الأعمدة

زلوط صاحب الاحلام الزلوطية !

في يوم الجمعة بالامس وفى منزل احد الأصدقاء السودانيين اجتمع عدد من ا السودانيين وكما هي عادة السودانيين الاصيلة والتي أصبحت سمة مميزة لهم ولا تفارقهم حيثما ذهبوا الا وهى وهى النقاش و الغلاط بالصوت العالي في السياسة و كورة القدم و بسبب الحرب اللعينة الدائرة في البلاد فقد اصبح النقاش ينحصر في الوضع السياسي الراهن , وفى هذا النقاش قال احدهم بان الكيزان يخططون عن طريق هذه الحرب للعودة مرة أخرى للحكم فانبرى له احدهم قائلا له والله ما عندهم ايو طريقة ودى أحلام زلوط ساكت وقال اخر ان الدعم السريع هو من يخطط و بالتنسيق مع القحاطة لحكم السودان وما فيش حد احسن من حد ! فجاءه الرد سريعا بان هذه أحلام زلوطية مستحيلة الحدوث في الواقع! وهنا قمت بسؤالهم من هو هذا الزلوط والذي تضربون به المثل في الاحلام البعيدة والمستحيلة التحقيق! وعندما وجدت ان القوم لا يعرف من هو هذا الزلوط أوضحت لهم الاتي: “
. تبين لي اننا لدينا الكثير من الامثال و المصطلحات السودانية نستخدمها كثيرا فى حياتنا اليومية بدون ان نكلف انفسنا عناء معرفة مصدرها او قصتها و يجدر ذكره بان هذه التعابير و الامثال تجد حظها من الدراسة و التحليل لدى المشتغلين المختصين بالفولكلور وهو الادب الذى ينتقل شفاهه كما تعلمنا من استاذنا محمد المهدى بشرى , ويلاحظ بان الكثير من الامثال الشعبية ترتبط ببعض الأحاجي و الحكايات الشعبية , ويجدر ذكره بان العالم العلامة السوداني الراحل الدكتور عبدالله الطيب كان من رواد الولوج الى عالم القصص السودانية من خلال كتابه الرائع ” الأحاجي السودانية”
وبالعودة الى “زلوط” بطل هذا المقال فهو ديك سوداني اصيل مثله مثل الغنماية ” كريت” اللى ابت ترجع البيت وهذه الكريت لديها مثل اخر مشهور وهو ” التسوى كريت في القرض تلقاهو في جلدها ” ولنا عودة بأذن الله لهذا المثل اما عن المدعو زلوط فتحكى القصة بان ” زلوط” كان ديكا تمتلكه الحاجة ” ام الحسن” ويعيش معها في منزلها وكان ديكا قبيح المنظر ضعيف البنية وكان الريش الذى يغطى جسده منتوفا و ممعوطا و مزلط وبهذه المناسبة فان التسمية بزلوط لها علاقة بانه كان يعانى من “الزليط ” وهو كما هو معروف في الدارجية السودانية تطلق على الجروح السطحية وهى اعلى درجة من الخربيش او الخربشة و اقل درجة من الجروح الدامية وباختصار فان زلوط كان ديكا مزلطا
ويحكى بانه ذات مرة كان نائما في فترة الظهيرة فوق حبل كان منصوبا فوق العنقريب الذى كانت تنوم تحته الحاجة ام الحسن فى البرندة نظام تعسيلة وكدة واثناء نومه حلم بان جسده قد كساه الريش الكثيف الجميل الملون بكل الوان قوس قزح وانه اصبح اجمل الديوك في الحلة وان جميع حسناوات الدجاج قد اصبحن يطلبن وده و يرتمين تحت اقدامه عسى ولعل ان يحظين بنظرة من عيونه الخرزية الجميلة بعد ان كانوا يتجاهلونه بل و يسخرون من شكله الممعوط , وبينما كان زلوط يمشى متبخترا كالطاووس ( في الحلم طبعا) مستمتعا بنظرات الاعجاب والحب من اناث الدجاج و الحسد والغيرة من بقية الديوك , فاذا بصقر يهجم من السماء على الدجاج وصغار السواسيو ( كتاكيت) وهنا انتفش زلوط بوصفه ديك حمش و حامى حمى الدجاج وتصدى للصقر واشتبك معه و افاق زلوط من نومه و احلامه الوردية على يد صاحبته ام الحسن وهى تمعط باقي الريش المتبقي فى جسده بعد ان سقط عليها و ايقظها ( مخلوعة) من نومها وهكذا كانت نهاية احلام السيد زلوط . ويجدر ذكره بان هذه القصة كانت منشورة فى مجلة الشباب والتربية في العام ١٩٥٧ (الصورة مرفقة)، وفى الختام نسأل الله لكم التوفيق والسداد ويبعد عنكم جماعة الاحلام الزلوطية.
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى