صحيفة_أمريكية: النظام الإسلامي السابق في السودان حول الجيش لمليشيا حزبية تابعة له.
راينو: وكالات – ذكرت صحيفة واشنطن بوست في عددها ليوم الثلاثاء أن الراي العام لدى السودانيين، تحول ضد قائد الجيش البرهان، وذلك عقب سقوط حاميات الجيش في “ود مدني”، وسيطرة قوات الدعم السريع على كامل المدينة. وقالت الصحيفة إن (البرهان) أصبح “ليس لديه أحد سوى نفسه”.
وذكرت الصحيفة صباح اليوم، أن واقع الحرب في السودان يؤكد إن الدعم السريع – قوات حديثة التكوين – تمكنت من هزيمة الجيش السوداني الذي يمتد تاريخه لما يقارب المئة عام، وان الدعم السريع سيطر على كآفة مقرات الجيش السوداني في العاصمة السودانية الخرطوم، بما فيها القصر الرئاسي، وامتدت سيطرتها على إقليم دارفور، وولايات في كردفان.
وقالت الصحيفة ان انتصارات الدعم السريع على الجيش تؤكد أن النظام الإسلامي السابق، جعل الجيش مؤسسة حزبية تابعة له، وإن ضباط وقادة الجيش، هم من كبار الإسلاميين، الذين يدينون بالولاء الكامل للنظام السابق، والحزب الاسلامي في السودان، وإن معظم قادة النظام الاسلامي السابق ينتسبون للجيش والأجهزة العسكرية الأخرى، وأن كبار قادة النظام العسكريين استبدلوا مهام الجيش من عسكرية إلى مهام حزبية وتجارية واستثمارية، وقاموا بإنشاء مئات الشركات، سيطروا بها على اقتصاد السودان، وحولوا كافة الموارد الاقتصادية لمصالحهم الشخصية والحزبية، وأهملوا قطاع الجيش، وأصبح (90%) من قادته ينحدرون من شمال ووسط السودان، بينما تعود أصول (90%) من جنوده لأطراف السودان.
وجاء في المقال:(صغار الضباط والجنود يعانون أشد المعاناة من الظروف الاقتصادية والمعيشية لهم ولأسرهم، بينما كبار القادة العسكريين من الضباط يمتلكون المنازل الفخمة والعربات الفارهة ويتمتعون برغد العيش وترف الحياة. هذا بالإضافة إلى الفساد في قطاع الجيش والذي يمثل أهم أسباب تدهوره وفشله، ولذلك أصبحت مقرات الجيش تسقط واحده تلو الاخرى في أيدي قوات الدعم السريع. إن سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة، هو تحول نوعي في الحرب في السودان بعد ان سيطرت سابقا على الخرطوم وولايات دارفور وكردفان، الآن تتجه نحو ولايات شمال وشرق ووسط السودان، للسيطرة عليها).
وذكرت الصحيفة أنه ومع تحول الحرب نحو ولايات وسط وشمال وشرق السودان، تحول الراي العام وقناعات السودانيين ضد قائد الجيش، الذي وعدهم في مرات كثيرة بقرب تمكن الجيش من هزيمة ودحر الدعم السريع من الخرطوم والمدن التي يسيطر عليها، وكان آخر وعده للمواطنين في مدينة ود مدني، قبيل سيطرة الدعم السريع عليها بأيام قليلة.
وجاء في المقال إن “قوات الدعم السريع” أصبحت تتقدم كل يوم في السيطرة على مقرات جيش ومدن جديدة، في ظل تراجع قوات الجيش الذي لم يتمكن من استرداد أي مقر عسكري، أو منطقة من قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب وإلى هذا اليوم، وأصبح الجيش لا يقوي على مواجهة قوات الدعم السريع، ويكتفي فقط بقصف المدن بالطيران الحربي، الذي يقتل المواطنين ويلحق الاضرار بمنازلهم والبنية التحتية، ولا ولم ولن يحقق أي هدف عسكري في ظل عدم وجود قوات مشاة، ولا زال قادته يبيعون الوهم ويقدمون الوعود الكاذبة في خطابات مطولة للشعب السوداني الذي فقد ثقته فيهم، وأصبح لا يصدق لهم أي حديث، وإنما فقط يتمنون ويريدون ان تقف هذه الحرب وتنتهى المعاناة، والظروف الإنسانية القاسية التي يعيشونها، ويرجعون إلى منازلهم