردة..
إنجازات وسفر من نضار، قابلتها الدولة بجزاء سنمار!!
ولم يزل فؤاد وزارة الخارجية فارغاً منذ أن صدر قرار إعفاء السفير دفع الله الحاج علي الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية، تم الإعفاء دون أن تتم تسمية الموقع الجديد للسيد السفير الذي يرى الكثير من المراقبين والعارفين بدروب الدبلوماسية ودهاليزها أن منصب وكيل وزارة الخارجية أقل من قامة السفير دفع الله الحاج علي الذي يمتلك مواصفات وكارزيما تؤهله ليكون وزيراً للخارجية أو رئيساً للوزراء.
لقد كان اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م، اختباراً حقيقياً لقدرات السفير دفع الله الحاج علي الذي اختاره رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ليكون مبعوثه الخاص إلى العديد من الرؤساء ورؤساء الحكومات ومسؤولي المنظمات الدولية والإقليمية، فاستطاع الرجل بحنكته الكبيرة ودبلوماسيته المستندة إلى خبرة واسعة، أن يفك الحبل من على عنق الحكومة ويقلب الطاولة في وجه الميليشيا المتمردة ومن يدعمها من دول المحيط العربي والأفريقي.
وما كان البرهان ليختار السفير دفع الله مبعوثاً خاصاً له، لولا قناعة رئيس مجلس السيادة بإمكانيات الرجل وقدرته وبراعته في المنافحة والمقارعة لامتلاكه ناصية اللسان وحجة البيان، وتمتعه بعلاقات وصلات في المجتمع الدولي الإقليمي، فلم يخيِّب السفير دفع الله الحاج علي ظنّ قيادة الدولة فيه، ونجح بامتياز في كسر العزلة وتوصيل رؤية السودان وعكس موقف الحكومة من حرب الخامس عشر من أبريل، ودور ميليشيا الدعم السريع في إشعالها وارتكاب الانتهاكات والفظائع التي صاحبت هذه الحرب.
أظهر السفير دفع الله الحاج علي حنكة بالغة في فن التفاوض والإقناع حيث برع في تغيير مسار الاعتراض الباكر لدولتين حاولتا باكراً تعطيل بيان المجموعة العربية داخل الأمم المتحدة بنيويورك والذي صدر في الثامن عشر من أبريل أي بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب، حيث رفضت الدولتان التعاطف مع حكومة السودان، وقولهما بدعم الشعب السوداني، وادخلتا كلمة الطرفين، ورفضتا وصف ما يجري في السودان بالتمرد، ولكن السفير دفع الله الحاج علي استطاع بمهارته تحويل هذا الاتجاه، وبلورته إلى قرار داعم من مقر الجامعة العربية.
وهاهي وزارة الخارجية تأتي بعد مرور ثمانية أشهر على اندلاع الحرب لتصدع بالقول وتمنطق مجلس الأمن الدولي في بيان أكدت فيه أن لمجلس الأمن أن مقاصده من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين تخالفه دولة داخل المجلس تعمل على زعزعة أمن واستقرار السودان وتمزيق وحدته ألا وهي دولة الإمارات التي قلبت ظهر المجن للسودان وتناست جهود الكوادر السودانية في مختلف المجالات ودورهم المتعاظم في بناء هذه الدولة التي كانت ترزح تحت الجهالة والتخلف حتى سبعينات القرن الماضي.
لقد آتت محصلة جولات مبعوث رئيس مجلس السيادة أُكلها، وحققت المطلوب في فتح الأعين والانتباه لما يدور في السودان، حيث ترتب على ذلك تغيير الكثير من المواقف الدولية والإقليمية، فخرجت الإدانات القوية والصريحة من لسان الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية ضد ميليشيا الدعم السريع، وتبعتها عقوبات في حق قائد ثاني ميليشيا الدعم السريع المتمردة عبد الرحيم حمدان دقلو، وفي حق قائد ميليشيا الدعم السريع قطاع غرب دارفور عبد الرحمن جمعة.
موقف ثابت لمصر:
كانت مصر هى الوجهة الأولى التي يمم السفير دفع الله الحاج علي المبعوث الخاص للسيد رئيس مجلس السيادة وجهه شطرها، حيث التقى بوزير الخارجية المصري سامح شكري ونقل له رسالة شفهية من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي حول تطورات الأوضاع في السودان على ضوء العمليات العسكرية الجارية منذ الخامس عشر من أبريل 2023م، مقدماً الشكر لمصر حكومةً وشعباً على استقبالها بكل مودة وترحاب للمواطنين السودانيين الفارين من نيران الحرب، وهو ما عقَّب عليه وزير الخارجية المصري بأن توجيهات الرئيس السيسي لجميع أجهزة الدولة المعنية منذ اليوم الأول، هي توفير أكبر قدر من الرعاية وحسن الضيافة للأشقاء السودانيين، وأكد شكري على موقف مصر الثابت والمُعلن منذ اليوم الأول للأزمة السودانية، والداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار حفاظاً على دماء أبناء الشعب السوداني الشقيق، وأهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها، لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وتضميد الجراح وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة.
كما أكد شكري، على أن مصر حريصة على التعامل مع الأزمة الحالية في السودان باعتبارها شأناً داخلياً، ومن هنا تأسس موقفها خلال الاجتماعات التي تناولت الوضع في السودان في جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن، على ضرورة احترام جميع الأطراف الدولية والإقليمية لسيادة السودان وعدم التدخل في الأزمة بشكل يؤدي إلى تأجيج الصراع وإراقة المزيد من الدماء، كما استعرض وزير الخارجية سامح شكري مجمل الاتصالات التي أجراها مع نظرائه بعدد من الدول الفاعلة والمؤثرة دولياً وإقليمياً، مؤكداً وحدة رسالة المجتمع الدولي الداعية إلى ضرورة وقف الاقتتال الدائر حمايةً لمقدرات الشعب السوداني الشقيق، وحفاظاً على سلامة السودان ووحدته ومؤسساته الوطنية، معرباً عن قلق مصر البالغ من استمرار الوضع الحالي في السودان، وأن مصر لن تألو جهداً في سبيل مساعدة الأشقاء في السودان على تجاوز تلك المحنة انطلاقاً من إيمانها الراسخ بوحدة المصير والتاريخ المشترك بين شعبي وادي النيل.
في محراب الجامعة العربية:
وداخل أروقة الجامعة العربية بقاهرة المعز أجرى السفير دفع الله الحاج على، المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة السودانى لقاءاً بالأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، حيث نقل له رسالة شفهية من الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني حول تطورات الوضع الجاري في السودان بما في ذلك الوضع العسكري على الأرض والتحديات التي تواجهها القوات المسلحة السودانية، وأكد السفير دفع الله على الأهمية التي يوليها السودان لتفهم ودعم الدول العربية والجامعة لمجريات الأمور في بلاده وحاجته إلى الدعم العربي للمؤسسات الشرعية فيه وبما يؤدى إلى استعادة الاستقرار.
من جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط دعم الجامعة العربية للحكومة السودانية وللقوات المسلحة في معركة الكرامة الوطنية مشدداً على حرص الجامعة العربية على استقرار السودان وحماية شعبه ومقدراته ومؤسساته، وهو ما ظهر جلياً في القرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الصادر، وأعاد أبو الغيط التأكيد على استعداد الجامعة لتقديم كل الدعم إلى السودان بهدف تحقيق أمن واستقرار السودان وحقن دماء أبنائه والحفاظ على وحدة أراضيه.
هدنة وليست وساطة:
واختتم المبعوث الرئاسي للفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى السفير دفع الله الحاج زيارته لجمهورية مصر العربية بعقد مؤتمر صحفي احتشدت له الأجهزة الإعلامية المحلية والعالمية، وفيه أعلن السفير دفع الله الحاج علي أن الجيش قبل مبادرة الهدنة السعودية – الأميركية وليس وساطة لحل النزاع، موضحاً أن وفد الجيش لن يلتقي وجهاً لوجه مع مبعوث قوات «الدعم السريع»، مشيراً إلى أن التواصل سيكون عبر الوسطاء. وقال الحاج إن «أي آلية لتسهيل مراقبة الهدنة يجب أن تتم بالتشاور معنا وتتم عبر الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي».
قمة جدة العربية:
وكان يوم التاسع عشر من مايو 2023م، محطة مهمة في مسار تمليك الرأي العام العربي حقيقة الأوضاع في السودان، وذلك من خلال انعقاد فعاليات الدورة رقم 32 للقمة العربية التي احتضنتها مدينة جدة السعودية، وقاد وفد السودان فيها سعادة السفير دفع الله الحاج علي المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة والذي نقل للرؤساء والقادة العرب حقيقة الأوضاع في السودان على خلفية تمرد ميليشيا الدعم السريع التي يخوض ضدها الجيش معركة الكرامة بعد أن أطلقت هذه القوة المتمردة رصاصة الغدر والخيانة صبيحة الخامس عشر من أبريل الماضي، وهاجمت مقر سكن رئيس المجلس، وعدداً من المنشآت العسكرية والمطارات بهدف الاستيلاء على السلطة وادعت زيفًا أنها تدعم التحول الديمقراطي، وقال دفع الله إن القوات المسلحة السودانية تصدت ببسالة للميليشيا المتمردة، وكان يمكنها حسم المعركة في وقت وجيز، لولا أن تلك الميليشيا التي يناهز عددها الـ80 ألف تسللت داخل الأحياء السكنية، واتخذت من المؤسسات الخدمية والمستشفيات والمنازل ثكنات عسكرية، واحتجزت المدنيين الأبرياء، بما فيهم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة واستخدمتهم كدروع بشرية، ومارست أسوء أنواع الجرائم من قتل ونهب وسلب واغتصاب بما ينتهك القانون الدولي الإنساني، وإمعانًا في انتهاكاتها؛ لم تلتزم الميليشيا المتمردة بكل اتفاقيات الهدنة، وواصلت جرائمها لتشمل البعثات الدبلوماسية، حيث قتلت مساعد نائب الملحق الإداري بسفارة جمهورية مصر العربية، وأكد المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة قدرة السودان على تجاوز هذه المحنة بوحدته وقوة إرادته ومساندة الدول العربية المعهودة، مع رفض التدخل الأجنبي في شؤون السودان الداخلية، مشدداً على أن الأزمة الحالية هي شأن داخلي، وقال” نحن في السودان لسنا دعاة حرب لكنها فرضت علينا، وإذا ما جنحت القوات المتمردة للسلم فسنجنح له، ولو وضعوا السلاح فسيتم العفو عنهم”، مؤكداً أن أبواب القوات المسلحة السودانية مشرعة لدمجهم إن رغبوا في ذلك، مع التأكيد على أن القوات المسلحة مع التأكيد على أن القوات المسلحة السودانية بما عُرف عنها من قبل، أنها قادرة على هزيمة التمرد، ولا مجال للتشكيك فيها، هذا وقد لقي خطاب السفير دفع الله الحاج علي المبعوث الخاص للسيد رئيس مجلس السيادة إشادات واسعة من الملوك والرؤساء والقادة العرب.
قطر تبدي اهتماماً بالازمة:
إلى دوحة العرب كانت وجهة المبعوث الرئاسي للفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى، السفير دفع الله الحاج علي الذي التقي بوزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي وبحث معه تطورات الأوضاع في السودان، على خلفية التوترات الأمنية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
على شاشة الجزيرة:
اغتنمت قناة الجزيرة القطرية زيارة السفير دفع الله الحاج علي المبعوث الرئاسي للفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى، إلى الدوحة وأجرت معه مقابلة تناول فيها العديد من الموضوعات المتعلقة بعلاقة السودان بقطر، وتطورات الاوضاع في السودان، وقال دفع الله إنه وصل إلى الدوحة حاملاً رسالة من رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان، وأنه بحث مع وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي العديد من الجوانب لتعزيز العلاقات الثنائية ووضعه في صورة التطورات السياسية الجارية في السودان الآن، مبيناً أن الجيش السوداني موافق على تمديد الهدنة مع قوات الدعم السريع انطلاقا من مسؤوليته تجاه المواطنين في البلاد، وزاد: “نحن لسنا سعاة حرب”، مشدداً على أن الأزمة في السودان أزمة داخلية والسودان قادر على حلها، مشيراً إلى أن المبادرات الدولية لحل الأزمة محصورة الآن في تحقيق الهدنة ووقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية فقط أما مسألة الحل النهائي فهذا ستقوم به الحكومة السودانية بعد حسم التمرد، أكد السفير دفع الله الحاج علي رفض السودان بشدة أي تدخل أجنبي لقوات أجنبية في هذا الوقت، مؤكداً قدرة السودان على احتواء هذه الأزمة بدرجة كبيرة، وقال إن هناك أفق للحسم وأن القوات المسلحة السودانية قادرة لكنها توازن بين استخدام القوة المفرطة والخسائر التي يمكن أن تقع على المواطنين، وقال إن إن السودان نقل لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي عدم رغبته في تدويل الأزمة، لافتاً إلى أن الحكومة السودانية لديها تصور واضح لكيفية حل الأزمة وهو أنه يجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة لا تقصي أي كيان سياسي لتحقق الانتقال الديمقراطي وهذا هو ما سيحقق الاستقرار في السودان، منوهاً إلى عملية سياسية موسعة تشرف عليها الحكومة ويشارك فيها جميع السودانيين بدون استثناء.
دعوة سعودية للتهدئة:
وفي الرياض بحث السفير دفع الله الحاج علي المبعوث الرئاسي الخاص للسيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الأوضاع الراهنة في السودان، حيث جدد وزير الخارجية السعودي دعوة بلاده إلى “التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه الشقيق.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أجرى العديد من الاتصالات الهاتفية مع نظرائه من الولايات المتحدة ومصر وفرنسا والمملكة المتحدة ودول أخرى، لبحث وقف العنف الدائر بين الجيش السوداني النظامي وميليشيا الدعم السريع.
قرار مهم من منظمة البحيرات:
ولما كانت منظمة البحيرات العظمى من الكيانات المهمة في القارة الأفريقية فقد حرص السفير دفع الله الحاج علي المبعوث الرئاسي الخاص للسيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان على توضيح رؤية السودان بشأن التطورات الأمنية والعسكرية التي تجري فيه، حيث قاد وفد السودان إلى فعاليات قمة المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى، والتي استضافتها أنغولا في يونيو الماضي، والتقى السفير دفع الله في القصر الرئاسي بالعاصمة الأنغولية لواندا بفخامة الرئيس جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا الذي أعرب عن مساندته ودعمه للشعب السوداني وحكومته من أجل تجاوز المرحلة الحالية.
من جانبه قدم السفير دفع الله الحاج علي شرحاً وافياً لمجمل تطورات الأوضاع في السودان، والجهود التي تبذلها الحكومة السودانية من أجل إعادة الأمن والاستقرار في البلاد، وقال دفع الله إن قمة المؤتمر الدولي لمنظمة البحيرات العظمى أصدرت قراراً أدانت فيه الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين والأبرياء والعزل في السودان، وقد كان هذه القرار بمثابة مؤشر إيجابي كانت الحكومة السودانية في حاجة ماسة إليه في ظل تنكب منظمة الإيقاد ومفوضية الاتحاد الأفريقي في ذلك الوقت، وانحيازها الفاضح لميليشيا الدعم السريع ارتكازاً على المصالح التي كانت تجمع قائد ميليشيا الدعم السريع بعدد من رؤساء وقادة الإيقاد.
إجهاض مخطط الاتحاد الأفريقي:
الدعم السياسي الكبير الذي تلقّاه وفد السودان الذي شارك في أعمال قمة المؤتمر الدولي لمنظمة البحيرات العظمى، كان بمثابة دفعة معنوية كبيرة لوفد السودان بقيادة السفير دفع الله الحاج علي المبعوث الرئاسي الخاص لسيد رئيس مجلس السيادة السوداني، للتصدي لقرار مجلس السلم والامن بالاتحاد الأفريقي والذي يُطالب بالوقف غير المشروط والفوري للأعمال العدائية وتجريد الخرطوم من السلاح وإخراج الجيش وإبعاده لخمسين ميلاً ومنع استخدام الطيران العسكري ونشر قوات شرق أفريقية بغية فتح ممرات آمنة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، حيث نجح السفير دفع الله الحاج علي ووفده الميمون خلال لقائهم بمفوض الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا في إجهاض مخطط الاتحاد الأفريقي، والتأكيد على أن ما يجري في السودان أزمة داخلية والسودان قادر على حلها.
تعهد تركي بإعمار السودان:
تواصلت الجولات المكوكية للسفير دفع الله الحاج علي المبعوث الرئاسي الخاص للسيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، حيث توجه إلى أنقرة والتقى بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان وبحث معه تطورات الأحداث في السودان، وسبُل إنهاء الأزمة وتطوير التعاون في ما بعد إنهاء الأزمة، ليشمل إعادة التأهيل والإعمار لما دمرته الحرب.
إذن خلال شهرين كاملين استطاع السفير دفع الله الحاج علي المبعوث الخاص للسيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي أن يحدث اختراقات كبيرة في ملف الأزمة السودانية ويقدم مرافعات سياسية ودبلوماسية قلبت موازين المعادلة الدولية والإقليمية إما بتحييد من كانت له مصالح مشتركة مع ميليشيا الدعم السريع من القادة الأفارقة، وإما باستصدار قرارات ومواقف لصالح دعم وإسناد السودان في معركة الكرامة الوطنية، يأتي ذلك في وقت كان فيه وزير الخارجية السفير علي الصادق يمارس بياتاً شتوياً غريباً ومريباً، وبدلاً من أن يُكافأ السفير دفع الله الحاج علي بما قدم من صنيع وطني، كان جزاؤه الإقالة وإقعاد مسيرته في توقيت تبدو فيه الحاجة ملحة لمثل لتجربة وكفأءة وحنكة الرجل في المعركة التي يخوضها السودان عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً، فماهي المعايير التي تتعامل بها قيادة الدولة مع ملف وزارة الخارجية بإبعاد الكفاءات، وتمليك زمام الأمر لعطالي المواهب وفاقد الشيء لا يُعطيه.