تلاتة وعشرين فى ستين !
( نودع اليوم ومع مغيب شمس الأحد عاما أسودا على الرياضة السودانية التى خيم عليها البؤس والضياع بسبب الأحداث السياسية التى قادت بلادنا للحرب والدمار وعلى صعيد منتخباتنا فقد فشل صقور الجديان فى التحليق فى نهائيات الكان البطولة التى ستنطلق بعد عدت أيام بساحل العاج وكانت جميع مشاركات منتخباتنا الوطنية بلا حصاد!
( هلالنا الجميل هو الآخر لم يسلم من ماسى العام الحزين ومازالت ركلة الجزاء التى أضاعها أطهر الطاهر أمام صن دوانز الجنوب افريقى فى شهر مارس الماضى من هذا العام المشؤم غصة فى حلق جميع الاهلة وهى الركلة التى كانت ستؤهل الفريق للأدوار الأقصائية وهى الركلة التى أطاحت بالهلال واعادت الأهلى القاهرى للحياة بعد أن مات وأصبح فى إعداد المفقودين ولكنها المجنونة ليبتسم له الحظ ويفوز بلقب الأبطال ولم يكتفى بذلك فقد شاهدناه مؤخرا يتوج ببرونزية العالم للأندية بالاراضى السعودية وكله بسبب ركلة أطهر.
( احبائنا فى العرضة جنوب لم يسلم (مريخهم) من عام النكسة فقد ودع الفريق دورى ابطال افريقيا من الدور التمهيدي على طريقة ( متعودة دائما) على حساب الشباب التنزانى لتكون محصلة نتائج رياضتنا صفر كبير على الشمال.
( ويظل الأمل على الهلال فى دورى مجموعات الأبطال هذا الموسم رغم العواصف والأهوال ولكنه فريق يضم خيرة الرجال القادرون على حمل الجبال وتحقيق الآمال.
نودع اليوم الأحد عاما اغبرا عاما هو الأسواء على الإطلاق فى تاريخ السودان القديم والحديث فحتى المستعمر البغيض لم يفعل بارضنا وبشرنا وحيواناتنا وجميع ممتلكاتنا كما فعله (الدعم السريع ) بالبلاد وللأسف الشديد جمال ومضمون الإسم ليس له أى علاقة على أرض الواقع خاصة بعد انطلاق شرارة الأحداث المؤسفة بالشمالية وبالتحديد منطقة مروى ومحيط مطارها الذى أول من إتكوى بالنيران الصديقة وياليتها قد توقفت عندها فقد تممددت ( ودعمت سريعا) لتطال عاصمتنا الجميلة ( خرطوم اللآت الثلاثة ) العاصمة التى يقصدها كل الباحثين عن الأمان والسلام والإحترام والتى يجتمع فيها الخصوم لتوقيع المرسوم وكم من خلافات ومشاكسات ومواجهات نجحت الخرطوم فى التصدى لها وحلحلة جميع مشاكل القارة السمراء.
( نودعا عاما كابوسا أسودا مر ومازال يمر ولاندرى متى تكون نهايته عاما قتلت فيه الأنفس البرية وسفكت الدماء وانتهكت الأعراض ونهبت المنازل وسرقت الممتلكات وحرقت الأسواق وشردت الأسر وأصبحت الخرطوم ينعق فيها البؤم بسبب فعائل المشؤم!
( نودع عاما لم يسلم فيه فرد أو أسرة سودانية من الألم والحسرة والضياع والأسى فقد زهقت الآلاف الأرواح وشردت ملايين الأسر والنزيف رافض يقيف!
( نودع عاما تنكر فيه الأصدقاء لوطننا الحبيب وياليتهم ظلوا فى موقف المتفرج ولكنهم للأسف الشديد صبوا النار فى الزيت وأشعلوها كمان وشاركوا بالأفراد والعتاد والزاد وبدورنا نشكوهم لرب العباد وهو القادر على جعل كيدهم فى نحورهم حتى نخلص من شرورهم!
( نودع عاما مات فيه المئات بسبب عدم توفر العلاج بل انتهكت فيه حرمة المستشفيات وكم وكم من طبيب قد مات وهو الذى تصدى للعمل فى أصعب الأوقات والأزمات !
( نودع عاما هدمت فيه العمارات السامقات وسرقت فيه العربات وتممدت الحرب فى جميع الولايات ووصل الزعر حتى للحيوانات!
( نودع عاما كثرت فيه المطامع الشخصية وبيعت القضية وضاعت الهوية وتفشت الأذية وسط الأمة السودانية !
أخر الأصداء
الفين وتلاتة عشرين فى ستين فقد تمدد الحزن والأنين.. وستطاردكم اللعنات إلى يوم الدين!