نيوزويك: السودان أكثر دول العالم تضرراً من النزاعات وغياب التغطية الإعلامية

نشرت مجلة النيوزويك اليوم مقال رأي حول عمق وخطورة الحرب في السودان على الشعب وعلى الدول المجاورة في ظل عزوف الإعلام الغربي عن تغطيتها مقارنة بالصراعات الأخرى في أوكرانيا وغزة. حاول المقال الإجابة على سؤال لماذا لا يهتم الإعلام الغربي بالأزمة في السودان على الرغم من أن ذلك لا يسهم في إيجاد حل سلمي للنزاع؟ ويزعم كاتب المقال وأسمه محمد البنداري أن الغرب عموما لا يرى الأفارقة خصوصا اللاجئين منعهم بأنهم مساوون للآخرين مثل الأوكرانيين والإسرائيليين والفلسطينيين، اليكم تلخيصاً لما جاء في المقال:
في خضم المشهد المضطرب للصراعات العالمية التي شهدها عام 2023، ظل السودان، الذي اندلعت فيه حرب واسعة النطاق في أبريل من ذلك العام، مهملاً إلى حد كبير من قبل وسائل الإعلام الغربية. إن الصراع المستمر، الذي طغت عليه الأزمات في غزة وأوكرانيا، يحمل آثارًا كبيرة ليس فقط على السودان ولكن على القارة الأفريقية بأكملها، ومع ذلك لم يحصل على الاهتمام الذي يستحقه
منذ الإطاحة بالطاغية عمر حسن البشير في أبريل 2019، واجه السودان مشاكل اقتصادية حادة واحتجاجات في الشوارع وتصاعد العنف في إقليم دارفور المضطرب، وتفاقم الوضع في 15 أبريل 2023، عندما اندلع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، كما أدى الصراع على السلطة بين عبد الفتاح البرهان محمد حمدان دقلو إلى إغراق البلاد في المزيد من الفوضى
بينما تسيطر حروب غزة وأوكرانيا على عناوين الصحف الغربية، يظل السودان محاصراً في صراع ليس من صنعه، وينتشر الجوع بسرعة في أرجاء البلاد، وتمثل صورة وسائل الإعلام الغربية للاجئين السودانيين على أنهم ضعفاء ومتخلفون تحديًا إضافيًا في حشد الدعم الدولي، و يثير هذا التباين في التغطية الإعلامية تساؤلات حول القيمة المتصورة لحياة السودانيين مقارنة بالأوكرانيين والإسرائيليين والفلسطينيين
أعلنت الأمم المتحدة، التي تواجه أزمة مالية، السودان “الحرب المنسية”، وحذر عمال الإغاثة من كارثة وشيكة، ة يحتاج حوالي 25 مليون شخص في السودان إلى مساعدات عاجلة، ويفاقم القرار بالإجماع الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بإنهاء تفويض البعثة المتكاملة للأمم المتحدة في السودان (يونتامس) في ديسمبر من معاناة المدنيين السودانيين، إن سحب بعثة يونيتامس يترك السودان عرضة لمزيد من العنف والكوارث المحتملة في عام 2024
يتأرجح الوضع الإنساني والأمني في السودان على حافة الهاوية، وبدون التزام عالمي بإنهاء الحرب الأهلية، يواجه السودان خر
هناك مخاوف متزايدة من احتمال امتداد العنف إلى دول أفريقية مجاورة، كما حدث مع الانقلاب الأخير في الغابون، الذي يمثل الانقلاب السابع في جنوب الصحراء منذ عام 2020
إن الأسباب الجذرية لانتشار الانقلابات في منطقة جنوب الصحراء متعددة الأوجه، وتشمل المشاكل الداخلية والانتهازية والاستغلال الاستعماري. تسلط منطقة “حزام الانقلاب” الممتدة من غينيا إلى السودان الضوء على تكرار عمليات الانقلابات العسكرية المقلقة، والتي غالبًا ما تحدث في المستعمرات الفرنسية السابقة. لم تسهم التغطية الإعلامية السيئة للحرب السودانية فقط في عرقلة مبادرات السلام ولكنها أضعفت أيضًا فرص حل الحرب الأهلية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع سلميا، ما أدى إلى موت أكثر من 12000 شخص ونزوح خمسة ملايين شخص
من الضروري أن تهتم وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للسودان وأفريقيا إلى ما بعد السردية النمطية “للتدفق المخيف” للاجئين. لا يمكن المبالغة في التأكيد على الحاجة الملحة إلى الاهتمام والدعم الدولي في السودان، حيث تتأرجح البلاد على حافة كارثة إنسانية لها آثار بعيدة المدى على القارة الأفريقية بأكملها