قيادي بحركة تحرير السودان: اتفاق أديس أبابا يكرس عودة العسكر
وصف نورالدائم طه، القيادي بحركة تحرير السودان-الكتلة الديمقراطية اتفاق أديس ابابا بين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وقائد قوات الدعم السريع بأنه مخيب للأمال. وأشار في حديث مع راديو دبنقا إلى أن الشعب السوداني كان تواقا إلى أن توحد القوى المدنية صفوفها وأن تلتقي وتجتمع مع بعضها وأن تستفيد من الخلافات والتناحر الذي حدث، بدلا من الهرولة والجري وراء المكون العسكري. واعتبر نورالدائم طه أن الاتفاق هو أشبه وأقرب للاتفاق الإطاري وهو خطوة ستكرس الحكم العسكري، مستدلا على ذلك بعدم ورود كلمة الحكم المدني في هذا الاتفاق إلا في إشارة واحدة بمساعدة القوى العسكرية للانتقال للحكم المدني.
وأضاف القيادي بحركة تحرير السودان-الكتلة الديمقراطية قائلا كنا نتوقع أن الطريق للحكم المدني هو طريق واحد عبر التوافق بين القوى المدنية ومن ثم بدء عملية السلام أو وقف الحرب بين القوى المتحاربة، فوقف الحرب عملية تحصل بالتفاوض بين المتحاربين وليس بين أحد المتحاربين وقوى مدنية. مذكرا الذين يدعون للتحول الديمقراطي ويدعون للسلام ويدعون للحوار، بأنه كان من باب أولى أن يحدث حوار بين السودانيين. وشدد نور الدائم طه على أن السودان يحتاج الآن إلى برنامج أكبر مما تطرحه قحت، يحتاج إلى توافق وطني، يحتاج إلى حوار ويحتاج إلى مصالحة وطنية شاملة، يحتاج إلى محاسبة ويحتاج إلى عدالة انتقالية ويحتاج إلى جبر الضرر وكل السودانيين الآن متضررين من هذه الحرب وكل السودانيين خاسرين.
ومضى القيادي بحركة تحرير السودان-الكتلة الديمقراطية للقول بأنه من الواضح جدا أن الحرية والتغيير تسعى إلى إعادة العسكر مرة أخرى بالاتفاق بين الحرية والتغيير والدعم السريع ومن ثم اتفاق بين الحرية والتغيير والجيش وبالتالي العودة إلى الشراكة التي أدت إلى ما نحن عليه الآن. لذلك نحن نرفض جملة وتفصيلا هذا الاتفاق، وهو لن يؤدي إلى استقرار ولن يؤدي إلى سلام بل هو مؤشر خطير في عملية التحول الديمقراطي والانتقال الذي يحدث في السودان.
وطالب نور الدائم طه المجتمع الدولي بالامتناع عن دعم مثل هذه الخطوات خصوصا وأن كل الشعب السوداني يحمل السلاح الآن. معتبرا أن قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي لا تستفيد من تجاربها ولا تقرأ الواقع في السودان الآن، فهناك حراك شعبي في كل أنحاء السودان وانتفاضة شعبية كبيرة جدا، والسودانيون يحملون السلاح في الجزيرة وفي مدني وفي دارفور وكل ولايات السودان. ودعا القيادي بحركة تحرير السودان-الكتلة الديمقراطية السودانيين لإدراك خطورة هذا الموقف وأن يتناسوا كل الجراحات ويجلسوا من أجل الوطن ومن أجل الدولة السودانية وإلا فإنها ستنهار. وحذر من أن كل السودانيون سيحملون السلاح وسيكون الحوار بين حملة السلاح من كل أطراف السودان. وطالب قوى الحرية والتغيير بأن تكون بمستوى آلام السودان ومستوى جراحاته وبمستوى الوطن وأن يلتقي كل السودانيين حول مائدة تجمع كل السودانيين دون عزل لأحد ومن ثم سيكون هناك استقرار وسلام في البلد.