الأخبار

تاور: وقف الحرب فرض عين على الطرفين

 

أكد الدكتور صديق تاور، عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق والقيادي بحزب العث العربي (الأصل) أن وقف الحرب يمثل الأولوية باعتبار أن الحرب في حد ذاتها كارثة كبيرة يتأذى منها السودانيين جميعا.
وأشار في مقابلة مع راديو دبنقا يوم الاثنين أن مسألة وقف الحرب ليست مجال للتكتيكات السياسية أو الصراعات الحزبية لأنها تتعلق بمصير البلد ومصير الشعب. وبعد 9 أشهر من اندلاع الحرب نشاهد نتائجها بشكل عملي ولا نحتاج إلى شرح وكل السودانيين على قناعة بذلك، ماعدا المجموعات المرتبطة بالنظام البائد وفلول الحركة الإسلامية في الأجهزة الأمنية هم الذين يدعون لاستمرار الحرب وتصعيدها. وبالتالي من واجب أي مكون وطني وفرض عين عليه أن يعمل على إيقاف هذه الحرب.

الحرب خلقت واقعا جديدا

وشدد الدكتور صديق تاور في المقابلة مع دبنقا على عدم مقدرة أي طرف منفرد على وقف الحرب، سواء (تقدم) منفردة أو أي إطار سياسي أو مدني أو خلافه. المطلوب دور فاعل لكتلة مدنية حقيقية تمثل كل التكوينات السياسية والمدنية والمهنية المتأذية من هذه الحرب وتعبر عن إرادة الشعب السوداني في عدم استمرار هذه الحرب وعدم تدمير البلاد وعدم تشريد الشعب وتدمير البنية التحتية وتأزيم الأوضاع بشكل أكبر. هذا العمل الكبير لن تستطيع المجموعة العاملة تحت راية (تقدم) القيام به، وهي نفس المجموعة التي كانت منضوية تحت لواء المجلس المركزي وطرحت الاتفاق الإطاري واختلفنا معهم من دون أن نحول اختلافنا إلى عداء. افترقنا لأن كل طرف منا كان يرى طريقا مختلفا عن الآخر. لكن في ظروف الحرب، تختلف الأوضاع. كونهم يعملون على وقف الحرب يجد منا كل التقدير وليس بالضرورة أن يعني ذلك اتفاقنا معهم في طريقة عملهم. وأضاف أنهم لا يرفضون اللقاء بأي مكون وطني يسعى لوقف الحرب.

الإرادة الصادقة والتجرد من الأجندة الذاتية

وحول إمكانية تشكيل كتلة مدنية موحدة لوقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين تشمل (تقدم) والحزب الشيوعي وحزب البعث (الأصل) والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، أعتبر القيادي بحزب البعث (الأصل) أن الامكانية موجودة طالما توفرت الإرادة الصادقة من أجل وقف الحرب وتجردت الأطراف من الأجندة الخاصة وأعطت الأولوية لمعاناة الشعب السوداني. وقف الحرب كهدف أساسي غير مختلف حوله وبالتالي اللقاء بين (تقدم) وحزب البعث سيتم في هذا الإطار. وكما أسلفت العمل من أجل تشكيل كتلة مدنية واسعة تستوعب الجميع من الفاعلين السياسيين والمدنيين والمهنيين والأهليين والدينيين وكل مكونات المجتمع السوداني من أجل الضغط على طرفي الحرب لوقفها، هذا لن يأتي بالاستفراد والاستعجال ووضع الناس أمام سياسة الأمر الواقع.

بناء كتلة وطنية موحدة

وأضاف عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق أنه مازالت هناك إمكانية لبناء هذه الكتلة الوطنية على أساس جند أساسي هو وقف الحرب وتدارك أثار الحرب والعمل على عودة الحد الأدنى من الحياة الطبيعية للمواطنين السودانيين، دون القفز إلى موضوعات خلافية يمكن أن تخلط الأجندة وتخلط الأهداف وتعمق الخلافات وتبعدنا من الوصول لاتفاقات. ومتى ما كان العنوان هو العمل مع كل القوى المدنية لأجل وقف الحرب وبناء جبهة شعبية عريضة واسعة، نحن مع هذا الهدف ولتأتي (تقدم) بمجموعتها وليأتي حزب البعث ويأتي الحزب الشيوعي ولتأتي القوى المدنية المختلفة وبعناوينها المختلفة ولتأتي المكونات الحزبية والنقابية وهناك أيضا مجموعات كبيرة في أوساط النازحين واللاجئين والقيادات المجتمعية والدينية، وكل عناوين المجتمع السوداني وفي لجان المقاومة وكل من هو معني بوقف الحرب، حيث ينبغي أن تكون شريكة في بناء هذه الجبهة الشعبية الواسعة العريضة.

وقف الحرب أولا

ومضى الدكتور صديق تاور قائلا إن هناك تواصل كقوة مدنية مع فاعلين آخرين وهناك نقاشات متطورة حول رؤية لوقف الحرب. إذن الفرصة متاحة، لكن المفروض التجرد من تحويل الخطوات إلى شيء ذاتي أو محاولة تخطي الآخرين لتكون الجبهة الواسعة جبهة حقيقية يتشارك الجميع في صياغة أهدافها وفي مقدمتها هدف وقف الحرب. وكل ما يأتي بعد ذلك يؤجل إلى حين وقف الحرب وبعدها لكل حادث حديث. نحن الآن بحاجة إلى إيقاف الحرب حتى نكون قادرين على لملمة أطراف البلاد ومن ثم نتحاور لتحديد مستقبله السياسي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى