الأعمدة

معيدين في عطبرة


بقلم : صلاح عثمان
إنه مخصوص العيد متحرك من محطة السكة الحديد بالخرطوم. ذات مساء رمضاني.
احتشدت الجموع بين مسافر ومودع وسرى خبر أن يوم غدٍ الثلاثين من الصيام. ومؤكد أن ضيوف عطبرة على موعد بنهار شديد الحرارة.
في ذلك المساء كان كل همي ملاحقة جارنا الترزي في محله الكائن بقشلاق الجيش لإنتزاع جلباب العيد. وباءت المحاولة بالفشل.
مع تباشير الصباح وصل شقيقي وبمعيته زميله من أبناء الجزيرة. ومن ثم وَجهَت أمي تعليماتها المعهودة عند حلول أي ضيف. كان نصيبي جلب حمام وبيض إضافي من الجيران.
شهد مكان الافطار تمدداً لاستيعاب الوافدين للعيد . وطال وقت الأنس .
عدوت في اتجاه الترزي انتظر. اكتشفت أنه يجلس على قطعة قماشي. عدت تسبقني دموعي. وتَمرَدُت على شقيقاتي في تقديم أي مساعدة. وخلدت الى النوم.
أيقظني أبي ووجدت على حافة سريري جلبابي الجديد فقد جاء به الترزي مع هدية زجاجة صغيرة من عطر فلور دامور.
بعد صلاة العيد اجتمعت ورفاقي نستعد للاحتفال في ساحة المولد. سمعت شقيقي يناديني و يضع في جيبي خطاباً مع رشوة نقدية كما أنقدني الضيف العيدية.
بعد ترجلنا في موقف ( حاج الريح ) تركت رفاقي عند سور نادي الشبيبة واتجهت الي بيت حكومي تسكنه أسرة خطيبة أخي.
وجدتهم يستمعون إلى المذياع وبرنامج ما يطلبه المستمعون وأغنية الموسم عشق خطيبة أخي التي انفرجت أساريرها وناولتني كوباً من ليمونادة السكة الحديد وجلبت علبة الماكنتوش واختارت لي الملفوفة بالأخضر قائلة لأنها مثل لونك.
ولكني أخرجت الرسالة قائلاً بل لون أخي.
ضحكت الفتاة الطالبة في مدرسة بربر الثانوية حينها.
تحياتي لها وهى تعود للغربة الثانية برفقة الأحفاد .
وتحيات العيد لمن جعلتهم ينتظروني قبل الاستمتاع بنهار كانت خاتمته السوق الخيري في حديقة البلدية.

صلاح عثمان
الاسكندرية 26 أبريل 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى