مصادر : الدعم السريع ترتب لاجتياح الفاشر
أفادت مصادر سودانية، الأربعاء، بأن مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، تعيش هذه الأيام، توترات أمنية بالغة التعقيد، وسط توقعات بانقسام وشيك ضمن الحركات المسلحة المساندة للجيش السوداني.
وقالت مصادر متطابقة لـ”إرم نيوز”، الأربعاء، إن قوات الدعم السريع بدأت ترتب لتصعيد العمليات العسكرية في الفاشر ضد الجيش الذي ما زال يسيطر على مقر قيادته بالفرقة السادسة داخل المدينة.
وأشارت إلى أن هناك رأيًا سائدًا، وسط الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في السودان، بشأن ضرورة إخلاء الجيش السوداني للفاشر لأجل تجنيب المدينة المواجهات العسكرية مع قوات الدعم السريع.
وذكرت المصادر أن هذا الرأي يجد معارضة من قيادات الحركات التي أعلنت مساندتها للجيش في وقت سابق، وهي مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، وجبريل إبراهيم، وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة، بينما يؤيد عدد من القيادات العسكرية بهذه الحركات قرار خروج الجيش من مدينة الفاشر.
وقال مصدر مطلع لـ”إرم نيوز” إن الجنرال جمعة حقار، القائد العام لجيش الحركة التي يقودها حاكم إقليم دارفور، وصل إلى مدينة الفاشر، قبل يومين، قادمًا من العاصمة التشادية “انجمينا” برفقة كل من الهادي إدريس، والطاهر حجر، وسليمان صندل، ونمر عبدالرحمن، وهم من القيادات الرافضة للحرب؛ ما جعل “البرهان” يقيل بعضهم من مناصبهم التي شغلوها نتيجة اتفاقية السلام.
وتوقع المصدر حدوث انقسام وشيك وسط الحركات المساندة للجيش، لجهة أن قياداتها العسكرية في الميدان ترفض الحرب على خلاف القيادات السياسية التي أعلنت الاصطفاف مع الجيش في القتال ضد قوات الدعم السريع.
ويقود الدكتور الهادي إدريس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، بينما يرأس الطاهر حجر، حركة تجمع قوى تحرير السودان، فيما يرأس سليمان صندل، حركة العدل والمساواة المنشقة عن الحركة التي يقودها جبريل إبراهيم، وهي من المكونات الرئيسة للجبهة الثورية التي وقعت اتفاق جوبا للسلام في السودان أكتوبر/ تشرين الأول 2020 مع الحكومة الانتقالية وقتها برئاسة عبدالله حمدوك.
وتحتضن المدينة مقر قيادة الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني، وهي الوحيدة المتبقية من أصل 5 فرق عسكرية في إقليم دارفور، بعد أن سقطت الـ4 الأخريات في “نيالا وزالنجي والجنينة والضعين”، بيد قوات الدعم السريع.
وتاريخيًّا تعد مدينة “الفاشر” الأقدم والمركز الحضاري لإقليم دارفور، منذ عهد السلطنة بقيادة السلطان علي دينار، وتقطنها قبائل شتى، بيد أن قبيلتي “الزغاوة والفور” الأفريقيتين، هما الأكثر عددًا في المدينة، كما إن جميع قادة الحركات المسلحة اليوم ينتمون لهاتين القبيلتين.