مرضى السرطان في السودان معاناة في انتظار جرعات النجاة
بينما يرتعش جسد “خديجة” بفعل الحمَّى المتصاعدة، تعمل ابنتها جاهدة لتخفيض حرارتها عبر ترطيب جبينها ويديها بقطع من القماش المبلل بالماء في محاولة يائسة لتخفيف آلام والدتها المصابة بسرطان الدم المعروف باسم (اللوكيميا).
تجرى محاولات التطبيب اليائسة هذه داخل مركز إيواء مكتظ في ولاية الجزيرة لجأ إليه أبناء “خديجة” بعد أن غادروا منزلهم الواقع بمدينة بحري عقب اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي.
تقول “تهاني خضر” وهي الابنة البكر لخديجة، أن” قرار مغادرتهم لمنزلهم الواقع منطقة الحلفايا شمالي مدينة بحري، جاء بعد احتدام المعارك وسقوط عدد كبير من القذائف المدفعية داخل الحي. وأضافت في مقابلة مع (عاين): (خرجنا من بيتنا بحثاً عن مكان آمن بعيداً عن الرصاص والدانات، ولكي نوفر لأمي جرعاتها العلاجية).
توقف الخدمة
ما إن اشتدت وطأة الحرب على كثير من المدنيين الذين تقع مساكنهم في نطاق الاشتباكات، حتى توجهوا لأقرب الولايات الآمنة، ويتوفر فيها الحد المقبول من الخدمات، حيث شهدت ولاية الجزيرة الواقعة جنوبي ولاية الخرطوم نزوح آلاف الأسر التي تحوي أطفالاً ومرضى وكبار سن.
يعتبر مستشفى الذرة الواقع بمدينة ود مدني، حاضرة ولاية الجزيرة، من أكبر مراكز علاج الأورام في السودان، وتعرض لضغط كبير بعد خروج مركز الخرطوم عن الخدمة، ولنفس الأسباب المتعلقة بسياقات الحرب المتمثلة في تمدد الصراع وانتشاره، فإن مستشفى ودمدني كذلك خرج عن الخدمة في ديسمبر ليرسم بخروجه مستقبلاً مجهولاً لآلاف المرضى.