قطر توقف النقل بالبحر الأحمر بعد الضربات الأمريكية
واشنطن- أرجأت قطر مؤقتا على ما يبدو إرسال ناقلات الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق باب المندب بعدما أدت الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على أهداف الحوثيين في اليمن إلى زيادة المخاطر في الممر المائي الحيوي، وفق ما أفادت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية.
وبحسب بيانات تتبع السفن التي جمعتها “بلومبيرغ”، فإن ما لا يقل عن 5 ناقلات للغاز الطبيعي المسال تديرها قطر، توقفت وهي في طريقها نحو الممر المائي الحيوي في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، منذ الجمعة.
وتوقفت 3 ناقلات قبالة سواحل عمان، فيما توقفت واحدة في البحر الأحمر، وناقلة أخرى توقفت في البحر المتوسط بالقرب من قناة السويس.
ولم يصدر من السلطات القطرية تعليقا بشأن عملياتها المتعلقة بنقل الغاز الطبيعي المسال إلى عملائها.
وكانت الدولة الخليجية -وهي من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم -واحدة من بين عدد قليل من موردي الغاز الذين يواصلون استخدام البحر الأحمر وقناة السويس لإرسال الوقود إلى أوروبا.
ويسلط إحجام قطر عن عبور مضيق باب المندب، الضوء على الزيادة الكبيرة في المخاطر بعد الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن الموالون لإيران، على السفن التجارية، والرد الأميركي البريطاني المتمثل بضربات تستهدف مواقع لهم.
ودفعت الهجمات الحوثية دولا غربية، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى نشر بوارج في البحر الأحمر.
وشكلت واشنطن تحالفا بحريا دوليا لحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمر عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية.
وفجر الإثنين، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) أنها أسقطت، عصر الأحد، صاروخ كروز أُطلق من منطقة تخضع لسيطرة الحوثيين في اليمن، باتجاه مدمرة أميركية في جنوب البحر الأحمر، دون وقوع أضرار أو إصابات.
وكانت القوات العسكرية المشتركة – التي تضم البحرية الأميركية والبريطانية – قد نصحت السفن التجارية بالابتعاد عن منطقة الخطر في جنوب البحر الأحمر، بعد الضربات الجوية على الجماعة اليمنية المسلحة المدعومة من إيران.
ويرى مراقبون أن الحوثيين لم يرتدعوا بعد جراء الضربات الأميركية البريطانية المشتركة الأخيرة، لاسيما أن الجماعة كانت أكدت في بيانات سابقة لها أن استهداف مواقعها يعني فتح الباب لها لضرب سفن أميركية.
ففي العاشر من الشهر الحالي، أكد الناطق باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، أن كل “من يعترض عمليات الحوثيين سيواجه بالرد”.
كما أكد أن “الملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي آمنة”، متهماً أميركا بـ “عسكرة البحر الأحمر خدمة لإسرائيل وتشجيعا لها لمواصلة عدوانها على قطاع غزة”.
بدورها توقعت واشنطن عبر تصريحات مسؤوليها أن تواجه مزيدا من الهجمات الحوثية، مؤكدة في الوقت عينه استعدادها للرد. إذا تشي كل المعطيات الحالية حتى الآن أن التوترات في البحر الأحمر لن تهدأ قريباً.